المشنوق يضع خطة لـ"إعادة تأهيل" سجن رومية وتفكيك "الدولة" الموجودة بداخله

أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق أنه "سيعمل لإعادة تأهيل سجن رومية وتفكيك "الدولة" الموجودة داخله"، وذلك في ظل توافر معلومات صحافية عن " وضع خطة على مرحلتين للإمساك بالسجن المركزي وقمع التجاوزات التي تحصل فيه".

وأشار المشنوق في حديث لصحيفة "السفير"، الأربعاء، الى ان "ملف سجن رومية معقد وتتداخل فيه عوامل عدة"، مؤكدا انه "سيعمل لإعادة تأهيله وتفكيك "الدولة" الموجودة داخله وتعطيل قدرتها على التخويف".

وأضاف "بحضوري أنا ارفض الكلام حول وجود حماية او تغطية من أحد لهذه المجموعة او تلك من السجناء"، مردفاً أنه "في الوقت ذاته سأعالج الظلم الذي يعاني منه السجناء في مجالات عدة، وبالتالي سأدفع في اتجاه تأمين الحقوق الانسانية المشروعة لهم وتسريع المحاكمات".

وفي هذا السياق، أشارت مصادر أمنية واسعة الاطلاع لـ"السفير"، الأربعاء، ان "فرع المعلومات مستعد لضبط وضع سجن رومية، إنما بعد تجهيز مبنى مجاور لنقل جزء من السجناء إليه، بحيث يصبح من الممكن وضع خطة للإمساك بالسجن المركزي وقمع التجاوزات التي تحصل فيه".

وأضافت ان " المشنوق وضع تصورا من مرحلتين لمعالجة واقع "رومية"، أولى قصيرة المدى لثلاثة اشهر، والثانية طويلة المدى لسنة. ويستند التصور الى معالجة مشكلة المباني، وتسريع المحاكمات والاجراءات القضائية، وتأمين مصادر تمويل لبناء سجون جديدة".

ولفتت المصادر عينها الى أن "المرحلة الاولى ترتكز على تجهيز مبنى مجاور لاستيعاب مئات السجناء (ما بين 700 و1000)، من ضمن خيارين مطروحين، الأول مبنى يشغله الجيش حاليا، إلا ان تحويله الى ملحق للسجن يتطلب تأمين مبنى بديل للقوة العسكرية المتواجدة فيه حاليا، ضمن بقعة قريبة، لان هناك حاجة حيوية لبقاء الجيش في المنطقة"، مردفة أنه "يضاف الى ذلك، مبنى آخر سيخصص للمحكومين الخطيرين ومتصل بقاعة المحكمة المستحدثة، تصل كلفة بنائه الى 40 مليون دولار".

وأوضحت "السفير" أن " المشنوق الذي سيشارك في اجتماع مجلس وزراء الداخلية العرب في المغرب، الاسبوع المقبل، سيطلب دعما ماديا من الصناديق العربية للمساهمة في معالجة أزمة سجن رومية وبناء سجون جديدة وتبلغ كلفة تشييد أحدها 60 مليون دولار".

يُذكر أنه في تشرين الثاني، كشفت صحيفة "الاخبار" معلومات تفيد بأن مجموعات متشددة تعمل على تحضير عمليات "هجوم" على عدد من السجون اللبنانية، وبالاخص سجن رومية من أجل مساعدة سجناء اسلاميين على الفرار.

وفي تشرين الاول الفائت، احبطت القوى الامنية في سجن رومية عملية ادخال مواد متفجرة الى السجن في اطار التحضير لـ"عملية فرار المئات من عناصر القاعدة ممن انتقل عدد كبير منهم الى سوريا".

يشار الى ان سجن رومية معد أساسا لاستقبال 1500 شخص، لكنه يؤوي اجمالا اكثر من اربعة الاف سجين، ما يشكل حوالى 65% من نسبة المساجين في لبنان.

ووقعت بين شهري ايار وايلول 2007 معارك دامية بين حركة فتح الاسلام التي كانت تتحصن في مخيم نهر البارد والجيش ، تسببت بمقتل 400 شخص بينهم 168 عسكريا.

وتم الإفراج في حزيران 2012 عن تسعة إسلاميين بينهم فلسطينيين إثنين، كانوا موقوفين على خلفية قضية فتح الإسلام . ودفع حينها رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي كفالة خمسمائة ألف ليرة لبنانية عن كل موقوف.