المسؤولون يدعو إلى حوار وحكومة بعد تفجير حارة حريك و14 آذار تدعو حزب الله للإنسحاب فورا من سوريا
Read this story in Englishاستنكر مسؤولون سياسيون التفجير الذي ضرب منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت ودعوا إلى توافق سياسي لحماية لبنان.
وأعلن رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري في بيان أن "لا صفة للإرهاب مهما تعددت وجوهه وتنوعت مصادره سوى الأجرام. والإرهاب الذي يستهدف المدنيين والابرياء والمناطق الآمنة هو أجرام معزول بالكامل عن أدنى المشاعر الإنسانية وينتسب بالتأكيد الى أفعال شيطانية هدفها القتل المجاني وإشاعة الخراب والدمار".
عليه شرح أن "الانفجار الذي استهدف الضاحية الجنوبية من بيروت يقع في هذه الخانة، حيث يدفع اللبنانيون الضريبة تلو الضريبة من دماءهم وأرواحهم وممتلكاتهم، جراء اعمال كانت وستبقى محل الإدانة والاستنكار الشديدين".
أضاف "ان المواطنين الأبرياء في الضاحية هم ضحية جرائم إرهابية وإجرامية تستهدفهم منذ أشهر، وهم في الوقت عينه ضحية التورط في حروب خارجية، وفي الحرب السورية خصوصا، التي لن يكون للبنان ولأبناء الضاحية تحديدا اي مصلحة في تغطيتها او المشاركة فيها".
ودعا الحريري "الى اعتبار تحييد لبنان عن الصراعات المحيطة، أمرا جوهرياً لتوفير الحماية المطلوبة للاستقرار الوطني، وهو القاعدة التي يجب ان يبنى عليها في مواجهة كل أشكال الإرهاب وتضامن جميع اللبنانيين على تحقيق مثل هذه المواجهة".
كذلك شدد على أن "الإصرار على زج لبنان في قلب العاصفة الإقليمية هو الخطر الذي يستدرج رياح الإرهاب الى مدننا وبلداتنا".
من جهته قال رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" النائب وليد جنبلاط لـ"الجزيرة" أنه "لا بد من حكومة تحاول إخراج العناصر التي تقاتل في سوريا وتحييد لبنان".
وردا على سؤال حول إمكانية حصول هذا الأمر أجاب جنبلاط "إذا أردنا الحفاظ على لبنان لا بد ان نفعل شيئا" .
ونقلت قناة "المنار" عن عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أن "المستهدف من هذا الإنفجار هو لبنان والإنفجار بعيد نسبيا من مقر المجلس السياسي لحزب الله".
وتابع فضل الله قائلا "هذا نوع من الإرهاب يضرب كل لبنان من بيروت إلى البقاع والشمال والجنوب".
بدوره قال وزير الداخلية مروان شربل لقناة الـ"LBCI" أن "هناك خروقات في كل دول العالم ومعالجة الارهاب لا تتم من قبل القوى الامنية وعلينا العودة الى طاولة الحوار".
إلى ذلك أعلن منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد لـ"العربية" ان "تداعيات ما يحصل في العراق وسوريا تطالنا جميعا كلبنانيين لذلك طالبنا بالإنسحاب الفوري من سوريا لكن اليوم أكتفي بالقول أننا نقف جنبا إلى جنب مع ذوي المصابين والضحايا ونجدد شجبنا واليوم يجب ان نقف صفا واحدا".
أضاف "نعتبر أن كل شهيد سقط في الضاحية الجنوبية هو شهيد لكل لبنان".
ودعت أمانة 14 آذار "اللبنانيين إلى التضامن في هذه اللحظات لتفويت الفرصة على دعاة الفتنة، كما دعت "حزب الله" تحديداً إلى وضع حدّ لتورّطه في سوريا، حمايةً للبنان وإقفالاً لمنافذ الإرهاب من كل حدبٍ وصوب".
من جهته شرح رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" أمين الجميل لـ"LBCI" أن "الحل الوحيد للرد على هذه الأعمال هي التفاهم مع بعضنا على الحد الأدنى من الامور".
كما صرح رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال إرسلان لقناة الـ"MTV" أن "الانفجار هو نتيجة وقف وتعطيل كل مؤسسات الدولة والحوار الداخلي بين المواطنين".
وقال رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" أمين الجميل لـ"LBCI" أن "الحل الوحيد للرد على هذه الأعمال هي التفاهم مع بعضنا على الحد الأدنى من الامور".
ووقع تفجير عصر الخميس في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية أدى إلى وقوع عشرات القتلى والجرحى.
وأشار رئيس كتلة "المستقبل" النائب فؤاد السنيورة مستنكرا إلى "أننا ندعو انفسنا والجميع للتفكير والبحث بكيفية العمل للخروج من هذا النفق".
كذلك استنكر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع التفجير واصفاً هذا العمل بـ"الارهابي والمجرم".
وقال :" نحن نُدين كل الأعمال الإرهابية"، مبدياً أسفه على تكرار المشهد الدموي المأساوي الى ما لا نهاية دون وجود رادع ليد الإرهاب.
وأكّد "أن الحلّ يكمن في استقامة الحياة السياسية والتمسُك بالدستور والقوانين لقيام دولة لبنانية فعلية بكامل إداراتها وأجهزتها العسكرية دون سواها".
وختم جعجع بالقول:"حان الوقت للقيادات السياسية في لبنان أن تترفع وأن تتحمل مسؤولياتها تُجاه الله، الوطن والشعب اذ ان الوضع لم يعد مقبولاً على الإطلاق".
هذا ورأى رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون في بيان انه "مرة أخرى تستهدف الضاحية، في حلقة من مسلسل يضرب مرة هنا ومرة هناك، من انفجاري الرويس، الى انفجاري طرابلس، فانفجار السفارة الإيرانية المزدوج، ثم اغتيال الوزير محمد شطح، وكأن هناك تداولا مدروسا في الضرب وفي الجريمة لإسكات لغة العقل وإفاقة الغرائز وإشعال الفتنة، فالكل مستهدف، ويوضع في موقع الدفاع عن النفس، وهكذا تبرر كل الضربات".
واستصرخ عون "الضمائر الحية للجميع، مسؤولين وغير مسؤولين، لمواجهة هذا المسلسل الرهيب"، وطالب السلطات القضائية أن تحاكم من لديها من الإرهابيين".
كما أهاب بالسلطات السياسية "ألا تقدم على أي إجراء يفجر الوضع العام، من خلال قرارات تعسفية واستفزازية، تمس جوهر الدستور وتسهم في تأجيج النار".
وندد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "بكل اساليب ووسائل الترهيب والتخريب والقتل والدمار المستعملة لزرع بذور الفتن والإنشقاق في صفوف ابناء الوطن الواحد".
ودعا الراعي "الفريقين المتنازعين الى الحوار فورا والى اتخاذ خطوات جريئة ومسؤولة من اجل تجنيب لبنان المزيد من المآسي والخسائر التي يخلفها الشر المتنقل بين المناطق اللبنانية".
بدوره رأى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني ان "انفجار الضاحية اليوم رسالة ارهابية جديدة يدفع ثمنها لبنان واللبنانيين بسبب خلافاتهم التي تستغل لإيقاع الفتنة بينهم".
وقال: "ان يد الاجرام تطال الجميع فهي تنتقل من منطقة الى اخرى لإشعال نار الفتنة التي ينبغي ايقافها بتشكيل حكومة وحدة وطنية وحوار بين جميع الفرقاء لان الاستقرار السياسي ينعكس ايجابا على لبنان". سائلا "الله الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى".