عون: مرتكزات الحكم اليوم تقوم على تجاوز القوانين واستغلال الصلاحيات

رأى رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون أن "مرتكزات الحكم اليوم تقوم على تجاوز القوانين واستغلال الصلاحيات لتغطية الفساد وحماية مستثمريه"، لافتا الى ان "ما نعيشه اليوم هو مأساة الحكم".

وقال عون في كلمة له ألقاها عصر اليوم السبت بمناسبة ذكرى 13 تشرين الأول 1990: "الشعوب التي تنسى تاريخها ليس لها مستقبل وتكرّر أخطاءها، أما تلك التي تحتفظ بالذاكرة الجماعية فتصحح تلك الأخطاء".

وأضاف: "نحن لم ننس، ولن ننسى، تلك الحقبة التي مررنا بها وأثقلتها مآسٍ وبطولات، يأس ورجاء، وامتزج فيها الاعتزاز بالأمل، إلى ان حصلت الصدمة الكبرى في الثالث عشر من تشرين الأول، وبدأت معها درب آلامٍ قاسية مشاها كل لبنان".

وأشار عون الى انه "إذا كان لشهدائنا شرف التضحية، وكان علينا الوفاء، فعلينا أن نفهم أولاً لماذا ولأي قضية استشهدوا، حتى يأتي وفاؤنا لهم جواباً على تضحياتهم".

وأوضح أن "الشهداء قاتلوا في سبيل وطن تفتخرون بالانتساب إليه يضمنون فيه السلام والطمأنينة لأولادهم وأحفادهم ويعيشون فيه مكتفين بما يوفره لهم من سبل عيش كريم، ومطمئنين الى مستقبل مضمون".

وأردف: "قاتلوا أيضاً في سبيل وطن سيد حر مستقل، استوجب التضحية وتحمّل مغارم الحرب بالاصطدام مع غريب يحاول السيطرة عليه، ومع قريب يحاول السطو على خيراته".

وعليه، أكد عون "نحن ما زلنا على عهدنا لشهدائنا"، قائلا: "قد وفينا قسماً منه بجهادنا المستمر في الداخل والخارج ولم نعد الى الوطن إلا وأرضنا محررة من كل جندي غريب".

وإذ لفت الى أن "الأرض تحررت ولكن عقول حكامِّها لم تتحرر بل بقيت محتلة وساعدت على احتلال القرار الوطني فأفقدته كل معاني الاستقلال"، شدد عون على أن "ما نعيشه اليوم هو مأساة هذا الحكم".

وفسر أن "هؤلاء الحكام وصلوا الى مناصبهم آتين من ميليشيات متصارعة، ولكنها متحالفة في ما بينها ومع سلطة الوصاية للوصول الى مواقع يتقاسمون عبرها خيرات الوطن".

وتابع: "اليوم يعملون تحت وصايات متعددة، يتلقون منها التعليمات والأوامر كما باتوا عاجزين عن التفلت من الارتهان الذي وجدوا فيه"، معتبرا أنه "لم يعد ممكناً أن يتحرّروا من الخضوع الى معلم غريب ينفّذون قراراته".

يشار الى أن في 13 تشرين الاول من العام 1990 دخلت قوات السورية الى لبنان، وكان عون حينها رئيسا للحكومة الانتقالية.

كما أكد أن "الوفاء لشهدائنا لا يكتمل إلا بتحرّر الإنسان بعد تحرير الأرض؛ فإن لم نحرّر الإنسان"، معتبرا انه من "المستحيل إعادة بناء الدولة ومؤسساتها وتأمين المستقبل اللائق للذين وهبوا حياتهم وتيتمت عائلاتهم".

وأضاف: "من هذا الواقع نستمد فكرنا التغييري الإصلاحي؛ فعقلية الميليشيا التي ظننا أنها اختفت، نجدها اليوم معشعشة في نفوس أربابها، تتحكم بالوطن، عابثة بكل مؤسساته، لاغية كل مقوماته، ومتابعة استثمار موارده واستعباد مواطنيه كما سبق وبدأت: بالخوف وبالحاجة".

واعتبر في كلمته ان "مرتكزات الحكم اليوم تقوم على تجاوز القوانين، واستغلال الصلاحيات لتغطية الفساد وحماية مستثمريه"، لافتا الى أن "هذه هي الأعراف والتقاليد السياسية المعمول بها في الحقل العام، وتعوّد المجتمع على هذا السلوك فرضخ له".

وقال: "لا يمكن إذا استمرت هذه الحال أن نقوم بأي عملٍ إصلاحي"، داعيا الى "جمع القوى المكبوتة مع تلك القادرة والراغبة، لنعمل سويا ونكسّر الأغلال التي تقيد طاقات الشعب، وتمنعه من التحرّر من قيود اوضاعه السيئة كي تبقيه اسير الاقطاع السياسي والمذهبي والمالي".

وخلص عون الى القول "نجدّد العهد والوعد لشهدائنا باننا سنكمل نضالنا من أجل بناء دولة يحترم حكّامها الدستور والقوانين، ويشعرون بآلام شعبها، فلا يعبث حُماتُها بخيراتها ويستطيع أبناؤها مساءلة مسؤوليها ومحاسبتهم".