قباني يوسع الهيئة الناخبة لـ"الشرعي الأعلى": لا يخيفنا السراي ولا من فيه
Read this story in Englishأعاد عدد من أئمة المساجد والعلماء والخطباء في لبنان بحضور مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني العمل بتوسيع الهيئة الناخبة لانتخاب رئيس جديد للمجلس الشرعي الاسلامي الاعلى، ورفع الأخير صوته بالقول "لا يخيفنا السراي ولا من هو في السراي ولا من هو على رأس السراي ولا من يحمي السراي".
واستدعى الأمر اجتماعا في السراي برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام "للبحث في الخطوات التي أقدم عليها ما سمي المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى".
وقال قباني في بداية اجتماع للأئمة في بهو دار الفتوى "نحن اتجهنا إلى توسعة الهيئة الناخبة وإعادة الأمور إلى نصابها وهذا حقكم، وهذه أمانة أسلمكم إياها".
وتوجه قباني إلى العلماء قائلا "الأمانة بايديكم، لا تدعوا أحدا يصادر قرار دار الفتوى، انا لم اختلف معهم، وعندما أقول معهم انتم تعرفون من هم، لقد احببته سابقا، ولقد تعاونت معه بإخلاص وصدق، ولكن ليس عندهم وفاء، ليس عندهم صدق، ليس عندهم اخلاص، هم يريدون ان يسخروا كل الناس، ولا يهمهم دين".
يذكر أن الخلاف وقع بين المفتي ومن يؤيدونه من جهة وباقي المجلس مع رؤساء الحكومات الحالي والسابقين من جهة أخرى ، على خلفية التمديد للمجلس الذي يطلبه الفريق الثاني لإكمال "أعمال التحقيق في المخالفات المالية وأعمال التحديث" التي بدأت منذ عام 2010، الأمر الذي يرفضه المفتي.
وبعد أن دعا المفتي إلى انتخابات في 31 كانون الأول 2012 أجل الإنتخابات بسبب الخلافات وحدد موعدا في 14 نيسان فحصلت الإنتخابات التي رفض فريق نائب قباني عمر مسقاوي الإعتراف بها، قائلين أنها حصلت بدون النصاب القانوني وخرقت قرار مجلس الشورى.
وفي الثاني من تشرين الثاني الفائت قرر المجلس برئاسة مسقاوي التمديد لولايته الحالية لغاية حزيران 2015 مطالبا المفتي بالإستقالة.
وأضاف قباني اليوم الثلاثاء "لو قبلوا انتخاب مجلس شرعي جديد، هم بالتوافق مع الجميع، ما كان هناك مشكلة اطلاقا (..) هم يعطلون انتخابات المجلس الشرعي منذ عام 2009، هم تيار المستقبل ورئيس تيار المستقبل الذي هو فؤاد السنيورة".
وأقر قباني أن "هناك أخطاء، ولكن هي أخطاء ملتزم لم يف بالتزامه، هو المسؤول" سائلا "فكيف اذا تعاقدنا معهم يقول انت المسؤول" أي السنيورة.
وجزم المفتي أن "الآن عادت الهيئة الناخبة بالتوسعة" قائلا للعلماء "انتم تطالبون بحقكم، انتخابات مفتي الجمهورية ستكون عندما تكون، هذا حقكم، وبدأنا اعداد لوائح الشطب على هذا الأساس".
وأضاف "هم يجتمعون اليوم في رئاسة مجلس الوزراء، هل هذا تهديد لنا؟ اذا اجتمع مجموعة أعضاء المجلس السابق في السراي، نحن يخيفنا السراي؟" ليردّ "لا يخيفنا السراي ولا من هو في السراي ولا من هو على رأس السراي ولا من يحمي السراي".
وعليه رد سريعا المجتمعون في السراي قائلين أن "هذه الخطوات المريبة، الصادرة أصلا عن غير ذي صفة وصلاحية وفقا للقرارات القضائية الصادرة عن مجلس شورى الدولة، تتعارض مع المسيرة التاريخية والوطنية لدار الفتوى".
كما أشاروا إلى أن الخطوة " تعبر عن إمعان من ارتكبها في التمرد على مفهوم الدولة والمؤسسات، وفي عدم احترام القانون ومبدأ الشرعية".
وأردف المجتمعون "الأخطر انها تشكل منعطفا خطيرا وغير مسؤول، يرمي بإصرار الى ضرب وحدة الطائفة السنية والانخراط في مخطط سياسي غير مسبوق يعمل على تفكيكها عن طريق زرع بذور الفتنة في ما بين مكوناتها الدينية والمدنية".
ودعوا "المسلمين عموما، والعلماء الأجلاء على وجه الخصوص، الى التنبه والحذر مما يحاك من مؤامرات تنفذ عبر مجموعات لا تعبر عن وحدة الصف الاسلامي والوطني".
كما ختموا كاشفين أنهم باشروا "اتخاذ التدابير والاجراءات التي من شأنها ان تنأى بدار الفتوى عن الأهواء الشخصية وعن المصالح السياسية غير المتفقة مع المصلحة الاسلامية العليا".
م.س.