بدء الاقتراع لاول مجالس المحافظات بالعراق منذ الانسحاب الاميركي بـ2011
Read this story in Englishتوجه العراقيون السبت الى مراكز الاقتراع في عموم البلاد للتصويت في انتخابات مجالس المحافظات، في اول اقتراع منذ الانسحاب الاميركي، في ظل تصاعد اعمال العنف اليومية.
وفتحت مراكز الاقتراع الخاصة باول عملية انتخابية منذ الانتخابات التشريعية في اذار 2010، عند الساعة 07.00 (04.00 تغ) على ان تستمر حتى الساعة 17.00 (14.00 تغ).
وقال رئيس الوزراء نوري المالكي عقب الادلاء بصوته في فندق الرشيد في المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد "كل مواطن ومواطنة، رجل كبير او صغير، شاب وشابة، يظهرون امام الصندوق ويلونون اصبعهم، يقولون لاعداء العملية السياسية اننا لن نتراجع".
واضاف "اقول لكل الخائفين من مستقبل العراق والخائفين من عودة العنف والديكتاتورية اننا سنحارب في صناديق الاقتراع"، موضحا ان "هذه رسالة طمانة للمواطن بان العراق بخير ورسالة الى اعداء العملية السياسية".
وتابع المالكي الذي يحكم البلاد منذ 2006 "هذه اول انتخابات منذ الانسحاب الاميركي وهي دليل على قدرة وصلابة العملية السياسية وقدرة الحكومة على ان تجري مثل هذه الانتخابات (...) لقد اصبحت لدينا خبرة في اجراء الانتخابات".
ودعا المالكي السياسيين العراقيين الى اثبات "انكم اهل لان تقودوا بلدا كالعراق في هذه المنطقة المعقدة".
ويتنافس اكثر من 8100 مرشح ينتمون الى اكثر من 260 كيان سياسي على اصوات 13 مليونا و800 الف ناخب للفوز بـ378 مقعدا في مجالس 12 محافظة، بعدما قررت الحكومة تأجيل الانتخابات في الانبار ونينوى لفترة لا تزيد على ستة اشهر بسبب الظروف الامنية في هاتين المحافظتين.
وتستثنى من هذه الانتخابات محافظات اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي اي اربيل والسليمانية ودهوك، وكذلك محافظة كركوك المتنازع عليها، علما ان نحو 37 الف ناخب مهجر من مناطق اخرى يقترعون في 30 مركزا في هذه المحافظات الاربع.
ويشارك في الاشراف على هذه الانتخابات 245 مراقبا دوليا ونحو ستين الف مراقب محلي، وفقا لتلفزيون "العراقية" الحكومي.
وتترافق العملية الانتخابية هذه مع اجراءات امنية مشددة، تشمل فرض حظر على السيارات التي لا تحمل ترخيصا خاصا باليوم الانتخابي، الى جانب زيادة حواجز التفتيش على الطرقات، وخصوصا في العاصمة.
وتجري هذه الانتخابات في ظل تصاعد ملحوظ لاعمال العنف اليومية مؤخرا والمستمرة منذ غزو البلاد عام 2003 حيث قتل نحو مئة على مدار الاسبوع الماضي، علما ان اكثر من 200 شخص قتلوا في العراق منذ بداية نيسان/ابريل وفقا لحصيلة تعدها وكالة فرانس برس استنادا الى مصادر امنية وطبية.
وبدت بغداد صباح اليوم مدينة اشباح اذ اغلقت المحال التجارية والمؤسسات كافة وخلت وشوارعها من الازدحام اليومي، حيث تجولها السيارات المرخصة فقط الى جانب سيارات واليات الشرطة والجيش.
وقال الطالب علي (22 عاما) لوكالة فرانس برس بعدما ادلى بصوته في مركز انتخابي في الكرادة وسط بغداد "جئت باكرا جدا لانني كنت متحمسا جدا للاقتراع".
واضاف "الامن هو المشكلة الرئيسية التي يتوجب عليهم جميعا العمل على حلها. من دون ذلك، ستبقى الحياة صعبة هنا، اتمنى ان تكون هذه اولى مهماتهم".
وفي الناصرية (305 كلم جنوب بغداد)، قال محمد سعيد (42 عاما) الذي يعمل باجر يومي "جئت لامارس حقي الشرعي لاختيار الشخص المناسب، واملي ان يهتم المرشحون الفائزون بقضايا الناس".
ويخضع الناخبون للتفتيش مرتين قبل دخول مراكز الاقتراع، وفقا لصحافيي فرانس برس.
والمسؤولون العراقيون ينتخبون مرشحيهم في مركز انتخابي خاص في فندق الرشيد الواقع في المنطقة الخضراء المحصنة. وكان رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطني الشيعي اول المسؤولين الذين ادلوا باصواتهم.
وفي موازاة العنف المتواصل، تنظم هذه الانتخابات في ظل ازمة سياسية مستمرة منذ الانسحاب الاميركي عنوانها اتهام رئيس الوزراء بالتفرد بالسلطة والحكم، بينما يعاني العراقيون من قلة الخدمات وبينها الكهرباء والمياه النظيفة.
وتجاهلت الحملة الانتخابية هذه المعاناة اذ يعتمد المرشحون على احزابهم وطائفتهم للفوز بمقاعدهم، وهو امر ينسحب على الناخبين ايضا الذين غالبا ما يختارون المرشحين استنادا الى الاحزاب التي ينتمون اليها والى الطائفة ايضا.