تفجيرا بئر حسن يؤشران لمواجهة بين تنظيم القاعدة وايران على ارض لبنان

Read this story in English W460

يرى محللون ان التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا السفارة الايرانية في بئر حسن يؤشران لمواجهة بين تنظيم القاعدة وايران على ارض لبنان ذي التركيبة السياسية والطائفية الهشة والذي يستمر في دفع فاتورة النزاع في سوريا المجاورة.

ويقول استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في بيروت هلال خشان لوكالة فرانس برس "انها مواجهة مباشرة بين تنظيم القاعدة من جهة، وايران وكل من يحمي النظام السوري من جهة اخرى. التفجيران رسالة مباشرة لايران مفادها: انتم مصدر الداء في سوريا، سنواجهكم مباشرة لا بالوكالة".

وتبنت مجموعة "كتائب عبدالله عزام" المرتبطة بتنظيم القاعدة التفجيرين اللذين اسفرا عن مقتل 23 شخصا وحوالى 150 جريحا، مهددة بانها ستواصل عملياتها حتى انسحاب عناصر حزب الله من سوريا.

ويرى خشان تعليقا على ظاهرة الانتحاريين النادرة في لبنان، "على رغم الاجراءات الامنية المشددة والفعالة التي تقوم بها السلطات في لبنان، فان الداخل اللبناني والداخل السوري مفتوحان على بعضهما عبر الحدود غير المضبوطة. عبور الارهابيين ليس امرا معقدا".

ويشير الى تقارير افادت خلال الاسابيع الماضية عن عبور "اعداد كبيرة من الدولة الاسلامية في العراق والشام والقاعدة الى لبنان وتحديدا الى بيروت".

ووقع في تموز وقع انفجار في بئر العبد اوقع خمسين جريحا تلاه في آب تفجير آخر في الرويس اوقع 27 قتيلا. كما شهدت مدينة طرابلس تفجيرين كبيرين متزامنين في الشهر نفسه قتل فيهما 45 شخصا.

وضبطت القوى الامنية سيارات ومتفجرات في عدد من المناطق خلال الاشهر الاخيرة.

من جهته يؤكد الباحث في مركز بروكينغز -الدوحة سلمان شيخ "هشاشة" الوضع اللبناني الذي يسمح بتسلل تنظيم القاعدة الى لبنان.

ويقول "هناك هشاشة في لبنان ناتجة عن تنامي نفوذ حزب الله لا سيما خلال السنوات الثلاث الاخيرة، وتنفيذه لاجندة ايرانية، بالاضافة الى تداعيات النزاع السوري"، ما ساهم في "شلل المؤسسات".

ويضيف "هناك مواجهة اقليمية حول سوريا يحاول تنظيم القاعدة استغلالها كالعادة" والافادة من "الفراغ السوري"، ليقوم "بامور فظيعة"، مشيرا الى ان ما يحدث في لبنان والعراق يندرج في هذا الاطار.

بدوره يرى فرانسوا بورغا من "معهد الدراسات والابحاث حول العالم العربي والاسلامي" الذي يتخذ من فرنسا مقرا، ان التفجيرين "يعبران عن احباط متطرف لا بل غضب تتشارك فيه كل مكونات المعارضة في سوريا ازاء تورط حزب الله وايران الى جانب النظام السوري، وهو تورط يلعب دورا حاسما" في العمليات العسكرية على الارض.

وكانت قد حذرت صحيفة "النهار"الصادرة الأربعاء من ان تدفع ال"مواجهة المباشرة بين القاعدة وايران" في لبنان "الوضع الداخلي نحو متاهة غير مسبوقة"، معتبرة ان "هذا التطور الارهابي الجديد شكل نقلة بالغة الخطورة على صعد عدة من شأنها ان تستبيح لبنان لصراع اقليمي مفتوح على التطورات الميدانية في سوريا والصراعات الاقليمية الاوسع".

الا ان خشان يعبر عن اعتقاده بان الرد لن يكون في لبنان، انما في سوريا.

ويقول "القاعدة يهمها الانفلات الامني في لبنان، لكن ذلك لا يفيد لا ايران ولا السعودية".

ويرى سلمان شيخ بدوره ان اللبنانيين من "كل الطوائف والسياسيين بينهم لا مصلحة لهم في تحول المواجهة الى نزاع اهلي لبناني داخلي. الطوائف والقيادات السياسية ستخسر كلها اذا حصل ذلك".

الا انه يشير الى ان "عوامل خارجية متمثلة بالنزاع العربي الاسرائيلي" هي التي فجرت الحرب الاهلية في لبنان في السبعينات، و"اليوم النزاع السوري يثير المتاعب وقد يشكل عاملا محتملا لعودة الحرب".

لكنه يضيف "لم نصل الى ذلك بعد".

التعليقات 0