بري لن "يتخلى" عن "المقاومة" والاتصالات جارية للتوصل الى "تسوية" في البيان الوزاري

أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه "ليس بوارد "التخلي" عن المقاومة في البيان الوزاري"، وذلك في ظل حركة الإتصالات الناشطة بين جميع الأفرقاء السياسيين للتوصل الى "تسوية" ترضي الجميع إزاء إدراج عبارتي "مقاومة" و"إعلان بعبدا" في البيان.

وفي هذا السياق، كشفت صحيفة "النهار"، الإثنين، أنه "عشية اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة اعداد مسودة البيان الوزاري، نشطت الاتصالات بين اطراف عدة في مقدمهم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تيار "المستقبل"سعد الحريري ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط ومنسق اللجنة المركزية في حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل من أجل ايجاد مخرج للمأزق الذي وصل اليه البحث في اللجنة والذي تفاقم بسبب السجال الذي نشب بعد حملة "حزب الله" على رئيس الجمهورية (ميشال سليمان).

الى ذلك، أشارت "السفير"، الإثنين الى أن "زوار عين التينة ينقلون عن بري تأكيده أنه ليس وارداً التخلي عن المقاومة في البيان الوزاري، قائلاً بنبرة حازمة "مش واردة.. وخليهم يطلعوا منها.. المقاومة خط أحمر راسخ في الارض التي تحررت بالتضحيات، ولو قبلنا بما يطرحه البعض لما كان هناك جنوب محرر ولبنان قوي".

وأوضح بري أمام زواره: "أنا أنصح المعترضين على بديهية المقاومة، بأن يقيموا بضعة أيام في الجنوب، وتحديداً في الشريط الحدودي المتاخم لفلسطين المحتلة، وبعد ذلك ليعطونا رأيهم الذي سيكون بالتأكيد أكثر واقعية وموضوعية".

ولفت الى أن ان "هناك مخارج كفيلة بإرضاء جميع الاطراف في البيان الوزاري، لكن لا يمكن طرحها في ظل حالة التشنج السياسي التي استجدت مؤخراً بفعل بعض المواقف"، مشيرا الى أنه "إذا توافرت نيات الحلحلة، يصبح من الممكن ان نتقدم بمقترحات لمعالجة الخلاف حول المعادلة الثلاثية، لا تحرج أحداً، تماماً كما تم إيجاد صيغة توافقية لمقاربة إعلان بعبدا، إنما مع التشديد على ان أي مخرج لن يكون بطبيعة الحال على حساب المقاومة".

وشدد، وفق الزوار، على ان "النيات الحسنة، معطوفة على قدرات اللغة العربية، من شأنها أن تتيح لنا إنتاج صيغة تحافظ على قوة لبنان بمقاومته لا بضعفه، من دون ان تشكل في الوقت ذاته تحدياً لأحد أو ان تخدش شعور حتى المتطرفين، لكن السؤال الكبير المطروح الآن هو: هل من قرار أصلا بالتسهيل؟"

ويعتبر بري انه "إذا كان البعض يريد شطب كلمة المقاومة من البيان الوزاري فلا ضرورة للبحث في أي شيء آخر"، مشدداً على أن "الوطن ليس مستقلا عن المقاومة التي كانت في صميم ورشة تحريره وإعادة بنائه".

وكان حزب الله قد أشار في بيان له، السبت، الى أنه "مع احترامنا الأكيد لمقام رئاسة الجمهورية وما يمثل، فإن الخطاب الذي سمعناه بالأمس يجعلنا نعتقد بأن قصر بعبدا بات يحتاج في ما تبقى من العهد الحالي إلى عناية خاصة لأن ساكنه أصبح لا يميز بين الذهب والخشب".

وكان قد أعلن سليمان الجمعة أن "اعلان بعبدا هو من الثوابت ولا لمعادلات خشبية تعيق البيان الوزاري"، مردفاً أن "الأرض والشعب والقيم المشتركة هي الثلاثية الدائمة والذهبية".

ويتمسك الحزب بالمقاومة في البيان الوزاري في حين تدعو قوى 14 آذار إلى إعطاء حق المقاومة للدولة في حين يصر سليمان على إعلان بعبدا مبديا ثقته أن من يرفضه الآن سيتمسك فيه لاحقا.

وصدر إعلان بعبدا في حزيران 2012 نتيجة لطاولة الحوار وتم التوافق فيه على تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليميّة والدوليّة ما عدا ما يتعلق بواجب إلتزام قرارات الشرعيّة الدوليّة والإجماع العربي والقضيّة الفلسطينيّة المحقّة.

وفي غضون ذلك، علمت صحيفة "الجمهورية"، الإثنين، أن "رئيس الحكومة تمام سلام التقى موفدين لبري و جنبلاط وشخصيات سياسية أخرى، واستكشف المواقف من التصعيد الناجم من ردّ "حزب الله" على سليمان والذي ألقى بظلاله على التحضيرات الجارية لاجتماع اللجنة الوزارية".

ونقل زوّار سلام عنه تأكيده "أهمية حماية التوافق الذي قاد الى تأليف الحكومة الجديدة والسعي الى إقرار البيان الوزاري الذي سيشكّل محطة أساسية لإطلاق عمل الحكومة لتنجز ما أمكنها في عمرها القصير الذي ينتهي بإنجاز الاستحقاق الرئاسي".

يشار الى أن وزير الصحة وائل أبو فاعور كان قد أشار في كلمة له الأحد، الى أن "هناك محاولة بذل المزيد من الاتصالات السياسية لمحاولة الوصول الى تسوية ما في البيان الوزاري"، مردفاً أن "حق المقاومة حق مجمع ومتفق عليه".

وتشكلت حكومة سلام منذ أسبوع ونيف بأجواء توافقية ضمت فريقي النزاع بدون حزب "القوات اللبنانية" الذي يرفض الجلوس مع حزب الله ويتمسك بإعلان بعبدا "معطوفا على أبرز نقاط مذكرة بكركي" في البيان الوزاري.

وعقدت لجنة البيان الوزاري جلستها السابعة، السبت، دون التوصل الى صيغة مرضية لفريقي 8 و14 آذار إزاء إدراج عبارتي "إعلان بعبدا" و"ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة" في البيان.