وفد من حزب الله زار قباني مؤكداً على "تطور علاقة الطرفين"

استقبل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، ظهر الاثنين، وفداً من "حزل الله"، الذي استنكر ما تعرض له المفتي في جامع الخاشقجي خلال تشييع الفتى محمد الشعار الذي قضى بتفجير ستاركو في وسط بيروت.

وترأس الوفد، الشيخ عبد المجيد عمار، الذي أعلن اثر اللقاء أن الزيارة "هي للاطمئنان الى سماحة المفتي، كما تأتي في سياق الاستنكار لما تعرض له من حادث مؤسف في مسجد الخاشقجي".

واذ نقل الوفد الى قباني تحيات الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، أكد على أن الزيارة تأتي للتأكيد على "رمزية" دار الفتوى، "لأن يبقى هو عنوان هذه الوحدة ما بين مكونات هذا البلد"، على حد قول عمار.

واعتبر أن ما تعرض له المفتي هو "حادث مؤسف لا يعكس الا اخلاقيات اصحابها وكل المروجين لها والعابثين في امنه والمحرضين، انطلاقا من الخطاب السياسي الشاذ الذي نسمعه بين الحين والآخر، والذي يحمل في طياته بواعث فتنة وتحريض".

وكانت اندلعت توتّرات واحتجاجات غاضبة في جامع الخاشقجي، في 29 كانون الاول الفائت، نتيجة رفض بعض المشيّعي ومناصري "المستقبل" مشاركة المفتي قباني في تشييع الفتى محمد الشعّار، حيث ساد هرج ومرج وسُجِّل تدافع، وحوصر المفتي قبل إخراجه بحماية قوّة أمنية وبواسطة ناقلة جند.

وأضاف عمار اثر اللقاء، أن الزيارة شكلت فرصة من أجل التطرق الى مختلف الملفات على الساحة المحلية، وأنه جرى التأكيد على "ضرورة ان يسود الهدوء وان تعلو الحكمة لمقاربة تداعيات الاحداث بشكل عام، لان لبنان يستحق منا وقفة وان نقدمها لبنيه لأهلنا خاصة ونحن على ابواب استحقاقات كبيرة".

لا بد وان تدار هذه الاستحقاقات بحكمة عالية وموضوعية كبيرة".

وسئل عمار عن رأيه في ما يُقال على انه "من اهم اسباب التحريض على دار الفتوى وعلى المفتي هو مساحة التفاهم والتقارب هذه بين "حزب الله" وبين المفتي قباني"، فأجاب عمار قائلاً أن العلاقة لن تتأثر على الرغم من كل محاولات التأثير.

وأضاف أن "هذه العلاقة كانت في حالة تطور دائم، وستبقى انطلاقا من الثوابت".

وكان المفتي قباني قد سلم دار الفتوى في آذار الفائت، إلى "العلماء المسلمين" مع بقائه في موقعه كمفتي، وذلك على خلفية احتدام الخلاف حول التمديد لأعضاء المجلس، الأمر الذي يرفضه المفتي، حيث باتت بإدارة أربعة علماء دين هم الشيخ هشام خليفة المدير العام للأوقاف الاسلامية، والشيخ أمين الكردي أمين الفتوى، والشيخ صلاح الدين فخري مدير الشؤون الادارية، والشيخ يوسف إدريس الأمين العام للمجلس الشرعي.

يُذكر أن قباني ادعى على مجهول ومن يظهره التحقيق، بتهمة تزوير التمديد للمجلس الإسلامي الشرعي الأعلى، بعد مضي يوم واحد على مناشدته من قبل رؤساء الحكومة اللبنانية، الحالي والسابقين إلى دعوة المجلس للانعقاد في مهلة أقصاها السبت.

وكان قد دعا رؤساء الحكومات "أصحاب الدولة الرؤساء إلى اجتماع طارئ ينعقد في حال عدم تجاوب المفتي قباني مع الدعوة الموجهة إليه مجددا، وذلك من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة إزاء امتناع سماحته عن القيام بما تقتضيه المصلحة العليا للطائفة".