اللاجئون السوريون في الاردن لا يبالون بجنيف 2
Read this story in Englishيبدو اللاجئون السوريون بمخيم الزعتري شمال الاردن غير مبالين باحتمال عقد مؤتمر يجمع ممثلي النظام السوري والمعارضة، فيما هم منشغلون بمأساتهم اليومية.
ويقول صالح سعيد "تعبنا من المؤتمرات. عقد العديد منها دون نجاح. ما نريده هو حل جذري"، وذلك في تعليق على مؤتمر تسعى واشنطن وموسكو لعقده في جنيف بحيث يجمع ممثلين لطرفي النزاع الدائر في سوريا لاكثر من عامين.
ويضيف، وقد اسمر وجهه بفعل أشعة الشمس وسط درجات حرارة قاربت الاربعين مئوية، ان "ما نريده هو العودة الى ديارنا فقد طال الأمر أكثر مما كان متوقعا".
وغالبية قاطني المخيم وهم نحو 150 الفا من درعا (جنوب سوريا) القريبة من الحدود الاردنية ومهد الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في آذار 2011 ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، والتي تحولت لاحقا الى نزاع مسلح ادى الى مقتل نحو 94 الف شخص.
ويقول سعيد "ما نريده هو ان يلتفتوا الى حالنا هنا" في المخيم الصحراوي قرب الحدود مع سوريا الذي يعاني على حد قول اللاجئين من نقص المياه والكهرباء والطعام و"لا تقبله حتى الحيوانات".
ويصطف رجال تحت اشعة الشمس الحارقة امام كشك يبيع دجاجا مشويا معروضا في الخارج رغم الغبار وكثرة الذباب.
وتحول الشارع الرئيسي الذي يمر وسط المخيم الى سوق كبير يضم المقاهي ومختلف انواع المتاجر بما فيها "محلات الحلاقة".
ويظهر التعب واضحا على وجوه الموجودين خصوصا حين يسألهم الصحافيون عن احتمال عقد مؤتمر دولي للسلام لانهاء القتال في سوريا الذي اودى بحياة الكثير من السوريين وهجرهم من بيوتهم وقراهم.
ويعلق عادل، تاجر سيارات سابق من درعا، ضاحكا "لماذا تعقد هكذا مؤتمرات؟ من اجل ترتيبات تتجاهل دماء الاطفال؟ لا نتأمل منها شيئا أبدا".
ويقف عادل في كشكه البسيط حيث يبيع الآن القهوة وعصير التمر الهندي ومرطبات اخرى. ويضيف السوري الخمسيني الذي اعتقل في سوريا لدى بداية الاحتجاجات الشعبية، ان "عقد هذا المؤتمر ياتي بعد ان وصلنا الى نقطة فشل فيها الطرفان (النظام والمعارضة) في تحقيق النصر".
بالنسبة لأغلبية اللاجئين السوريين لا يزال السلام سرابا خاصة مع شعورهم القوي جدا بتخلي المجتمع الدولي عنهم.
ويمازح عزيز الصحافيين "لو ارادوا ان يفعلوا شيئا، لفعلوه منذ البداية".
واضاف رفيقه محمد الذي ترك الامارات العربية المتحدة وفتح متجرا بالمخيم ليساعد مواطنيه على حد تعبيره، ان "الناس يحاولون بناء حياتهم هنا بدأوا بالاستقرار، في كل يوم نفقد الأمل"،
وتابع ان "الناس كان لديهم توقعات لكن يبدو أن الأمور ستستمر طويلا"، معربا عن كراهيته للرئيس الأسد الذي اكد اجتماع لمجموعة أصدقاء سوريا ضم المعارضة السورية ودولا تدعمها الاربعاء في عمان، أنه يجب ان يغادر السلطة في حال الاتفاق على حكومة انتقالية في جنيف 2.
وقال محمد "نحن بحاجة فقط لطائرة واحدة لقصف الاسد" وحلفائه.
واضاف "ماذا يمكننا ان نفعل في مواجهة الروس، والأسلحة الثقيلة؟ الناس يموتون (...) وهو (الاسد) يدعمه حزب الله وإيران، وكلهم معه".
وفي ذات المخيم، يؤكد عبد الكريم وهو من قرية الطيبة بدرعا "نعم للمفاوضات ولحكومة انتقالية، دون بشار، دون بشار".
واعلنت روسيا الجمعة ان النظام السوري وافق "مبدئيا" على المشاركة في مؤتمر سلام دولي حول الازمة السورية تامل القوى الكبرى في عقده في جنيف في حزيران.
ويستضيف الاردن اكثر من 500 الف لاجيء سوري منذ بداية النزاع في اذار/مارس 2011، وتتوقع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة ان يرتفع عددهم الى مليون ومئتي الف مع نهاية العام 2013.