بكركي تصعّد لهجتها: لحكومة تضمن حقوق المسيحيين وتنصف حصتهم الوزارية
Read this story in Englishصعّدت بكركي لهجتها إزاء الوضع المسيحي خلال عملية تشكيل الحكومة، حيث شددت على دعمها تشكيل "حكومة جامعة تضمن حقوق المسيحيين فيها وتنصف حصتهم الوزارية بعد توزيع الحقائب". وقد بلغت هذه الأصداء المراجع المعنية بتأليف الحكومة.
وفي هذا السياق، أشار النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم في حديث لصحيفة "السفير"، الإثنين، الى أن "البطريركية المارونية تعتبر أن التمثيل الصحيح والعادل للمسيحيين في الحكومة المقبلة يستوجب أن تكون حصتهم الوزارية منصفة"، مردفاً ان "الكنيسة تدعم تشكيل حكومة جامعة، لكنها تريدها عادلة ايضاً، بحيث يحصل كل الأفرقاء على حقوقهم، كمّاً ونوعاً".
الى ذلك، أكّد النائب البطريركي العام المطران بولس صيّاح لـ"الجمهورية"،الإثنين، تعليقاً على امكان تأليف حكومة من دون الممثلين المسيحيّين الأكبر ("القوات" و"التيار الوطني الحرّ") أنّ "في لبنان لا يمكن إقصاء أحد، والتجارب دلّت الى انّ الإقصاء يؤدّي الى تفاقم الأزمة وليس حلّها، وبلدنا قائم على التوافق بين جميع مكوناته".
وأردف أنه "لا يحاول أحد تهميش أيّ مكوّن، خصوصاً المسيحيين، فأيّ حكومة تؤلّف من دون المسيحيين الذين يشكّلون مكوّناً أساسياً في المجتمع هي غير ميثاقية، وبكركي ستعلن موقفاً واضحاً من هذا الأمر إذا حصل".
وعمّا إذا كان رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) سيوقّع على حكومة من دون الممثّل الفعلي للمسيحيين، لفت صيّاح الى انّ "الرئيس يعرف واجباته جيّداً وقد تحدّث البطريرك مرّات عدّة معه بهذا الموضوع ويدرك موقف بكركي جيّداً"، مشدّداً على أنّ "بكركي تطلب من الأحزاب المسيحيّة التفاهم فيما بينها لمنع تهميشها والاتفاق على النقاط الأساسية لكي يكون لهم الدور الفاعل والمؤثّر".
وكان البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس قد دعا في عظة له الأحد، الى "إسقاط كلّ الأحكام المسبقة الظاهرة في الإدانة والإتهام والتخوين، ووضع مصلحة الشعب وحسن سير المؤسسات الدستورية فوق كلّ اعتبار، ولا سيّما تأليف حكومة قادرة تكون على مستوى التحديات الراهنة، وبخاصة الإعداد لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في موعده الدستوري، واستعادة ثقة الشعب اللبناني بالمسؤولين السياسيين وقد بدأ يفقدها. وهذه طعنة مؤلمة في قلبه، هو الذي انتدبهم لخدمة الخير العام وإحياء المؤسسات الدستورية والعامة، وازدهار البلاد".
وكان رئيس الحكومة المكلف تمام سلام قد رأى أنه " في حال تُرك لكل طرف ان يختار الحقيبة التي يريدها، فسنفتح أو بازارا"، مردفاً أن " هناك فرصة إقليمية ودولية متاحة الآن لتأليف الحكومة".
يُذكر ان رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، قد أعلن اثر اجتماع التكتل الثلاثاء، رفض المداورة في الحكومة التي ستتشكل لفترة قصيرة "وإلا يكون الهدف النيل منا"، مشيرا إلى ان التلاعب بتمثيل المسيحيين في الوزارات هو "تلاعب مصيري أكبر من عدم إعطاء الثقة للحكومة".
يُشار أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان قد أعلن الاثنين، أن الحكومة ستكون في نهاية الاسبوع بعدما ذللت كل العقبات "وأصبحنا في مرحلة الروتشة الاخيرة" شارحا أن "كل الجهات السياسية اقتنعت أخيرا بمبدأ المداورة".
واندفعت محركات تأليف الحكومة بوتيرة سريعة بعد تصريح رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري الجمعة الفائت بقبول المشاركة إلى جانب حزب الله في الحكومة، وتراجع الحزب عن صيغة "9-9-6" لصالح صيغة "8-8-8".