70 قتيلا على الاقل في "يوم غضب" دام في مصر

Read this story in English W460

قتل 70 شخصا على الاقل في "يوم غضب" دام في مصر الجمعة شهد اشتباكات جديدة تحولت الى ما يشبه حرب الشوارع في مناطق متفرقة بين قوات الامن ومتظاهرين مؤيدين للرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي .

ووضعت الحكومة المصرية هذه الاحداث في اطار مواجهة "مخطط ارهابي" تقوده جماعة الاخوان المسلمين، بعد يوم من اعطاء وزارة الداخلية قواتها الضوء الاخضر لاستخدام الرصاص الحي.

وفيما باتت تنزلق البلاد نحو موجة عنف خطيرة، حيث قتل نحو 650 شخصا منذ الاربعاء، تواصلت ردود الفعل الدولية المنددة بقمع المتظاهرين، فيما بلغت العلاقات المصرية التركية مرحلة اكثر تعقيدا مع تبدل سحب السفير والغاء مناورات عسكرية.

في المقابل، اعلنت السعودية والاردن تاييدهما لما تقوم به السلطات المصرية، وحذر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز من المساس بالاستقرار في مصر.

في موازاة ذلك، نظم الاسلاميون في دول عدة، على راسها المغرب والاردن وفلسطين والسودان وباكستان وتركيا، تظاهرات تأييد لجماعة الاخوان المسلمين في مصر، مطالبة باعادة الرئيس المعزول الى السلطة.

وبدات احداث اليوم الدامية عقب صلاة الجمعة حيث خرج المئات في تظاهرات مناهضة للسلطات الجديدة في مدن متفرقة تلبية لدعوة وجهتها جماعة الاخوان لاحياء "يوم غضب" ردا على فض اعتصامين رئيسيين لها في القاهرة الاربعاء، في عملية قتل فيها وفي اعمال عنف مرتبطة بها 578 شخصا.

وفي القاهرة، التي عاشت منذ الصباح اجواء متوترة ترافقت مع اجراءات امنية احترازية بينها نشر اعداد اضافية من قوات الامن، وقعت اشتباكات في محيط ميدان رمسيس وسط العاصمة تخللها اطلاق نار من اسلحة رشاشة، كما اظهرت لقطات تلفزيونية.

وبحسب شهود عيان، عمد بعض المتظاهرين الى القاء انفسهم عن جسر قريب خوفا من قوات الامن التي كانت تتقدم باتجاههم.

ووضعت 39 جثة على الاقل في مسجدي الفتح والتوحيد في منطقة ميدان رمسيس عقب الاشتباكات بين قوات الامن والمتظاهرين المؤيدين للرئيس الاسلامي المعزول، بحسب ما افاد مصور لفرانس برس وشهود عيان مستقلون.

وقال امير مقار لفرانس برس عبر الهاتف من رمسيس انه شاهد "عددا من مناصري مرسي مصابين باصابات مختلفة ويتلقون العلاج في مستفى ميداني في مسجد".

وتصاعدت اعمدة الدخان الاسود في سماء ميدان رمسيس، الذي تقع فيه محطة القطار الرئيسية بالبلاد، بعدما اشعل انصار مرسي النيران في اطارات السيارات، وذلك بحسب الشاهد ذاته.

وقال الصيدلي احمد ابراهيم عبر الهاتف وهو يشارك في مسيرة رمسيس "انا هنا ضد عودة حكم العسكر وليس تاييدا لمرسي".

واضاف "نهتف +الشعب يريد اعدام السفاح+"، في اشارة منه للفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري الذي قاد عملية عزل مرسي مطلع تموز/يوليو الماضي.

وفي انحاء اخرى من البلاد، افادت مصادر طبية رسمية عن مقتل 27 شخصا.

ففي مدينة الاسماعيلية الواقعة على قناة السويس، قتل اربعة اشخاص واصيب 11 اخرون بعدما اطلق الجيش الرصاص لتفريق تظاهرة مؤيدة لمرسي امام مسجد الصالحين في المدينة الساحلية، بحسب ما افاد مصدر امني.

وفي شرق مصر، قالت مصادر طبية ان "شخصا قتل في اشتباكات بين انصار الرئيس المعزول محمد مرسي والشرطة اثناء محاولة اقتحام مركز شرطة العرب ببورسعيد" على قناة السويس.

وقال شاهد العيان اسلام البلاسي لفرانس برس عبر الهاتف ان "انصار الرئيس المعزول مرسي هاجموا قسم شرطة العرب بالاسلحة الالية بعد تشييع احد ضحايا فض اعتصام رابعة"، مضيفا ان "الجيش ناشد المواطنين بعدم النزول للشارع".

واوضحت مصادر امنية ان "شخصا على الاقل قتل واصيب 7 اخرون في اشتباكات بين انصار مرسي وقوات الامن بالعريش أثناء محاولتهم اقتحام عدة مقرات امنية بالمدينة المضطربة".

وقال شاهد العيان هيثم راضي ان "القتيل سقط امام مبنى المطافىء في العريش".

كما خرجت مسيرات مماثلة في مدينتي الغردقة على البحر الاحمر وطنطا في محافظة الغربية في الدلتا حيث وقعت اشتباكات سقط فيها ضحايا.

ومساء، دعا متحدث باسم جماعة الاخوان المسلمين الى انهاء تظاهرات الجمعة وتنظيم مسيرات يومية.

وفي وقت مبكر من صباح الجمعة، قتل شرطي واصيب ثلاثة اخرون بينهم ضابط في هجوم شنه مسلحون على حاجز امني في القاهرة الجديدة صباح الجمعة، بحسب ما اعلن التلفزيون الرسمي. وقبيل اندلاع التظاهرات الغت اعداد كبيرة من الكنائس المصرية الخدمات والاجتماعات اليومية تحسبا لاي احداث عنف قد تطاولها، وذلك بعد يومين متواصلين من الاعتداءات التي طاللت عددا كبيرا من الكنائس عبر البلاد وخصوصا في الصعيد (جنوب مصر).

واعلن الانبا مرقص اسقف شبرا لفرانس برس انه "تم الغاء الخدمات والاجتماعات اليومية في الكنائس بحسب ظروف كل كنيسة"، موضحا انه "جرى احراق 40 كنيسة ودار خدمات على مستوى مصر" في الايام الماضية.

وكانت اعمال العنف التي انتشرت في جميع انحاء البلاد الاربعاء، في واحد من اصعب ايام مصر في تاريخها الحديث، دفعت الحكومة الى اعلان حالة الطوارىء لمدة شهر وفرض حظر للتجول في 14 محافظة مصرية بينها القاهرة والاسكندرية من الساعة 19,00 الى الساعة 6,00 بالتوقيت المحلي.

التعليقات 0