باولي يدعو اللبنانيين الى اليقظة: تشكيل الحكومة ليس من مسؤولية فرنسا
Read this story in Englishدعا السفير الفرنسي في لبنان باتريس باولي اللبنانيين الى "الاستيقاظ على الاخطار المحدقة بهم"، لافتاً الى أن "إرادة تشكيل حكومة ليست كافية حالياً"، مشدداً على أن المسؤولية "تقع على اللبنانيين أنفسهم".
وفي حديث الى صحيفة "السفير"، الجمعة، حذر باولي من "تمادي الشلل الحكومي"، داعياً اللبنانيين الى "الاستيقاظ على الأخطار المحدقة بهم وعدم انتظار راع إقليمي أو سواه لحلّ مشاكلهم السياسية والاقتصادية المتفاقمة".
وعن امكانية تقديم فرنسا مساعدة عبر الدعوة لمؤتمر حوار بين اللبنانيين، أوضح باولي أنه يمكن لفرنسا لعب دور في مجلس الأمن "مثلا عبر توفير إجماع من أجل لبنان، لكن ثمة مسؤوليات تترتب على اللبنانيين، وتشكيل حكومة لبنانية ليس من مسؤولية فرنسا".
وأضاف أن "المسؤولية تقع على اللبنانيين أنفسهم وهم لا يتحملونها بسبب التأثيرات الكبرى من خارج لبنان، ونحن لا يمكننا أن نحلّ مكانهم".
وأوضح أن بلاده قد تساعد بالوسائل الديبلوماسية والسياسية "إذا حصل حدّ أدنى من الحوار بينهم، وإذا لمسنا إرادة بذلك وحدّا أدنى من الثقة بين اللبنانيين أنفسهم"، معتبراً أن "إرادة تشكيل حكومة ليست كافية حالياً، فكيف نتخذ مبادرة كي نقنع اللبنانيين بتشكيل حكومة؟".
يُذكر أنه ومنذ استقالة حكومة نجيب ميقاتي في نيسان الفائت، تم تكليف تمام سلام بتشكيل حكومة جديدة، الا أن جهودها لم تنجح بعد وسط الشروط والشروط المضادة من مختلف الافرقاء.
أما عن التمديد لرئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي تنتهي ولايته في أيار المقبل، فأكد باولي أن باريس لن تعمل لمصلحة التمديد، "فهي ترغب باحترام المواعيد الدستورية"، عبر إجراء الانتخابات في موعدها، مضيفاً أنه على اللبنانيين تشكيل حكومة وانتخاب رئيس تبعا للدستور، "القرار لبناني ولا تتدخل فيه فرنسا".
من جانب آخر، اعتبر باولي أن تفجير السفارة الإيرانية هو "تطوّر خطير، يشير الى استيراد إضافي للأزمة السورية الى لبنان ويشجع الاستقطاب في الداخل". كما رفض باولي الربط بين التفجير وتدخّل حزب الله في الحرب السورية، قائلاً: "استهدفت العملية الإرهابية السفارة الإيرانية وليس حزب الله".
الى ذلك، أشار باولي الى أن فرنسا ضد أي تدخل لبناني في سوريا، و"تدخّل حزب الله الضخم هناك كان خطأ، وإدراج الجناح العسكري للحزب على اللائحة الارهابية كان بسبب قضايا معينة منها في قبرص وبلغاريا".
وشدد على أن فرنسا لا تريد قطع علاقاتها مع أي طرف لبناني ذي تمثيل، و"هي حريصة على الحوار مع الجميع، لذا فإن حوارنا مستمر مع حزب الله عبر مسؤوليه السياسيين".
وعن إمكانية التعاون الأوروبي مع إيران و"حزب الله" في مواجهة الإرهاب، صرّح باولي قائلاً أن "إيران كدولة ينبغي أن تكون ضد الإرهاب، أما حزب الله فهو حزب وليس دولة. وفرنسا تتعاون مع الدول والحكومات، ومكافحة الإرهاب تقع على عاتق الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية".
من جهة أخرى، تساءل باولي عن كيفية تكثيف المساعدات للبنان في ملف النازحين السوريين في ظل الشلل الحكومي، معتبراً أن هذه الازمة الانسانية في المنطقة هي الأكبر منذ أعوام.
وشدد باولي على "استمرار بذل الجهود الفرنسية في إطار حثّ الدول على مساعدة لبنان، وخصوصا الدول الخليجية، كاشفاً عن "مؤتمر اقتصادي سيجمع شركات لبنانية وفرنسية في شهر كانون الثاني المقبل لتوطيد التعاون بين الشركات اللبنانية والفرنسية في المنطقة، ما يصبّ في مصلحة الطرفين، على الرغم من أن الأوضاع في لبنان غير مشجعة".
يُذكر انه ومنذ بدء الازمة السورية في آذار 2011، نزح عدد من السوريين الى البلدان المجاورة وبالاخص لبنان حيث تخطى عددهم الـ800 ألف لاجئ وفق المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، في حين يعاني لبنان من الانعكاسات السلبية لهذا النزوح وعدم قدرته على تحمل أعبائهم وتقديم المساعدات لهم.