الجيش السوري يواصل عملياته في بانياس وحمص وسقوط عديد من القتلى

Read this story in English W460

أفاد ناشط حقوقي أن السلطات السورية أكدت الاحد تصميمها على إسكات الاحتجاجات غير المسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الاسد بالقوة، وأمرت الجيش بالتدخل في بانياس وحمص حيث قتل صبي في الـ12 من العمر.

من جهته، اتهم القضاء اليوم أحد وجوه المعارضة السورية البارزين رياض سيف الذي يعاني من مرض السرطان، بأنه خالف قرار منع التظاهر، بحسب المحامي خليل معتوق.

وأفاد ناشط أن الجنود السوريون دخلوا مساء السبت وفجر الاحد الى عدد من الأحياء التي تشهد احتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد مثل باب السباع وبابا عمرو بعد قطع الكهرباء والاتصالات الهاتفية، مشيرا الى أن "نيران رشاشات ثقيلة سمعت في هذين الحيين، وأن كانوا قد تمركزوا الجنود منذ الجمعة بدباباتهم في وسط حمص 160 كلم شمال دمشق".

وأضاف هذا الناشط أن "صبيا في الـ12 من العمر يدعى قاسم زهير الاحمد قتل الاحد بالرصاص، من دون أن يتسنى له تحديد ملابسات مقتله".

وأوضح أن عددا من القتلى سقطوا في حمص، إلا انه لم يكن أيضا قادرا على تقديم اي عدد، لافتا الى أن "قناصة قد تمركزوا على اسطح المنازل في حي كرم الشامي في حمص."

وبحسب شريط فيديو نشر على موقع يوتيوب، تظهر نحو 20 شاحنة مليئة بعسكريين وهي متوجهة الى باب السباع ليلا.

من جهة ثانية قال مجاب السمرة وهو عضو في حزب الاتحاد الاشتراكي السوري المعارض المحظور في تصريح لوكالة "فرانس برس" في بيروت "أثناء التحقيق مع بعض الشبان سربوا لي معلومات أن الامن يريدني، وبما أنني أعاني من مشاكل في الظهر أخذت عائلتي وأتيت الى لبنان"، متهما "السلطات باعتقال الناس في بيوتهم، في مكان عملهم ومن خلال كمائن في الشوارع".

وقال السمرة (33 سنة) أنه من بلدة وادي بردى في ريف دمشق، وقد انتقل الى بيروت منذ نحو أسبوع.

كما أشار الى أن "الشعب السوري بكافة فصائله وتوجهاته مجمع على رفض خيار العنف".

وأردف:"رغم محاصرة المدن بالدبابات ما زال الشبان يشاركون في التظاهرات، وهم شاركوا في جمعة التحدي بعد ان كسروا حاجز الخوف".

وكان المعارضون السوريون دعوا الجمعة الماضي الى التظاهر في ما عرف بـ"جمعة التحدي" ، ما أدى الى مقتل 26 متظاهرا على الاقل حسب ناشط حقوقي.

وفي بانياس ذكر رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان ان الاتصالات الهاتفية والكهرباء والمياه قطعت عن هذه المدينة (50 الف نسمة) الواقعة على البحر الابيض المتوسط، مؤكدا أن "المدينة معزولة عن العالم الخارجي وفي الاحياء الجنوبية من المدينة، مركز حركة الاحتجاج وأن هناك قناصة متمركزون على السطوح".

وأردف:"انتشرت الاحد دبابات على الكورنيش وفي الاحياء الواقعة جنوب المدينة، حيث جرت اعتقالات على أساس لوائح معدة سلفا".

وكانت حصلت السبت عمليات مداهمة واعتقالات لجرحى كانوا في مستشفى الجمعية في الاحياء الجنوبية، وحذر عبد الرحمن من "كارثة انسانية في الاحياء الجنوبية"، حيث يقيم كما قال 20 الف شخص.

وعليه، ذكرت منظمته أن أكثر من 200 شخص بينهم طفل في العاشرة من عمره اعتقلوا بين مساء السبت وصباح الاحد في بانياس.

الى ذلك، أفادت صحيفة "الوطن" القريبة من السلطة الاحد أن الجيش السوري يخوض منذ مساء الجمعة "معركة شرسة ضد مجموعة تستخدم اسلحة ثقيلة وقذائف مضادة للدبابات ورشاشات ثقيلة في بانياس ومحيطها".

وذكرت "الوطن" أن "الأسد التقى وفدا من الشباب السوريين تطرقوا الى بعض ممارسات العنف التي أبداها بعض عناصر الامن"، موضحة أنه "أمر لم ينكره الرئيس الاسد".

وكشفت الصحيفة عينها أن "الأسد أكد ان ما وقع في بعض الاحيان يمثل سلوكيات أفراد، وأن التوجه في الحكومة لاحتواء الازمة والبعد عن العنف".

وقتل ستة أشخاص على الاقل السبت في بانياس، وقتلت أربع نساء يطالبن بالافراج عن معتقلين بيد قوات الامن بحسب ناشط.

وأشارت حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان الذي تعذر عليه تحديد مصدر إطلاق النار، الى أن "شخصان قتلا مساء".

هذا، وذكرت شبكة فلاش سوريا أن اعتصاما بدء أمام مسجد عثمان بن عفان في دير الزور، رغم انتشار الكثيف لقوات الأمن السورية في المدينة، مشيرة الى "خروج تظاهرة في المعضمية يريف دمشق تطالب بإسقاط النظام".

وأفادت شبكة شام الإخبارية عن مفتل عبد الهادي الشمالي من حي الخالدية في حمص، برصاص قناص أثناء خروجه من المنزل

من جهة ثانية، اكد المعارض السوري رامي نخلة في مقابلة مع وكالة الانباء النمساوية نشرت الاحد، أن سوريا تعلمت من إيران كيف تقمع حركة احتجاج عبر اللجوء الى التعذيب.

وشرح نخلة "اولا كان يتم قتل الناس بصورة عشوائية لنشر الخوف، ثم أدركت قوات الامن السورية أنها إذا قتلت شخصا، فإن عشرة على الاقل من أصدقائه او أقربائه سينزلون الى الشوارع وسيكونون على استعداد للموت من أجل هذا الشخص".

وأضاف نخلة البالغ من العمر 28 عاما في هذه المقابلة الهاتفية التي نشرت بالالمانية "لكن اذا اعتقلتم وعذبتهم شخصا، فإن عشرة على الاقل من اصدقائه سيخافون. وهذا ما عمدت اليه (قوات الامن) في الاسبوعين الاخيرين".

وفي دمشق اتهم القضاء الاحد المعارض رياض سيف الذي يعاني من مرض السرطان، بأنه خالف قرار منع التظاهر، بحسب المحامي خليل معتوق.

وقال معتوق رئيس المركز السوري للدفاع عن معتقلي الرأي أنه "تمت إحالة رياض سيف الى القضاء بتهمة التظاهر".

وأعلن معتوق أن المعارض رياض سيف قال للقاضي أنه "تعرض للضرب على الرأس من قبل عناصر أمنية، قبل اعتقاله الجمعة، إثر الصلاة على مقربة من مسجد الحسن في حي الميدان وسط دمشق، وابرز للقاضي قميصيه الداخلي والخارجي ملطخين بالدماء".

ونظمت تظاهرة الجمعة ضد نظام الاسد، ضمت مئات الاشخاص لدى الخروج من المسجد.

ورياض سيف (65 عاما) ينتمي الى مجموعة من 12 معارضا وقعوا على "اعلان دمشق" الذي يدعو الى تغيير ديموقراطي في سوريا.

وقد حكمت عليهم جميعا في تشرين الاول 2008 محكمة الجنايات الاولى في دمشق بالسجن سنتين ونصف سنة بتهمة "نقل انباء كاذبة من شانها ان توهن نفسية الامة".

وأفرجت عنه السلطات في تموز 2010 بعدما انهى فترة عقوبته في السجن.

والمعارضون ال12 هم الكاتب علي العبد الله والطبيب وليد البني، والنائب السابق رياض سيف، ورئيسة المجلس الوطني للتجمع فداء حوراني، وأحمد طعمة وجبر الشوفي، وياسر العيتي، ومحمد حجي درويش، ومروان العش، وفايز سارة، وطلال أبو دان، وأمين عام المجلس الوطني للتجمع الكاتب أكرم البني.

وفي 2005، وقعت أحزاب معارضة علمانية وجماعة الاخوان المسلمين في لندن وثيقة تأسيسية عرفت باسم "إعلان دمشق".

وفي آخر 2007 أنشىء في سوريا "إعلان دمشق للتغيير الوطني الديموقراطي".

الا أن السطات السورية، أوقفت معظم أعضائه بعد انعقاد مؤتمره الاول.

التعليقات 0