جنبلاط اطلق رصاصة الرحمة على النسبية في الوقت المناسب
Read this story in Englishاكدت مصادر نيابية بارزة في "جبهة النضال الوطني"، ان رئيس الجبهة النائب وليد جنبلاط يدعم اصلاح قانون الانتخاب، لكنه يرى أن "الانقسام العمودي في البلد سيجعل من اعتماد النظام النسبي مادة سياسية يستقوي بها فريق على آخر، وهذا ما سيفقده روحيته الإصلاحية".
واشارت المصادر في حديثها الى صحيفة "الحياة"، الى ان جنبلاط "ليس من الذين يسمحون تحت ستار إصلاح قانون الانتخاب لهذا الفريق أو ذاك استخدام هذا الإصلاح للتهويل أو للالتفاف على الذين يدعون الى التريث في موضوع إلغاء الطائفية السياسية".
ولفتت الى ان رئيس "التقدمي" يتخوف من التوقيت المعتمد لتطبيق النظام النسبي، انطلاقاً من لجوء البعض الى استخدامه وكأنه أسهل الطرق لتحقيق المزيد من الفرز الطائفي والمذهبي، معتقدة ان جنبلاط "مع الإبقاء على القانون الحالي للانتخاب حتى إشعار آخر".
وشددت المصادر على انه بنظر جنبلاط ان هذا لن يتحقق "إلا بمعاودة الحوار وخصوصاً بين الشيعة والسنّة، ظناً منه بأن هناك استحالة لجر البلد الى فتنة مذهبية طالما أن هذين الطرفين ليسا في وارد الدخول فيها".
وعليه فإن جنبلاط ارتأى بدعوته الى تأجيل استخدام النسبية، إعادة ترتيب سلم الأولويات بما يعيد الاعتبار للحوار بدلاً من التلويح بقانون انتخاب ليس أوانه الآن، ودائما بحسب المصادر.
ولذلك اختار جنبلاط الوقت المناسب الذي أراد منه إشعار من يهمهم الأمر، "بطي الحديث عن قانون الانتخاب والانصراف الى التوافق على إرساء شبكة أمان سياسية وأمنية لحماية البلد"، واضافت المصادر الى ان جنبلاط "لم يختر دعوته الى تأجيل البحث في استخدام النسبية لتسجيل موقف ضد فريق معين لمصلحة آخر، وإنما لشعوره بأن الظروف غير مؤاتية لطرح ما يعمق الاصطفاف الطائفي والمذهبي بين اللبنانيين".
واكدت كما أن جنبلاط "يرى وخلافاً لاعتقاد هذا الفريق أو ذاك، أن الفرصة سانحة لخلق المناخ لمصلحة استئناف الحوار "بدلاً من أن نتلهى في السؤال عن أي قانون انتخاب نريد".