ظريف يلتقي نصرالله بعد الرؤساء: ندعم التوافق حول حكومة جديدة ونسعى لعلاقات جيدة مع السعودية

أعلن وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف دعم بلاده للتوافق على حكومة جامعة في لبنان، معربا عن أمله بتفعيل الإتفاقات الإقتصادية بين البلدين، خصوصا بعد رفع عدد من العقوبات الدولية عن بلاده.

والتقى ظريف رؤساء الجمهورية ميشال سليمان ومجلس النواب نبيه بري والمكلف تشكيل الحكومة تمام سلام، كما وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.

وقال ظريف في ختام لقاء جمعه بمنصور في قصر بسترس مساء الإثنين "زيارتي ترافقت مع مبادرات سياسية فتحت المجال أمام التلاقي بين الأفرقاء اللبنانيين مما قد يؤدي إلى ولادة الحكومة العتيدة لترسيخ الأمن والإستقرار".

وردا على سؤال أجاب ظريف "ندعم أي حوار بين الأفرقاء اللبنانيين ونشد على أزرهم في المساعي لتشكيل حكومة جديدة".

من جهة أخرى ذكر ظريف أن "الدماء اللبنانية الذكية تلاحمت مع الدماء الإيرانية بسقوط الشهداء اللبنانيين والإيرانيين جراء الهجوم الذي استهدف السفارة الإيرانية في لبنان" مقدرا "الجهود الجادة للحكومة لوضع اليد على هذا الملف الإرهابي ونأمل أن يكون مقدمة للتعاون الإقليمي في هذا المجال".

إلى ذلك عبر ظريف عن أمله "بوضع كل الإتفاقيات ومذكرات التفاهم الثنائي التي وقعت سابقا موضع التنفيذ خاصة في ظل الظروف الدولية الجديدة نظرا لإزالة العديد من العقبات أمام تنفيذها".

وشدد على إيران تعتبر بكل جدية "أن ظاهرة الإرهاب والتكفير والتطرف تستهدف الجميع في هذه المنطقة وبالتالي نعتقد أن التحدي المشترك لا يمكن مواجهته إلا بالمساعي المشتركة" مع لبنان.

أما عن العلاقة مع السعودية فقال "هناك أصل في السياسية الإيرانية وهو إقامة أفضل علاقات التعاون مع دول المنطقة والسعودية تأتي في مقدمة البلدان الهامة وإيران تسعى لإقامة أفضل العلاقات معها والسعودية يمكن أن تلعب دورا بارزا في إرساء الهدوء في المنطقة".

إلى ذلك لفت ظريف إلى أهمية "الحوار بين الأطراف السوريين "من دون وضع عقبات أمامهم من خلال مؤتمر جنيف 2.

بدوره قال منصور "كان لا بد من التباحث حول مسألة الإرهاب التي تعصف بالمنطقة ونجمت عن الأحداث السورية".

وشرح وزير الخارجية أن "موجة الإرهاب هذه تنال الأهمية القصوى ونظرا لما تؤثر به على دولنا لذلك كان التوافق بيننا أن الحل في سوريا لا يمكن أن يتم إلا عبر الحوار والحل السياسي".

وأضاف "أبدينا الرغبة على تفعيل البرتوكولات الموقعة بين البلدين كي ترتقي العلاقة الإقتصادية إلى العلاقة السياسية بين بلدنا".

هذا وأشار منصور إلى "توافق في وجهات النظر للعمل معا ومع المجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب بكل أشكاله وصوره".

وكان قد زار ظريف سليمان في قصر بعبدا في مستهل لقاءاته السياسية مع المسؤولين خلال زيارته الى لبنان، حيث جرى عرض للاوضاع المحلية والسورية.

وفي بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، فإن ظريف أعرب خلال اللقاء عن "ارتياحه للمناخات الايجابية السائدة في الداخل راهناً وعنوانها الاول تشكيل حكومة جديدة".

ونوّه بدور سليمان في "توطيد الوحدة والاستقرار"، مشيراً الى اهمية ان تقوم علاقات جيدة بين ايران والدول العربية وخصوصاً المملكة العربية السعودية من اجل تركيز الاستقرار في المنطقة وحمايته.

الى ذلك، شكر ظريف سليمان على اكتشاف "مرتكبي تفجير مقر السفارة الايرانية، ناقلاً تحيات الرئيس حسن روحاني اليه والرغبة في تعزيز العلاقات الثنائية".

من جهة أخرى، لفت ظريف الى ضرورة توقف دورة العنف في سوريا وأن يضع مؤتمر جنيف 2 "اسس حلول سلمية، على ان يقرّر الشعب السوري بنفسه المستقبل السياسي لبلده".

وأشار الى أن ايران، في حال دُعيت الى جنيف 2 أم لم تُدعَ، فهي ستواصل مساعيها من اجل الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط الذي ينعكس ايجاباً على الوضع في لبنان.

من جانبه، نوّه سليمان بما تقوم به ايران على المستويين الدولي والاقليمي و"انعكاساته الايجابية بشكل عام".

وشدد على اهمية وضرورة الحوار الايراني مع الدول العربية واقامة علاقات جيدة في سبيل الحفاظ على الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط، كما وضرورة ان يتوصّل مؤتمر جنيف 2 الى وضع خريطة طريق لحل سلمي للأزمة السورية وان يقرر تالياً ابناء الشعب السوري مصير بلدهم.

كما ابدى ارتياحه للمباشرة بوضع بنود الاتفاق في شأن النووي الايراني موضع التنفيذ، وحمّل سليمان ظريف "تحياته الى الرئيس روحاني والى مرشد الجمهورية السيد خامنئي".

وقبل زيارة سليمان وضع ظريف إكليل زهر على ضريح القائد الميداني في حزب الله عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق عام 2008.

من جهتها، أفادت اذاعة "صوت لبنان" (100.5)، أن ظريف قد تفقد مكان الانفجار في محيط السفارة الايرانية في بئر حسن.

وعند الثانية من بعد ظهر الاثنين، زار ظريف عين التينة حين التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وبحضور منصور المستشار الاعلامي علي حمدان، عرض الرجلان للاوضاع والتطورات الراهنة في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

وبعدها زار ظريف سلام في دارته في عين المصيطبة حيث أفادت قناة "المنار" أن "تطورات تشكيل الحكومة كان في أولويات اللقاء".

ومساء وأثناء وجود ظريف في قصر بسترس أعلنت العلاقات الإعلامية في حزب الله أن ظريف التقى نصرالله "في حضور السفير الإيراني الدكتور غضنفر ركن آبادي، وقد جرى استعراض شامل للأوضاع في لبنان والمنطقة وعلى مختلف الصعد".

وكان ظريف قد وصل الى بيروت، مساء الاحد، حيث كشف من مطار رفيق الحريري الدولي، أن وفداً قضائياً إيرانياً سيزور بيروت لبحث "ملابسات" تفجير السفارة الإيرانية الذي هز بئر حسن في 19 تشرين الثاني الفائت، وذلك بعد وفاة المخطط الأساسي للتفجير السعودي ماجد الماجد.