الكهرباء تكاد تطيح بالحكومة و"حزب الله" يعاتب عون

تدخل "حزب الله" لدى حلفائه في "التيار الوطني الحر" من أجل الحؤول دون تفاقم الخلاف داخل الحكومة، التي هدد رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون بالانسحاب منها على خلفية رفض حلفائه تمرير اقتراح قانون بتخصيص بليون و200 مليون دولار أميركي لإنشاء محطات كهرباء لتوليد 700 ميغاوات من الطاقة.

وأوضحت مصادر قيادية في الاكثرية لصحيفة "الحياة"، ان "حزب الله" تدخل لدى فريق عون معاتباً، ومطالباً بالعودة عن التلويح بتقويض الأكثرية والحكومة، مشيرة الى ان "وزيرا الحزب محمد فنيش وحسين الحاج حسن حالا دون انسحاب وزير الطاقة والمياه جبران باسيل باسيل من الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء، بعد اصراره على أن تتبنى الحكومة الاقتراح".

ولفتت الى ان عددا من الوزراء شدد على وجوب وضع ضوابط في القانون لإنفاق المبلغ المطلوب على الكهرباء، وفق الاصول".

وفي هذا الاطار أوضحت مصادر وزارية الى الصحيفة عينها أنه بعد إبداء وزراء "جبهة النضال الوطني"، ملاحظات اعتبروها "تقنية" لإضافة توضيحات على الاقتراح قبل تحويله مشروعاً حكومياً، على أن يبحث في الجلسة المقبلة"، طالب باسيل بإقراره في جلسة مجلس الوزراء وإلا فإنه سينسحب وحمل الملفات التي بين يديه وهمّ بالخروج من الجلسة إلا أن تدخل وزيري "حزب الله" حال دون ذلك وكذلك رئيس الجمهورية ميشال سليمان".

وأشارت المصادر الى أن "وزير العمل شربل نحاس أبلغ مجلس الوزراء أنه بعد الخساسة والوطاوة التي شهدناها في المجلس النيابي يجب إقرار المشروع اليوم في مجلس الوزراء"، (قاصداً بذلك المعارضة وملاحظات تيار "المستقبل" على اقتراح عون).

واضافت المصادر أن وزير المهجرين علاء ترو قال له: "لا يحق لك أن تقول هذا الكلام"، وتبعه وزير الأشغال غازي العريضي الذي قال إنها "ليست المرة الأولى التي يحصل فيها خلاف على مشروع بين قوى متفقة بين بعضها بعضاً"، مضيفا "أن يحصل اتفاق بين قوى مبدئياً مختلفة مع بعضها بعضاً وهذا ليس جديداً في الحياة السياسية وجميعنا نريد معالجة أزمة الكهرباء والخطة في شأنها ليست خطة الوزير باسيل وحده بل الحكومة ككل".

ورفض العريضي كلام الوزير نحاس عن المعارضة، قائلاً: "كان عليك أن تواجه المعارضة في البرلمان لا أن تسكتوا هناك وتأتوا الى الحكومة لتحميلها المسؤولية وتشترطوا قبولها بما تريدون".

وتدخّل الرئيس سليمان قائلاً للوزير باسيل: "إن كنا أكثرية أم لا، فإن أي مشروع سيكون عرضة للمناقشة والأخذ والرد والتعديل".

وذكرت المصادر لـ"الحياة" أن قياديين من "حزب الله" عادوا فالتقوا باسيل الجمعة الماضي، وعاتبوه على موقفه نظراً الى أنه يتسبب بشرخ ضمن الأكثرية، في حين أصر عدد من الوزراء على دراسة تفصيلية لمشروع تأهيل الكهرباء وتضمين أي مشروع تفاصيل صرف الأموال بعد موافقة الحكومة مجتمعة.