القنيطرة المغربية حيث عاش مغتصب الأطفال الإسباني تريد فهم ما جرى
Read this story in Englishفي مدينة القنيطرة المغربية شمال العاصمة الرباط، حيث قام اسباني باغتصاب 11 طفلا مغربيا واستفاد من عفو قبل ان يسحبه الملك محمد السادس، تقول المدرسة فاطمة إملوان "حتى الآن لم نستوعب حيثيات هذه القضية".
وتسبب العفو الملكي الممنوح بمناسبة الذكرى 14 لاعتلاء الملك محمد السادس العرش، للإسباني دانيال غالفان (64 عاما) بحملة احتجاج شعبية واسعة في المغرب. وكان غالفان ينفذ عقوبة بالسجن 30 سنة لاغتصابه 11 طفلا مغربيا.
وقرر العاهل المغربي الأحد بسبب تداعيات القضية سحب العفو الممنوح لمغتصب الأطفال الإسباني، كما أعطى أوامره الإثنين لإقالة عبد الحفيظ بنهاشم المندوب العام لإدارة السجون باعتباره "المسؤول الأول" عن هذا الخطأ حسب بيان للديوان الملكي.
وبعد اقل من ساعة من قرار العاهل المغربي اعلنت وزارة الداخلية الإسبانية اعتقال الستيني المعني بالعفو في مدينة مورسيا جنوب شرق إسبانيا، فيما أعلن المغرب مساء الاثنين عن مذكرة بحث دولية في حق الشخص المذكور بناء على تعليمات من الملك لوزير العدل والحريات المغربي.
وفي الساحة الرئيسية في قلب شارع "محمد الخامس" الرئيسي في مدينة القنيطرة، (50 كلم شمال الرباط)، تجمع مئات الاشخاص مساء الاحد بعد الإفطار الرمضاني للتعبير "عن عدم رضى المدينة بأكملها" عما حصل، كما تشرح فاطمة إملوان لفرانس برس.
ومدينة القنيطرة هي المكان الذي ارتكب فيه مغتصب الأطفال الإسباني جرائمه ضد 11 قاصرا مغربيا وحكم عليه في المدينة نفسها ب30 سنة سجنا نافذا قضى منها أقل من عامين في السجن قبل أن ينال العفو.
وهذه المدينة التي عاش فيها الإسباني دانيال غالفان قرابة ثماني سنوات، "يملك فيها منزلين" حسب ما أوضح حميد قرايري، محامي الضحايا لفرانس برس.
ويوضح المحامي ان هذا الإسباني "عاش هنا ما بين 2003 و2011 في إفلات تام من العقاب، وكان معظم ضحاياه من المدينة وضواحيها".
وبين سكان المدينة الذين حضروا للمشاركة في الاحتجاج، اختلط السخط بالرغبة في فهم ما الذي حصل بالضبط.
وتقول أميمة حيتوف، وهي طالبة تبلغ من العمر 22 سنة لفرانس برس "أحس ككثير من سكان وأبناء مدينة القنيطرة بالإهانة. نريد أن نعرف ما حصل بالضبط".
وتضيف أميمة بتأثر "بمجرد أن علمت عن طريق الفيسبوك بالوقفة الاحتجاجية تجاوبت عفويا مع الأمر، ولم أجلب حتى حقيبتي معي، بل لبست حذائي وجئت مباشرة للمشاركة".
من جانبها تتساءل المدرسة فاطمة إملوان التي اتت مع ابنتها في حديثها لفرانس برس "لماذا هذا العفو؟ ولماذا التراجع عنه؟ من هو المسؤول؟ وما دور الحكومة في كل هذا؟ وماذا عن وزير العدل؟ هناك الكثير من الغموض في كل هذا".
وتم العفو عن دانيال غالفان ضمن لائحة تضم 48 اسبانيا، بعد أيام على زيارة العاهل الإسباني للمغرب، "نظرا للعلاقات الثنائية الممتازة التي تربط البلدين" حسب ما نقلت وسائل الإعلام الرسمية.
وفي أول رد فعل له ليلة السبت أعلن الملك محمد السادس عبر بيان للديوان الملكي عن "فتح تحقيق معمق" لتحديد المسؤوليات مؤكدا انه "لم يتم بتاتا إطلاعه بأي شكل من الأشكال وفي أية لحظة بخطورة الجرائم الدنيئة المقترفة التي تمت محاكمة المعني بالأمر على اساسها".
ومع إلغاء الملك للعفو، أعرب المحتجون في مدينة القنيطرة ليلة الاثنين عن أملهم في في إعادة اعتقال وسجن الشخص المعني بالعفو، الذي غادر المغرب الخميس الماضي.
وأعطى الملك في بيان ثان الأحد تعليماته لوزير العدل المغربي من اجل متابعة الامر مع نظيره الإسباني بعد الغاء العفو عن الشخص المذكور.
وبالنسبة للمحامي خيري فإن القرار الملكي "انتصار" و"تفريج" عن الغضب الشعبي رغم ان الكثير من الأسئلة حول ما حصل ما تزال غير واضحة، بعدما اعتبر الحكم عليه قبل سنتين ب30 سنة سجنا انتصارا للجمعيات والقضاء حينها.
ويؤكد المحامي الذي كان سببا في توقيف مغتصب الأطفال الإسباني في 2011 عبر كشف الصور التي كان يلتقطها مع ضحاياه، ان "الناس هنا في مدينة القنيطرة ينتظرون إجابات شافية حول ظروف وحيثيات العفو الذي تم".
ويوضح المحامي ان اعتقاله ومحاكمته ب30 سنة سجنا نافذا حينها "كان انتصارا للجميع".
ورفع المحتجون الذي كان من بينهم نساء وأطفال شعارات مثل "من اجل كرامة أبنائنا"، "نريد استقلال القضاء"، "لا للعفو الملكي".
وجرى الاحتجاج وسط حضور أمني مكثف دون أي تدخل عنيف عكس ما حصل في العاصمة الرباط وعدد من المدن الأخرى الجمعة الماضي.
واعلنت وزارة الداخلية الاسبانية الاثنين اعتقال مغتصب الاطفال الاسباني في مدينة موسيا وسيوضع تحت تصرف القضاء الإسباني.
وقال المصدر ان الحكومة الاسبانية اقترحت على المغرب قائمة باسماء 48 سجينا بينهم "18 طلب العفو عنهم واخرى بثلاثين اسما لنقلهم الى اسبانيا لاتمام فترة عقوبتهم. وكان غالفان ضمن القائمة الثانية".
ولم يقف الاستياء الشعبي عند حدود المغرب بل تعداه الى اسبانيا حيث اعلن الحزب الاشتراكي الاسباني المعارض السبت انه سيستجوب وزير الخارجية بشأن العفو.
وقال الحزب في بيان سيطرح الأربعاء سؤالا شفهيا امام البرلمان لطلب "تفسير عاجل" من وزير الخارجية خوسيه مانويل غارثيا-مارغالو بشأن هذا القرار الذي اثار "الكثير من الاستياء والانفعال في بلد مجاور وفي اسبانيا كذلك".
وقال الحزب انه يريد ان يعرف من هي الادارة الحكومية التي اقترحت العفو عن هذا الشخص وان "كان الوزير تحقق من كون الاسماء المقترحة للعفو ملائمة ولا يمكن أن تسيء للبادرة المنسوبة للملك".