حصلية قتلى انهيار مبنى بنغلادش ترتفع الى 381
Read this story in Englishارتفعت حصيلة كارثة المبنى الذي انهار الاربعاء قرب دكا الى 381 قتيلا على الاقل غالبيتهم نساء كن يعملن في مصانع للالبسة فيه وآخرهن قضت الاحد في حريق اندلع في الركام بينما كان رجال الانقاذ يحاولون اخراجها من تحت الانقاض، كما اعلنت السلطات.
واضافة الى القتلى ال381 المؤكدين، هناك عدد غير معروف من المفقودين العالقين تحت الانقاض. كما اصيب في كارثة المبنى المؤلف من ثماني طبقات حوالى الف شخص آخر بجروح معظمها خطرة، وبين هؤلاء كثيرون اضطرت فرق الانقاذ الى بتر اطرافهم للتمكن من اخراجهم من تحت الانقاض.
وغالبية الضحايا من النساء اللواتي كن يعملن في مصانع تنتج البسة لصالح شركات غربية كبيرة في المبنى الذي تمكنت السلطات من القاء القبض على مالكه الاحد.
واوضح رئيس فرق الاطفاء احمد علي ان حريقا اندلع الاحد في ركام المبنى قضت فيه ناجية يعتقد انها الاخيرة التي كانت لا تزال على قيد الحياة.
وقال "كنا نعمل على قطع احدى الدعامات لاخراج امرأة كانت، على ما نعتقد، آخر ناجية. لقد تمكنا من اخماد الحريق ولكن عندما عدنا وجدنا انها فارقت الحياة".
واضاف "كانت امرأة شجاعة وقاتلت حتى النهاية. قضينا ما بين 10 ساعات الى 11 ساعة اليوم ونحن نحاول اخراجها على قيد الحياة. لقد قبلنا التحدي ولكننا خسرنا. هذا الامر حطم قلوبنا جميعا. الجميع تأثر بما جرى".
وشدت هذه المرأة الانظار اذ انها وعلى الرغم من وهنها الشديد تمكنت من الصراخ من تحت الانقاض لاسماع صوتها لرجال الانقاذ الذين وفور العثور عليها صباح الجمعة بدأوا العمل على انتشالها في عملية حظيت بتغطية تلفزيونية مباشرة على الهواء. وعندما فارقت المرأة الحياة شوهد رجال الانقاذ وهم يبكون.
وأمر القائمون على اعمال الاغاثة الضخمة باحضار رافعات الاثنين لازالة انقاض المبنى الذي كان مكونا من ثمانية طوابق قبل انهياره قبل خمسة ايام بينما كان نحو 3000 عامل داخله.
وزارت رئيسة وزراء البلاد الشيخة حسينة موقع الكارثة لاول مرة.
ويتوقع ان ترتفع حصيلة القتلى بعد استخدام المعدات الثقيلة التي كان عاملو الاغاثة يتجنبون استخدامها في البداية خشية انهيار انقاض المبنى على ناجين.
وناشد أصحاب صناعات النسيج في بنغلادش شركات الملابس الغربية العملاقة بمواصلة العمل مع المصانع البنغالية.
واعادت الكارثة تسليط الاضواء على ضعف ظروف السلامة في قطاع صناعة الملابس في بنغلادش المقدرة قيمته بنحو 20 مليار دولار والذي ياتي في المرتبة الثانية بعد الصين.
واقر متجر برايمارك البريطاني ومانغو الاسباني بانه يتم تصنيع منتجاته في المبنى المنهار، فيما عثر مراسل فرانس برس في الأنقاض على قمصان عليها علامة "يونايتد كولورز اوف بينيتون". الا ان هذه الشركة الإيطالية نفت انتاج ملابسها في ذلك المصنع.
ومن المقرر ان يلتقي أصحاب صناعة الملابس في بنغلادش مع ممثلين من شركات عالمية بارزة الاثنين لطمأنتهم على معايير السلامة المتبعة.
وقال شهيد الله عظيم نائب رئيس اتحاد مصنعي ومصدري الملابس في بنغلادش التي تمثل أكثر من 4500 مصنع، أن ممثلي شركات من بينها اتش اند ام، وغاب، وسي اند ايه، ولي اند فونغ سيشاركون في الاجتماع.
اضاف "نريد ان نطمئنهم الى اننا نتخذ اجراءات للحيلولة دون تكرار مثل هذه الماسي".
وتابع "سنسعى للحصول على تفهمهم وسنطلب منهم عند الغاء الطلبات والشحنات .. نحتاج الى مساعدتهم، فهم جزء منا".
وتمثل صناعة الملابس 80% من صادرات البلاد وتشغل أكثر من 40% من اليد العاملة في البلاد.
ويقل الاجر الشهري لاي عامل في مصنع ملابس عن 40 دولارا شهريا ويعملون لمدة 10 ساعات يوميا، ستة ايام في الاسبوع.
والاحد اعلنت السلطات توقيف مالك المبنى المنهار.
وقال نائب وزير الداخلية شمس الحق توكو في مؤتمر صحافي "لقد اوقف وسيحاكم"، في اشارة الى سهيل رانا المتعهد الذي يشتبه في انه خالف معايير البناء.
واوضح مدير وحدة النخبة في شرطة بنغلادش مخلص الرحمن لوكالة فرانس برس ان "رانا اعتقل على الحدود في بينابول. تمت اعادته الى دكا بواسطة طوافة". وبينابول هو المعبر الحدودي الرئيسي مع الهند.
واعتقل ثلاثة اصحاب مشاغل موجودة في مجمع رانا بلازا الواقع في سافار بضاحية دكا، السبت وسيتم التحقيق معهم بتهمة "القتل بسبب الاهمال".
وأحد هؤلاء هو امين الاسلام، شريك الاسباني دافيد مايور الذي يعتبر احد ابرز المشتبه بهم والمطلوب من جانب السلطات.
ويشغل دافيد مايور منصب المدير العام لشركة فانتوم تاك المملوكة بحصص متساوية بين فانتوم اباريلز (بنغلادش) وتكستيل اوديت كومباني (اسبانيا)، والتي تشغل مساحة تفوق 2000 متر مربع في المبنى المنهار، بحسب الموقع الالكتروني للشركة.
واوضح مسؤول في شرطة بنغلادش لوكالة فرانس برس ان تهمة القتل بسبب الاهمال تصل عقوبتها الى السجن لخمس سنوات.
وروى ناجون ان عمالا في المبنى المنهار شكوا علنا عشية الحادثة من تشققات فيه الا ان ارباب عملهم ارغموهم على العمل الاربعاء متجاهلين تحذيراتهم.