دعوات للتظاهر في برشلونة ضد مشروع قانون يقلص دور اللغة الكاتالونية
Read this story in Englishدعي سكان كاتالونيا التي تشهد نزعة قومية متزايدة الى التظاهر الخميس في برشلونة للاحتجاج على مشروع قانون حول التعليم يقلص دور اللغة الكاتالونية لصالح القشتالية اللغة المحكية في سائر اسبانيا.
ونددت نقابات المعلمين والطلاب وجمعيات اهالي التلاميذ التي دعت الى التظاهرة ب"هجوم لا سابق له على نظام التعليم الكاتالوني".
ويعطي مشروع القانون دورا اكبر للسلطة المركزية في تحديد المنهج المشترك للبرامج التعليمية ويعزز اللغة القشتالية.
ويرى فيه الكاتالونيون مساسا بنظام منح استقلال ذاتي اكبر للمناطق خصوصا على صعيد التعليم والصحة بعد انتهاء الحكم الديكتاتوري للجنرال فرانكو (1939-1975).
وقال رامو غرو مدير مدرسة ثانوية في برشلونة انه وفي النظام الجديد "لن تعود اللغة الكاتالونية الزامية في امتحانات نهاية الفصل وستنتقل الى المرتبة الرابعة في تعليم اللغات"، بعد القشتالية ولغتين اجنبيتين.
الا ان الكاتالونية هي الرمز الاساسي للهوية في المنطقة.
فبعد ان كانت محظورة في الاماكن العامة، استعادت مكانتها بالتدريج الى ان اصبحت لغة التعليم في كل المدارس الحكومية في المنطقة البالغ عدد سكانها 7,5 ملايين نسمة.
اما الاسبانية فلا تدرس فيها الا لانها لغة الزامية.
وكان لمشروع القانون الذي عرضه قبل عشرة ايام وزير التعليم خوسيه ايناسيو فيرت وقع المفاجاة واثار غضب الحكومة الاقليمية الكاتالونية برئاسة ارتور ماس والتي تشهد خلافا مع مدريد التي رفضت في ايلول مشروعا يزيد الاستقلال الذاتي لموازنة المنطقة.
وفي مؤشر على الاحباط المتزايد، شارك مئات آلاف الاشخاص في تظاهرة انفصالية بمناسبة يوم كاتالونيا (ديادا) في 11 ايلول في برشلونة.
كما برز هذا الشعور في صناديق الاقتراع عند الانتخابات المبكرة التي اجريت في 25 تشرين الثاني والتي حل فيها حزب اليسار الانفصالي في المرتبة الثانية على الساحة السياسية الكاتالونية وراء القوميين المعتدلين ضمن ائتلاف ماس.
والاربعاء، تحالف رئيس المنطقة مع اربعة احزاب اخرى للمطالبة ب"مراجعة في العمق" لمشروع فيرت.
وكتب على ملصق وضعه متقاعد على فمه "يريدون الا ينطق احد بالكاتالونية"، وذلك خلال مشاركته في تظاهرة اولى في برشلونة الاثنين حشدت الاف الاشخاص ضد مشروع القانون.
وفي حال تم تبني المشروع "فان النموذج الذي سيعتمد سيكون شبيها جدا بالذي عرفناه عندما كنا صغارا. نموذج متسلط وتسيطر مدريد على مضمونه بشكل كبير"، بحسب اليكس كاستيو (47 عاما) وهو اب لطفلين في ال10 وال13.
وقال ايلوي كورتيس الطالب في العشرين ان النظام الحالي "وبدل ان يشجع على تعلم لغة وثقافة معينة، يزيل الفوارق في اصول التلاميذ".
واضاف كورتيس "كانت كل سنوات الدراسة عبارة عن تجربة لغوية كاملة وهو نموذج لا يتم فيه استثناء اي احد" لانه وعلاوة على اللغة المحكية داخل الاسرة "فان كل التلاميذ يتلقون الادوات اللازمة ليكون لديهم مستوى جيد في الكاتالونية والقشتالية".
الا ان هذا النظام لا يناسب الجميع، وبعض الاهالي طالبوا دون جدوى امام القضاء ان يتم تدريس اولادهم بالقشتالية.
ويلبي مشروع القانون الجديد مطلبهم. فهو ينص على ان الاهالي الذين يفضلون ان يتلقى اولادهم تعليمهم بالقشتالية وليس بالكاتالونية، يمكنهم ان يسجلوهم في مدرسة خاصة على نفقة الحكومة الاقليمية.
ومثل هذا الاجراء سيكبد كاتالونيا تكاليف باهظة.
في المقابل، لن تكون مقاطعة الباسك وغاليسيا اللتان لكل منهما لغتها الرسمية معنيتين بشكل مباشر بهذا الاجراء لانهما تقترحان التعليم باللغة القشتالية في المدارس الرسمية بالاضافة الى لغة المنطقة.
واكد فيرت الاربعاء ان "الحكومة لا يمكنها تصفية مدرسة تعلم الكاتالونية"، في محاولة لطمانة معارضي مشروعه.
الا ان ذلك لم يحل دون تصاعد دعوات برفض الانصياع للقانون.
وقال غرو "اقترح رفض تطبيق القانون الجديد"، مضيفا ان الاصلاح التعليمي الذي يقلص حرية الكاتالونيين سيعزز الشعور الانفصالي لديهم.