تمرد في سجن في منطقة الاورال يسلط الضوء على التجاوزات داخل سجون روسيا

Read this story in English W460

استمر التوتر الاثنين في محيط سجن في منطقة جبال الاورال حيث نفذ اكثر من 200 سجين تمردا خلال اليومين الماضيين للتنديد بممارسات تعذيب وتنكيل، ما سلط الضوء على التجاوزات التي تثير انتقادات متكررة لنظام السجون في روسيا.

وقام حوالى 250 سجينا من اصل 1500 معتقلين في السجن رقم 6 في منطقة تشيليابينسك وسط روسيا، بالتمرد للتنديد باعمال عنف وتنكيل يقولون انهم يتعرضون لها من جانب حراسهم والمطالبة باطلاق سراح رفاق لهم تم ايداعهم في الحبس الانفرادي.

وصعد عشرات المعتقلين الى سقف السجن ووضعوا لافتة كتب عليها "ساعدونا". وتجمع مئات الاشخاص يبدو انهم اقرباء للسجناء، امام مجمع السجون دعما للحركة.

وتدخلت قوات مكافحة الشغب ليل السبت الاحد لتفريقهم، مستخدمين العنف بحسب منظمات حقوقية وشهود رووا مشاهداتهم عبر قنوات التلفزيون وقد بدا بعضهم منتفخي الوجه.

واكدت وزارة الداخلية من جانبها ان ثمانية شرطيين جرحوا في مواجهات، مشيرة الى انه تم التحقيق مع حوالى 40 شرطيا.

وبقي الوضع متشنجا الاثنين في محيط السجن، على رغم تأكيد الجهاز الفدرالي الروسي لتنفيذ العقوبات في بيان ان الوضع "مستقر" و"تحت السيطرة" بعد تدخل قوات مكافحة الشغب الليلة الماضية.

وابلغت اوكسانا تروفانوفا الناشطة الحقوقية من موقع السجن الذي شهد التمرد، وكالة فرانس برس عبر الهاتف ان عددا كبيرا من الشرطيين ينتشرون حول المبنى وان اقرباء المساجين ما زالوا في المكان.

واشار المندوب المحلي لحقوق الانسان اليكسي سيفاستينوف من جانبه الاحد الى ان اكثر من 230 سجينا يواصلون تحركهم عبر القيام "باضراب عن النوم والطعام".

واعلنت النيابة العامة الروسية الاثنين انها بدأت عملية "تحقق" بعد الاضطرابات التي شهدها السجن، الا انها نفت حصول اي اعمال عنف بحق المعتقلين خلال احداث اليومين الماضيين.

وسلطت هذه الاحداث الضوء على التجاوزات المرتكبة في سجون روسيا التي تعد 640 الف معتقل من اصل عدد سكان اجمالي يبلغ 143 مليون نسمة.

وبحسب فاليريا بريخودكينا العضو في اللجنة المحلية لزوار السجون فإن المشاكل في سجن كوبيسك معروفة منذ زمن طويل.

وقالت "لدينا الكثير من الادلة من معتقلين، اقرباء، عن حالات تعذيب، اهانات، وابتزاز مالي"، مؤكدا ان القضاء يعج بدعاوى من هذا النوع.

وذكرت صحيفة فيدوموستي الاثنين بان سجن كوبيسك سبق ان شهد تمردا عام 2008 بعدما توفي اربعة مساجين بسبب الضرب.

من جهته قال المندوب الفدرالي لحقوق الانسان فلاديمير لوكين لوكالة انترفاكس انه لم يفاجأ جراء الاحداث، ويملك "شهادات تفيد بان الفساد مزدهر (في السجن)، واقرباء لمعتقلين يتعرضون لابتزاز".

واقر حاكم منطقة تشيليابينسك ميخائيل يوريفيتش بان الوضع في السجون "متوتر"، مع "حالات عدة لاعمال عنف، اهانات، عمليات انتحار"، وفق وكالة ريا نوفوستي الروسية العامة.

وفي تموز، نفذ مئات المعتقلين اضرابا عن الطعام وقام خمسة منهم بتقطيع اوردتهم في سجن يخضع لحراسة امنية مشددة في منطقة بشكورتوستان جنوب روسيا، اثر الوفاة المريبة لرفاق لهم.

واشارت منظمة العفو الدولية في تقريرها السنوي الاخير الى انه على رغم احراز بعض التقدم، لا تزال السجون الروسية تشهد باستمرار ممارسات تعذيب وسوء معاملة.

واشهر هذه الحالات هو القاضي في صندوق استثماري غربي سيرغي ماغنيتسكي الذي توفي عن 37 عاما سنة 2009 في سجن في موسكو نتيجة تعرضه لاساءة معاملة ورفض تقديم العناية الصحية له.

التعليقات 0