زعيم "انصار الشريعة" في تونس يؤكد ان حركته لن تهزم واعتقال 200 سلفي مشتبه بهم

Read this story in English W460

اكد زعيم حركة انصار الشريعة السلفية التونسية ابو عياض ان انصاره لن "يهزموا" رغم "مطاردة" قيادات الحركة، وفق ما ورد في تسجيل صوتي بث في وقت متأخر ليل الاحد بعد يوم من المواجهات في تونس.

وفي هذا التسجيل البالغة مدته حوالى خمس دقائق والذي يبدو انه مسجل قبل اعمال العنف الاخيرة،ـ يتوجه ابو عياض بكلمة الى المشاركين في المؤتمر الذي كان مقررا ان تعقده الحركة الاحد ومنعته السلطات التونسية.

وقال هذا الرجل المتواري عن الانظار منذ ايلول الماضي "يعلم الله أني تمنيت أن أكون بينكم في هذه اللحظات التي تسطرون فيها بعزمكم وإصراركم وتوكلكم على الله صفحة مشرقة من تاريخ أمتنا وإن أعظم ما يدخل السرور على القلب أنكم أثبتم للعالم أجمع أن دعوتكم لا تُهزم أبدا أمام جحافل المعادين والمخذولين والحاقدين".

وتم تقديم هذا التسجيل الصوتي المنشور على صفحة حركة انصار الشريعة على موقع فيسبوك على انه كلمة ابو عياض لمناسبة انعقاد مؤتمر الحركة الذي كان مقررا الاحد الا ان الحكومة التونسية التي يقودها اسلاميو حركة النهضة منعته.

واعتبرت السلطات ان هذا التجمع الذي كان مقررا اقامته في مدينة القيروان الواقعة على بعد 150 كلم جنوب تونس العاصمة يشكل "تهديدا" للبلاد. وحاول مناصرو حركة انصار الشريعة في مواجهة الانتشار الكثيف لعناصر الشرطة في هذه المدينة، التجمع في حي التضامن بضاحية العاصمة ما ادى الى اندلاع مواجهات اسفرت عن سقوط قتيل و18 جريحا.

وبعد ان اتهمت على مدى أشهر بالتراخي في مواجهة حركة انصار الشريعة التي توصف بانها قريبة من تنظيم القاعدة، قامت حركة النهضة بتشديد تدابيرها للتصدي لهذه الحركة السلفية بعد مواجهات بين قوات الامن التونسية ومجموعات اسلامية مسلحة قرب الحدود الجزائرية مطلع الشهر الجاري.

وتوجه ابو عياض بالشكر بطريقة ساخرة من السلطات التونسية. وقال "برقية إلى الطواغيت: علمنا ديننا أن نشكر من يستحق الشكر.. وأنتم اليوم أحق الناس بالشكر فقد ارتكبتم من الحماقات ما كان سببا لنشر دعوتنا واغنائنا عن الاشهار لملتقانا فشكرا على الغباء والحماقة".

وتشتبه السلطات التونسية بوقوف ابو عياض واسمه الاصلي سيف الله بن حسين وراء تظاهرة احتجاجية ضد فيلم مسيء للرسول تطورت الى هجوم على السفارة الاميركية في تونس في ايلولالماضي ما اسفر عن سقوط اربعة قتلى في صفوف المهاجمين.

واعتقل ابو عياض بين العامين 2003 و2011 في تونس. وقبل اعتقاله، كان احد زعيمي مجموعة تونسية قاتلت في افغانستان الى جانب القاعدة.

وهذه المجموعة دبرت اعتداء انتحاريا اودى بحياة احمد شاه مسعود قائد فرق المقاومة ضد مقاتلي طالبان في افغانستان قبل يومين من اعتداءات 11 ايلول 2001.

من جهته أعلن رئيس الحكومة التونسية علي العريض الاثنين ان شرطة بلاده اعتقلت حوالي 200 سلفي من جماعة انصار الشريعة.

وقال العريض الذي يزور الدوحة للمشاركة في مؤتمر في تصريح لوكالة فرانس برس "تم ايقاف نحو 200 (مشتبه بهم). سوف يطلق سراح من لا يثبت عليهم أي شيء، أما من يتبين خرقهم للقوانين فسيلاحقون" قضائيا.

وأضاف ان القانون سيطبق على كل المشتبه بهم دون استثناء "سواء كانوا من (جماعة) أنصار الشريعة أو آخرين".

ونقلت جريدة +الحياة+ اللندنية الاثنين عن علي العريض قوله ان اجهزة الامن اعتقلت خلال يومين 200 سلفي مشتبه بهم.

ولاحظ العريض أن "قوات الأمن لديها صورة دقيقة عن تلك العناصر (الموقوفين) ومن هو متورط في العنف ومن له علاقة بالإرهاب ومن يتطاول على الدولة ويرفض القوانين ويريد أن يكره الناس على أمور هو مقتنع بها".

وأبدى رئيس الحكومة التونسية صرامة تجاه جماعة انصار الشريعة التي وصفها الاحد في تصريح للتلفزيون الرسمي التونسي ب"الارهابية".

وأضاف العريض لصحيفة "الحياة" إن "المجموعة التي تمارس العنف وترفض الدولة وتعلن العصيان عليها وتقاوم سيكون تصدينا لها شديدا، لكن في إطار القانون، ولن نتهاون في هذا".

واضاف ان الحكومة منعت جماعة أنصار الشريعة من عقد مؤتمرها الاحد "لأسباب تتعلق بالأمن العام والنظام العام، لأنهم رفضوا الدولة ورفضوا قوانينها وتطاولوا عليها، ولم يتبعوا أي مسار قانوني، هذا فضلا عن تورطهم في كثير من أعمال العنف".

التعليقات 0