جنبلاط : اتهام السعودية بتفجير بئر حسن يجر البلاد الى مزيد من التشنج

رأى رئيس حزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط أن اتهام المملكة العربية السعودية بالوقوف وراء تفجير السفارة الايرانية في بئر حسن من شانه ان "يجر البلاد الى مزيد من التوتر والتشنج"، معتبرا انه "كان من المستحسن التأكيد ان اسرائيل من تقف وراءه".

وقال جنبلاط في بيان صادر عنه عصر اليوم الخميس: " في خضم إحتدام الصراع السياسي والمذهبي غير المسبوق الذي تمر به المنطقة، تتزايد التعقيدات والتشابكات الداخلية والاقليمية وتتنامى التحديات والمخاطر الأمنية التي تستفيد منها إسرائيل بالدرجة الأولى، إن لم تكن تقف خلف مجموعةٍ منها".

وأوضح أن اسرائيل "تعتبر أن إنفجار لبنان ودول المنطقة يشكل فرصة ذهبيّة لها لاستكمال مشروعها الاستيطاني وإنهاء القضية الفلسطينية".

وفي هذا السياق، أكد أن "إغتيال القيادي في حزب الله حسان اللقيس في إعتداء مدان ومستنكر، وأتى بعد سلسلة من التفجيرات المتنقلة التي ترمي الى إذكاء روح الفتنة وتأجيج مشاعر الانقسام".

ولفت جنبلاط أيضا الى أن اغتيال لقيس "يصب في مصلحة إسرائيل التي تتفرج على المنطقة العربية والاسلامية تنزلق رويدا رويدا نحو التوتر والاقتتال المذهبي"، قائلا: "وهو المسار الذي يتنامى في عددٍ من البلدان العربية".

وحول المواقف التي تلت تفجير السفارة الايرانيّة في بيروت، قال جنبلاط أنه "كان من المستحسن التأكيد أن إسرائيل تقف وراء التفجير أسوة بالموقف الذي صدر عن الجمهورية الاسلاميّة عوضاً عن إتهام المملكة العربيّة السعوديّة".

وعليه، حذر من أن "إصدار هذه المواقف والاتهامات قد يؤدي إلى جر البلاد نحو المزيد من التوتر والتشنج، وتدفع نحو إقحام لبنان أكثر فأكثر في الصراعات المحتدمة للمحاور الاقليمية التي تفوق قدرته على التأثير بها".

وأضاف أن هكذا مواقف "تحول لبنان مرة جديدة ساحة لتصفية تلك الصراعات وتبادل الرسائل السياسية والامنية، ويجعل إنكشافه الأمني مطلقا خصوصاً مع غياب المنافسة التي سبق أن شهدناها بين الاجهزة الأمنية لكشف الشبكات التجسسيّة الاسرائيلية والتي توقفت فجأة وإذ بالأجهزة تغرق في الوحول الداخلية اللبنانية عن قصد أو غير قصد".

يشار الى أن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله كان قد أعلن مساء الثلاثاء أن الحزب يصدق تماما وقوف السعودية وراء تفجير السفارة الإيرانية في بئر حسن عبر كتائب "عبدالله بن عزام" المرتبطة بالقاعدة.

وقال حينها: "نحن نصدق البيان الذي أعلن تبني كتائب عبدالله عزام للهجوم على السفارة الإيرانية لأنها جماعة معروفة وأميرها سعودي ومرتبطة بالمخابرات السعودية".

كما شرح نصر الله أن "هذه الجماعات التي تحمل فكر القاعدة كثير منها مرتبطة بالمخابرات السعودية وهذا رأيي أن التفجير له علاقة بالغضب السعودي من إيران في المنطقة".

وإذ شدد جنبلاط على ضرورة عدم نسيان كل أطراف المجتمع السياسي اللبناني لإسرائيل ولحقدها التاريخي ضد لبنان"، دعا "الى اعطاء الجهات القضائية المختصة وقتها للقيام بمهامها لكشف كل المتورطين في الاعمال المخلة بالأمن والاغتيالات والتفجيرات وسوقهم إلى العدالة وإنزال أشد العقوبات بهم".

وأكد جنبلاط ان "الركون إلى أجهزة الدولة هو المسار الوحيد الذي يحد من التوتر ويؤدي إلى ضبط، ولو غير مكتمل، للوضع المترهل والمتهالك تدريجيا".