كيري في بيروت بدون إسم الرئيس: 51 مليون دولار للنازحين ودعوة لحزب الله لوقف حرب سوريا

حملت زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري المفاجئة إلى بيروت الأربعاء دعوة إلى حلفاء النظام السوري بينهم حزب الله إلى "وقف الحرب في سوريا" ومساعدة مالية "غير كافية" للنازحين السوريين، مع تجنب طرح إسم أي مرشح للرئاسة ولا "طرح فيتو" على آخر.

بعيد وصوله مطار رفيق الحريري الدولي على متن طائرة خاصة آتيا من وارسو حيث رافق الرئيس الأميركي في زيارة دعم "الحلفاء" في أوكرانيا، حط كيري في السراي الحكومي حيث قال بعد لقاء مع رئيس الحكومة تمام "الولايات المتحدة ملتزمة جدا باستقرار لبنان ودعمه ونعلم أن الأزمة السورية خرجت عن الحدود ولبنان يعيش تداعياتها أكثر من أي بلد آخر".

عليه أعلن كيري باسم الرئيس الأميركي باراك أوباما "تقديم 290 مليون دولار لكل من طالته الأزمة داخل سوريا وخارجها وبهذا المبلغ تكون واشنطن قد قدمت ملياري دولار للاجئين"، مقرا بأن الأموال غير كافية "لأنها لا تكفي النازحين الذين يشعرون بالإستياء فهذه ليست الحياة التي يطلبونها".

لكن كيري شرح أن "51 مليون دولار للنازحين في لبنان"، قائلا أنه "من المهم جدا أن ندعم لبنان والدول المجاورة التي تعيش تداعيات الأزمة الإنسانية وكل من يعيش في لبنان يدرك أن الوضع مختلف فيه لأن قدرة استيعابه للنازحين ليست مشابهة لدول أخرى".

من جهة أخرى قال الوزير الأميركي "مسؤوليتنا كلنا، كدول، العمل على انهاء هذا النزاع، وانا ادعو بالتحديد الدول التي تدعم نظام الاسد مباشرة (...)، ادعو ايران وروسيا وحزب الله الموجود هنا في لبنان، الى بذل جهد حقيقي لوضع حد لهذه الحرب".

في الشأن الداخلي أضاف كيري "الوضع السياسي والطريق المسدود حاليا في لبنان مقلق جدا ومن المؤسف ان البرلمان لم يتمكن من انتخاب رئيس وفق ما ينص عليه الدستور اللبناني. واليوم من المهم جدا ان يتم ملء الشغور".

وأردف "نريد حكومة في لبنان بعيدة عن التدخل الأجنبي ورئيس مجلس نواب يستجيب لحاجات الشعب وكررت دعمي للرئيس سلام ودعم الرئيس أوباما للحكومة اللبنانية بقيادة سلام وشكرته على التزامه بالمبادئ التي نتشاركها".

وقال ان "لبنان يحتاج ويستحق ان تكون له حكومة كاملة تمارس صلاحياتها كاملة وتعمل بشكل كامل"، معربا عن امله في ان "يختار البرلمان اللبناني رئيسا بسرعة".

أما عن النزاع السوري وردا على سؤال حول الانتخابات الرئاسية السورية التي حصلت امس والمحسومة سلفا لصالح الرئيس بشار الاسد قال كيري "الانتخابات ليست انتخابات. هي عبارة عن صفر كبير. كيف تكون انتخابات عندما يكون الشعب غير قادر على الانتخاب او على اتخاذ قرار؟".

وبعدها التقى كيري البطريرك الماروني بشارة الراعي في دار المطرانية المارونية في الأشرفية ثم غادر بدون الإدلاء بأي تصريح.

ومن الأشرفية اتجه كيري إلى عين التينة حيث التقى بري وغادر بدون الإدلاء بأي تصريح.

وبحسب بيان صدر عن عين التينة أكد كيري "ان لا مرشح لدى الولايات المتحدة للرئاسة ولا فيتو على أي من الاشخاص". مشددا على أن "ما يهم الادارة الاميركية الاستقرار في لبنان".

بدوره، ركز بري على ضرورة الحل السياسي في سوريا، كما شدد على ان جوهر ما يجري في المنطقة من مشاكل مرتبط بالقضية الفلسطينة، مؤكدا ضرورة "إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه".

إلى ذلك أشاعت أوساط بري عن امتعاض من كلام كيري حول إسرائيل من السراي الكبير حيث صرح أن "إسرائيل حليفة لنا وعلاقتنا معها تتخطى حدود الأمن وهي مقربة جدا منا والعلاقة معها على أفضل ما يكون".

عليه شرحت الأوساط عبر أكثر من قناة أن "الكلام الذي قيل في إجتماع عين التينة كان مختلفا كليا عن ما قاله كيري في مؤتمره الصحافي من السراي".

لكن المكتب الاعلامي في رئاسة مجلس الوزراء عاد وأوضح ان المؤتمر الصحافي الذي عقده كيري بعد لقاء سلام "تناول مجموعة أمور لم تكن بين القضايا التي تناولها اللقاء بين الرجلين، ومنها بصورة خاصة ما يتعلق بالعلاقات الاميركية الاسرائيلية".

وبعدها غادر رأس الدبلوماسية الأميركية بيروت عند الثامنة والنصف من مساء الأربعاء ليختم زيارة استمرت قرابة الخمس ساعات، وقد اتخذت تدابير أمنية مشددة على طول الطريق التي سلكها موكبه من بيروت إلى المطار.

وفي 25 أيار الجاري دخل لبنان مرحلة الشغور في سدة الرئاسة الأولى بسبب عدم تمكن مجلس النواب من انتخاب خلف لسليمان في خمس جلسات متتالية.

وتقول الولايات المتحدة أن موقفها هو دعم انتخاب رئيس "بأسرع وقت" مع إبقاء دعمها لجميع المؤسسات.

م.س.