اليوم، 21-12-2012 … فهل ينتهي العالم؟؟؟

اليوم هو 2012-12-21، اليوم سيحدد من الرابح في الصراع بين روزنامة "المايا" من جهة والعلم والدين من جهة أخرى. فهل ينتهي العالم اليوم فعلاً؟ وننتقل من حقبة الى اخرى؟ ام تستمر الحياة على طبيعتها ويمر اليوم كغيره من الايام؟

يُشار الى ان روزنامة نُقشت على الجدار الحجري رقم 6 من موقع "إل تورتوغيرو" الأثري في مدينة تاباسكو المكسيكية، منذ حوالى 1300 سنة، وهي تؤرّخ السنين والأيام وفق نظام حسابي دقيق وضعه الـ"ماياويّون".

ووفق هذا التقويم، فإن أولى الدورات الزمنية بدأت بتاريخ 11 آب سنة 3114 قبل الميلاد، وتنتهي في 21 كانون الأول 2012 ميلادية.

وهناك من اقتنع بدقّة الـ"ماياويين" في التقويم والحسابات الفلكية فاعترفوا بأن روزنامتهم تنتهي بتاريخ اليوم، لكنهم اشاروا الى إن الـ"ماياويين" لم يذكروا شيئاً عن كوارث وفناء البشرية في هذا التاريخ".

واستنتجوا أن "الأمر مجرد نتيجة منطقية حسابية لتسلسل الدورات الزمنية الدقيقة التي رسمها الماياويون". الا ان لهذه النظرية كما غيرها من النظريات، رافضوها، الذين انقسموا بين مؤمن بالدين ومؤيد للعلم.

فالاديان السماوية تشدد على ان لا احد يدري متى تأتي نهاية العالم او بأية طريقة. فالقرآن الكريم ذكر في "سورة الأعراف"، الآية 187، "يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ".

والانجيل المقدس بدوره ذكر كلام يسوع المسيح الذي قال لتلاميذه "وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ الاِبْنُ إلاَّ الآبُ". ( مر13/32 ).

اما العلم فبدوره، نفى ان يكون اليوم هو نهاية العلم، اذ اصدرت "وكالة الفضاء الأميركية" (ناسا)، بياناً مكتوباً على موقعها الإلكتروني، الأسبوع الماضي، تقول فيه إن "العالم لن ينتهي في 2012. إن كوكبنا هو بحالة جيدة منذ أكثر من 4 مليارات سنة، وكل العلماء الموثوق بهم حول العالم لا علم لديهم بأي خطر يرتبط بعام 2012".

من جانبه، لفت المؤرخ الفرنسي لوك ماري، الى أنها ليست المرة الأولى التي ينشغل العالم فيها بظاهرة تنذر بنهاية العالم أو فناء البشرية، فلطالما اعتبرت الحروب الكبرى والمجاعات والأوبئة الفتاكة كدلائل على انتهاء العالم عند الذين عايشوها.

وتابع "ربما بعد 5 مليارات عام حين تتحول الأرض الى كتلة نارية ذائبة، أما نهاية البشرية فستحدث قبل ذلك، أي بعد حوالى مليار سنة عندما تبلغ الحرارة على الأرض 100 درجة مئوية".

الا انه رجح أن "يكون الإنسان قد اخترع حينها وسائل لمغادرة كوكب الأرض والعيش في مكان آخر".

من جانب آخر، قرر أحد المخترعين بالصين، ليو كيوان، أن يواجه "نهاية العالم" المتوقعة باختراع حاوية ضخمة تشبه في تصميمها الكرة الأرضية، وهي مصممة للتغلب على اشد أنواع الزلازل والأمواج العالية الناجمة عنها، والتي قد يصل ارتفاعها إلى 1000 متر.

وزوّد ليو الحاوية بأنابيب الأوكسجين، والأسرّة المريحة، فضلاً عن مجموعة من ذخائر الأطعمة والمشروبات.

يُشار الى ان استراليا هي احدى اولى الدول التي اشرقت فيها الشمس في 21 كانون الاول. وقد تلقت صفحة "فايسبوك" لهيئة السياحة الاسترالة سيلا من الرسائل تسأل ان كان لا يزال ناجون على هذه الجزيرة-القارة.

فردت المنظمة قائلة "نعم نحن احياء!"

وقال اندرو ماكفوي مدير الهيئة "نحن نثمن للمايا مساعدتهم لنا على تجاوز عتبة الاربعة ملايين متابع على صفحتنا على شبكة فيسبوك".

وقد عجت خدمة تويتر للمدونات الصغرى ايضا بالتعليقات المضحكة حول نهاية العالم ومنها "نبأ هام: نهاية العالم ارجئت الى حين فوز ليفربول ببطولة الدوري الانكليزي الممتاز لكرة القدم. فاطمئنوا!" على ما قال ماريو بالوتيلي لاعب مانشستر سيتي وقد اعيد بث الرسالة الاف المرات.

وتحتفل اميركا الوسطى والمكسيك الجمعة بنهاية حقبة كبيرة وطويلة جدا استمرت 5200 عاما في روزنامة المايا وهو حدث يربطه البعض بنهاية العالم.