اشتباكات على اطراف دمشق والاسد يقر عقوبات للخطف تصل للاعدام

تستمر العمليات العسكرية على وتيرتها التصعيدية في سوريا حيث يحصد النزاع بين قوات النظام والمجموعات المسلحة المعارضة مزيدا من الضحايا كل يوم وحيث تتسع رقعة الفلتان الامني والبؤس الذي يعاني منه المواطنون.

وقد اصدر الرئيس السوري بشار الاسد الثلاثاء مرسوما يفرض عقوبات تصل الى الاعدام او السجن مدى الحياة على من يقترف جريمة خطف، وهي ظاهرة تزداد انتشارا وتهدف اما الى الحصول على فديات مالية او تستند الى خلفية مذهبية.

على الارض، وقعت اشتباكات عنيفة على الاطراف الشرقية والشمالية لدمشق تزامنا مع قصف من القوات النظامية استهدف هذه المناطق التي تضم جيوبا للمقاتلين المعارضين للنظام.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان القصف على حي برزة في شمال العاصمة ادى الى سقوط ستة قتلى كلهم رجال، وقتل رجل سابع في الحي نفسه برصاص قناص.

كما وقعت اشتباكات "عند اطراف حي جوبر من جهة (ساحة) العباسيين"، احدى الساحات الرئيسية في دمشق، نقطة ارتكاز النظام والمدينة الشديدة التحصين.

وصباح الثلاثاء، قتل ثلاثة اشخاص في قصف على حي الحجر الاسود في جنوب العاصمة.

وفي وسط دمشق، افاد المرصد عن "سقوط قذائف هاون على منطقة الفيحاء".

وتكرر في الاسابيع الماضية سقوط قذائف هاون على احياء في وسط العاصمة، في هجمات ادى اعنفها الخميس الى مقتل 15 طالبا في كلية الهندسة المعمارية التابعة لجامعة دمشق.

في محيط دمشق، افاد المرصد عن "استشهاد اربعة مواطنين من عائلة واحدة" بينهم طفلان، في قصف تعرضت له بلدة المقيليبة جنوب العاصمة.

وقالت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان الضحايا قضوا اثر سقوط "قذيفة هاون أطلقها ارهابيون على منزلهم".

في محافظة ادلب (شمال غرب)، افاد المرصد عن قصف بالطيران المروحي في محيط معسكر وادي الضيف حيث تدور اشتباكات.

ويفرض مقاتلو المعارضة حصارا على المعسكر منذ سيطرتهم على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في تشرين الاول الماضي. ونقل المرصد عن ناشطين الثلاثاء ان المقاتلين "قصفوا مقر قيادة المعسكر وشوهدت اعمدة الدخان تتصاعد" منه.

وادت اعمال العنف الثلاثاء الى مقتل 78 شخصا، في حصيلة اولية للمرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كل انحاء سوريا.

وكان المرصد افاد الاثنين ان 6005 اشخاص قتلوا في سوريا في شهر آذار 2013، ما يجعل منه الشهر الاكثر دموية في النزاع الذي اودى، وفق ارقامه، بحياة نحو 62 الف شخص. ويعد المرصد مصدرا رئيسيا لاحصاء ضحايا النزاع، ويقول انه يوثق القتلى بالاسماء.

الا ان حصيلة القتلى التي لديه تبقى ادنى من ارقام الامم المتحدة التي افادت في مطلع هذه السنة عن مقتل نحو 70 الف شخص في النزاع الذي دخل عامه الثالث من دون افق لحل قريب.

وفي ظل تدهور الوضع الامني في مناطق واسعة من البلاد وغياب القانون والمؤسسات، اصدر الاسد الثلاثاء مرسوما يقضي بان "كل من خطف شخصا حارما اياه من حريته بقصد تحقيق مارب سياسي او مادي أو بقصد الثأر او الانتقام او لاسباب طائفية او بقصد طلب الفدية يعاقب بالاشغال الشاقة المؤبدة".

وتشدد العقوبة الى الاعدام "اذا نجم عن جريمة الخطف وفاة احد الاشخاص او حدثت عاهة دائمة بالمجني عليه او قام الفاعل بالاعتداء جنسيا على المجني عليه".

ومنح المرسوم "العذر المحل" (الاعفاء من العقوبة) الى "كل من لديه مخطوف فبادر الى تحريره بشكل امن او قام بتسليمه الى اي جهة مختصة خلال خمسة عشر يوما من تاريخ نفاذ المرسوم"، المؤرخ في الثاني من نيسان.

وبعد وقت قصير على صدور المرسوم، افاد المرصد السوري عن اقدام "مسلحين من اللجان الشعبية التابعة للقوات النظامية من بلدتي الفوعة وكفريا في ريف ادلب على خطف ركاب حافلة من اهالي بلدة معرة مصرين" في المنطقة نفسها، من دون ان يحدد عددهم.

وشهدت المنطقة نفسها في شباط خطف مئات المدنيين العلويين والسنة بينهم نساء واطفال.

ويتهم النظام "الارهابيين" بالقيام بعمليات الخطف، في اشارة الى المقاتلين المعارضين، بينما يتهم ناشطون معارضون "الشبيحة" الموالين للنظام بممارسة الخطف.

في الشأن الاقتصادي، قررت الحكومة السورية الثلاثاء "اعفاء مواد المازوت والفيول والغاز المستوردة حصرا من ايران من الرسوم الجمركية والضرائب والرسوم الاخرى حتى 30 حزيران 2013".

وايران هي ابرز الحلفاء الاقليميين للنظام السوري ومن ابرز داعميه الاقتصاديين. واضافة الى التزويد بالمشتقات النفطية، وقع الطرفان في كانون الثاني الماضي اتفاقية تتيح لدمشق الاقتراض من طهران حتى سقف مليار دولار بفوائد ميسرة.

وتعاني سوريا من نقص حاد في المشتقات النفطية بسبب النزاع الذي تسبب بأزمة اقتصادية غير مسبوقة وانخفاض انتاج النفط في شكل حاد. في حين تشمل العقوبات الاوروبية والاميركية على النظام السورية حظرا على المشتقات النفطية.

على صعيد اللاجئين السوريين الذين تجاوز عددهم المليون الى الدول المجاورة، قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان اكتظاظ مخيمات اللاجئين السوريين في العراق يؤثر "على وضع الصحة والنظافة الذي هو حاليا دون المستويات الانسانية".

في حلب (شمال)، افادت صحافية في وكالة فرانس برس ان بيع الذهب بات رائجا لتأمين لقمة العيش في المدينة التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية لسوريا قبل بدء النزاع وتشهد معارك متواصلة منذ تموز الماضي.