سلام يدعو الى "التواصل مع قادة حزب الله" بشأن سوريا: الفراغ يدخل البلاد بمرحلة حرجة

رأى رئيس الحكومة تمام سلام أن سياسة النأي بالنفس هي "من أفضل السياسات التي يمكن اتباعها"، مشددا على ضرورة "التواصل مع قادة حزب الله حول موضوع التدخل بسوريا" لانه "غير مربح"، محذرا من أن الدخول في الفراغ الرئاسي سيدخل البلاد في مرحلة "صعبة وحرجة".

وقال سلام في حديث له الى اذاعة "مونت كارلو" الدولية: نؤكد التزام لبنان بسياسة النأي بالنفس وهي أفضل السياسات التي يمكن اتباعها".

وعليه، أكد أن "مشاركة حزب الله في سوريا موضوع حساس وغير مريح وعلى الجميع أن يسعوا إلى معالجته بالطرق التي تؤمن سياسة النأي بالنفس على أفضل وجه".

واعتبر في هذا الاطار أن "التواصل مع قادة حزب الله في هذا الموضوع أمر مطلوب للتوصل إلى شيء يوقف هذا التدخل أو هذا التورط في سوريا ويعيد الأمور إلى نصابها على مستوى لبنان وعلى مستوى السعي الجدي للحفاظ على الوحدة اللبنانية وعلى المناعة اللبنانية وعلى النأي بالنفس".

وعن الانتخابات الرئاسية المقبلة، قال سلام أنها "تأسيس على ما تم من تشكيل حكومة في ظل ظروف سياسة صعبة جدا"، لاتا الى أن "تشكيل الحكومة صناعة وطنية و لم يتم بتدخلات ومبعوثين ومؤتمرات وغيره كما كان يحصل في الماضي".

وأضاف: "انها تأسيس على إرادة القوى السياسة اللبنانية بالتلاقي والاكتفاء بخصوماتها ووضع حد لها ورأب الصدع في مساحة عدم الثقة الكبيرة بين تلك القوى والتي سببت الشلل ودفع لبنان واللبنانيون بسبب ذلك أثمانا غالية جدا، ومازالوا يدفعون".

وأوضح في حديثه أن "التلاقي في حكومة ائتلافية صناعة وطنية لبنانية أعطانا الأمل بأن ينسحب أيضا على انتخابات رئاسة الجمهورية"، مذكرا أن "من تمكن من تحقيق هذا الإنجاز منذ أسابيع يمكن له أن يحقق أيضا إنجاز انتخابات رئاسة الجمهورية.".

وإذ أمل أن يتم الاستحقاق الرئاسي، لفت الى أن يعول "كثيرا على مختلف القوى السياسية أن تقارب هذا الموضوع كما قاربنا موضوع تشكيل الحكومة برحابة وانفتاح وبتفاعل ديمقراطي"، مضيفا: "ليفز من يفوز وليترشح من يترشح، فهذه هي اللعبة الديمقراطية وهذا هو المنحى الديمقراطي الذي يجب أن يتعزز في لبنان".

وأردف: "إذا ما تم انتخاب رئيس جديد للجمهورية عندها يمكن أن نقول أننا فتحنا صفحة جديدة في تعزيز نظامنا الديمقراطي في لبنان وفي ولوج مستقبل مشرق".

وإذ أكد " لسنا حكومة ملء الفراغ، ولا نريد أن نكون كذلك، ولا نريد أن نشجع احدا على ذلك"، حذر سلام في حديثه من أنه إذا " لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية ودخلنا في واقع الفراغ، فهذه الحكومة أو حتى أي حكومة أخرى لن تكون في وضع مريح".

وأكمل سلام شارحا أن "الموضوع ليس أن تأخذ الحكومة صلاحيات رئيس الجمهورية وتحل المشاكل أبدا، لكن هذا سيدخلنا في مرحلة صعبة ودقيقة وحرجة"،

وذكر سلام في حديثه مع الاذاعة، ما كان قاله في مقابلات سابقة له، أن الحكومة الحالية "آتية لفترة شهرين لتمرير بعض الأوليات، منها الأمن ووضع النازحين السورين والوضع الاقتصادي والمالي وإدارة ثروات البلاد من نفط وغاز وغيره"، مشددا على أن "الأولويات السياسية الكبيرة تبقى استحقاقين دستوريين، الأول هو إخراج قانون للانتخابات وانتخاب رئيس للجمهورية".

يشار الى أن المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد خلفا للرئيس ميشال سليمان الذي تنتهي ولايته بعد شهرين، كانت قد بدأت في 25 آذار، وسط رفض سليمان أي تمديد لولايته.

هذا، وتمنى سلام أن يكون مرشحه "مرشح كل لبناني، وأن يكون شخصية على قدر المسؤوليات والحمل الصعب في هذه المرحلة الصعبة"، مفضلا "شخصية معتدلة متزنة مقبولة من الجميع تقدر أن تتعاطى مع الجميع".

وحتى الآن، ترشح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الى الانتخابات الرئاسية.

وكان سلام أدلى اليوم السبت بتصريح أخر له لمجلة "الأمن العام" دعا فيه القوى السياسية في لبنان الى "مقاربة" استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية"، داعيا أيضا "اللبنانيين الى التضامن حول هذا الحدث التاريخي، ويجب أن لا ننأى عنه".

ورأى أن "هناك رجالا كبارا يمكن أن نختار منهم رجلا يملأ مركز رئاسة الجمهورية"، رافضا "الفراغ في الرئاسة الأولى".

وأكد للمجلة عينها أن "الحكومة ستقوم بكلّ ما في وسعها من أجل تهيئة الأجواء المناسبة لإجراء الانتخابات في موعدها"، مشددا على حصولها "من دون أيّ عجز أو تلكّؤ".

اما عن الشق الأمني، بما فيه الخطة التي ينفذها الجيش في منطقة الشمال وطرابلس، قال سلام في حديثه لـ "مونت كارلو"، "ليتركوا اللبنانيون بعيدا عن التعبئة والتسييس والخطابات الحادة بين القوى السياسية، فهم يريدون العيش بأمان".

وأضاف: الحمد لله أن الخطة الأمنية والتحرك الأمني وهيبة الدولة وهيبة أجهزتها الأمنية عادت وتريح المواطن وتريح البلد".

كما تطرق سلام أيضا في حديثه الى موضوع النازحين السوريين في لبنان، حيث أكد "نتعامل بكثير من الأهبة والاستعداد وكثير من الواقعية، ونستعين بكل من يمد يده لنا لتأمين المساعدات المادية والمالية على مختلف أشكالها".

م . ن