ساركوزي يخيّر الأسد بين الديمقراطية أو الرحيل...ومقتل 8 على الأقل في جمعة "حماة الديار"
Read this story in Englishبعد شهرين ونصف على بدء الإحتجاجات غير المسبوقة في سوريا خرج المتظاهرون إلى عدة مدن يطالبون بإسقاط النظام في ما سموه جمعة "حماة الديار" وسط انضمام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى الرئيس الاميركي باراك اوباما في مطالبة الرئيس السوري بشار الاسد بقيادة عملية تحول ديموقراطي لبلاده أو التنحي.
واوضح ساركوزي ان "لفرنسا بعض المصداقية" في طرح الخيار المعروض الان على الرئيس السوري. وقال "لقد فعلنا كل شيء لاعادة سوريا الى منظومة الامم الدولية. كل شيء. لقد تباحثنا مع (السوريين) وحاولنا مساعدتهم وتفهمهم".
واضاف الرئيس الفرنسي "اشعر بالاسف لان اقول ان القادة السوريين يقومون بخطوة مدهشة الى الوراء. وفرنسا في هذه الظروف تسحب ثقتها وتندد بما يجب التنديد به".
وخلص الى ان "الرئيس بشار الاسد يعلم تماما ان فرنسا لم تفعل ذلك الا بعد هذا التراجع الديمقراطي الذي لا يمكن قبوله".
هذا وذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان لوكالة فرانس برس الجمعة ان حصيلة قتلى "جمعة حماة الديار" ارتفعت الى ثمانية اشخاص في مدن سورية عدة.
وذكر رئيس المرصد رامي عبد الرحمن ان "ثلاثة اشخاص قتلوا الجمعة عندما قام رجال الامن بتفريق تظاهرة في مدينة قطنا شارك فيها المئات". واورد عبد الرحمن اسماء القتلى.
كما اشار رئيس المرصد "ان ثلاثة متظاهرين على الاقل قتلوا قبيل فجر الجمعة في داعل (ريف درعا) جنوب البلاد برصاص رجال الامن الذين اطلقوا النار عليهم عندما صعدوا الى اسطح الابنية لاعلاء صوت التكبير".
وافاد شاهد عيان لوكالة فرانس برس ان "آلاف الاشخاص تظاهروا بعد منتصف الليل في داعل وهم يهتفون بشعارات تحيي الجيش" مشيرا الى ان "عناصرالجيش المتواجدة لم تتدخل".
واضاف "وبعد قليل جاءت قوات الامن وفتحت النار عشوائيا مما اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص وجرح 15 اخرين".
كما توفي شخص في منطقة الزبداني (ريف دمشق) اثناء تفريق تظاهرة جرت في المدينة، وتوفي شخص آخر في مدينة جبلة (غرب) عندما اصابه طلق ناري بينما كان على سطح احد الابنية وهو يعلي التكبير" بحسب رئيس المرصد.
وطالب رئيس المرصد السلطات السورية "بالسماح للمرصد والمنظمات الحقوقية السورية بتشكيل لجنة تحقيق والذهاب الى المناطق التي شهدت سقوط القتلى للتحقق من القوائم من اجل التوصل الى محاكمة الجناة وتقديمهم الى محاكمة علنية".
ولفت عبد الرحمن الى "وجود عشرات المفقودين في درعا (جنوب) ومدن اخرى يجرى تسليم جثامينهم الى ذويهم".
واشار عبد الرحمن "الى قيام السلطات الامنية بحملة اعتقالات استهدفت العشرات في غالبية المدن التي شهدت تظاهرات اليوم".
ميدانيا، أفاد المرصد أن قوات الامن استخدمت القوة لتفرق مئات المتظاهرين في حي ركن الدين وضربتهم بالهروات".
وتابع ان "قوات الامن قامت ايضا باستخدام القوة لتفريق مئات المتظاهرين الذين خرجوا في منطقة صلاح الدين في مدينة حلب (شمال)" التي بقيت لغاية الان بمنأى عن موجة الاحتجاجات.
كما اشار الى "مظاهرة في منطقة الدرباسية (شمال شرق) شارك فيها نحو 400 طفل وهم يحملون العلم السوري بطول 25 مترا مرددين النشيد الوطني السوري"، لافتا الى خروج مظاهرة في مدينة القامشلي (شمال شرق) شارك فيها الالاف.
وخرجت مظاهرة مناهضة للنظام في عامودا (شمال شرق) شارك فيها نحو 2500 شخص، بحسب ريحاوي.
ويشكل الاكراد غالبية سكان هذه المدن الثلاث.
من جهته، اورد التلفزيون السوري الرسمي في شريط اخباري عاجل نقلا عن مراسليه في المحافظات السورية ان عشرات الاشخاص هاجموا عناصر حفظ النظام امام جامع الحسن في حي الميدان، وسط دمشق، بادوات حادة.
كما افاد عن قيام "عناصر مسلحة باطلاق النار على القوى الامنية واصابة احد العناصر بجروح".
ولفت التلفزيون الى عدة "تجمعات" ضمت 150 شخصا في القامشلي و300 شخص في حماة وفي البوكمال والميادين والقورية (شرق) والعشرات في طرطوس الساحلية (غرب) و150 شخصا في عامودا و100 شخص في الدرباسية والعشرات في راس العين (شمال شرق).
واوضح التلفزيون ان هذه التجمعات انفضت من تلقاء نفسها دون "احتكاكات".
كما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" الجمعة ان سبعة عناصر من رجال الامن والشرطة جرحوا اثر اعتداء متظاهرين عليهم في مدينة دير الزور (شرق).
وقالت الوكالة "اصيب سبعة من عناصر الشرطة والامن اليوم باعتداءات قام بها عدد من المتجمعين بدير الزور".
ونقلت الوكالة تصريحا لمحافظ دير الزور حسين عرنوس قال فيه ان "الاصابات نجمت عن استخدام المتجمعين للحجارة والادوات الحادة والسكاكين ضد عناصر الشرطة والامن الذين تواجدوا للحفاظ على الامن".