العسيري: لا مبادرة سعودية سورية بل أفكار ولا خوف من "حزب الله" وسلاحه
Read this story in Englishأكّد السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري ان لا وجود لمبادرة سعودية سورية للحل "كما يتردد، وأنا كسفير ليس لي علم بها، ولكن ما أعرفه أنه توجد أفكار مطروحة للبحث ونية مخلصة لمساعدة لبنان، وبالتالي نعوّل على اللبنانيين في حلّ قضيتهم".
واشار في حديث لصحيفة "السفير"، "ان التواصل السعودي السوري موجود، وهناك وسائل كثيرة للتواصل والاتصال ونائب خادم الحرمين ينهج نهج أخيه، كما ان "هناك إرادة سياسية صادقة ومخلصة من القيادتين السورية والسعودية لمساعدة لبنان".
واوضح ان ذلك "يتبدى من خلال الملك عبد الله وقبله الملك فهد في وجود نهج في السياسة السعودية وفي البيت السعودي لن يتغير، سواء تواجد الملك في الرياض أو في نيويورك".
وعن وجود فراغ سياسي في المملكة، "سمعت ويا للأسف الكثير من الأفكار والألغاز" ما يعكس جهلاً كبيراً بمعرفة الهرم في التركيبة القيادية السعودية.
وذكر ان الافكار المطروحة للحلّ "هي أفكار عدة تحتاج الى جلسات مصارحة وحوار خلف الأبواب وليس من خلال منابر الإعلام". موضحاً ان "المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الفرقاء اللبنانيين".
ورأى العسيري "أن أي غياب للمؤسسات اللبنانية عن إيجاد آلية للحوار بين اللبنانيين لن يطمئن أي طرف محبّ للبنان لأن توقف المؤسسات الدستورية عن العمل لا يناسب مصلحة لبنان وشعبه، ويفاقم الخلاف إذ يتيح توسّع الفراغ".
ولفت الى انه يجب حجب أي خبر سيئ تريد من ورائه اية جهة داخلية أو خارجية اذية لبنان، لكن بعض أجهزة الإعلام اللبنانية تقوم باحتضان هذا الخبر وبلورته لاستخدامه مع فريق ضد آخر، أكان في "دير شبيغل" أو في "سي بي سي"، وسواها.
ورأى انه يجب أن تكون هناك آلية لإيجاد إعلام يتحدث بما يخدم لبنان ووحدة أبنائه واستقراره وليس العكس.
وراى العسيري أن لبنان محصّن بأهله رغم الظروف الراهنة.
واشار العسيري الى ان المملكة تنظر الى أبنائه لبنان كلبنانيين قبل أن يكونوا منتمين الى فريقي 8 أو 14 آذار.
واكّد العسيري ان علاقة المملكة بـ"حزب الله" ممتازة، و"نحن على تواصل دائم معه".
وشدّد ان "لا خوف من "حزب الله" وسلاحه، "لأنني أرى بأن المسؤولين في "حزب الله" هم على مستوى المسؤولية، وأن الوطن يهمّهم وهم يعون المخاطر التي تلمّ بنا في ظل الظروف الحالية، وكانت بيننا لقاءات واتصالات وأعتقد بأن هذه العلاقة للمملكة سواء مع "حزب الله" أم مع أطراف أخرى تخدم لبنان". وذكر ان لا اجندة للمملكة في لبنان "سوى الحفاظ على استقراره ووحدته".
ورأى العسيري ان "ما يحزننا اليوم أن نرى توقف المؤسسات الرئيسية في البلد". وعوّل بشدة على جهود الرئيس ميشال سليمان.
واوضح "ان المسيحيين هم جزء من التركيبة الأساسية لهذا البلد، والمملكة تنظر لـ"القوات اللبنانيـة" ولـ"التــيار الوطني الحر" وسواها على أنها قوى لبنانية.
وفي الظروف الراهنة توقّح العسيري "أي شيء من إسرائيل"، ووصفها بـ"عدوّة الجميع وليست عدوّة لبنان فحسب".
واكّد ان "إسرائيل تحاول النيل من هذا البلد وتحاول خلق فتنة فيه وهذا ما يزعجنا كمملكة عربية سعودية، لأننا لن نترك البلد لهذه اللعبة أكانت إسرائيلية أم دولية أم كلتيهما".
واعتبر ان الوحدة الوطنية قادرة "وحدها على الوقوف في وجه إسرائيل".
وعن وجود مخاوف لدى المملكة من فتنة بين المسلمين اللبنانيين بسبب أي مضمون قد يحمله القرار الاتهامي المنتظر، اشار الى انه "من الاشخاص الذين لا يعرفون مضمون القرار، وهل سيصدر في آن واحد أم أنه ستتم تجزئته وهل هنالك قرار أم لا؟ وبالتالي يجب أن لا يبنى مستقبل لبنان على تحذيرات. ويمكن تجنب أي توتر ممكن مهما كان مضمون هذا القرار إذا تفاهم اللبنانيون على كيفية التعامل مع أية إفرازات قد تضرّ لبنان والوحدة الوطنية والاستقرار".
واوضح انه "ليس المطلوب التفكير بالقرار بل بتحصين لبنان، وبالتالي يجب التعامل مع أي قرار اتهامي سيصدر بمهنية وبعد صدوره قد تشكل لجان ويجتمع خبراء من القانونيين والحكماء لكيفية التعامل معه كي لا يضرّ بوحدة البلد وأمنه واستقراره".
وذكر العسيري "أن الأمور يمكن أن تحلّ لكن داخل الغرف والأبـواب المغـلقة".
واعتقد العسيري، "أنه لو جرى تنفيذ اتفاق الطائف كما كتب أو كما جرى الاتفاق عليه لما وصل لبنان الى الحالة الموجود فيها اليوم".
واوضح انه "ثمة بنود في وثيقة الوفاق الوطني التي أصبحت الدستور اللبناني تضمن الوحدة اللبنانية، وأرى أنه يجب الالتزام بمضمون هذه الاتفاقيات وتنفيذها، وأي بحث عن أي جهد آخر سيدخل البلد في دوامة جديدة والبلد في غنى عن ذلك".
وعن الافكار التي تتداولها المملكة مع سوريا وإيران بشأن لبنان، قال العسيري: "أولاً إن علاقتنا مع سوريا هي تاريخية ويشهد فيها السابق قبل اللاحق".
واشار الى انه "يجب أن نتذكر كيف كانت العلاقة بين البلدين زمن الرئيس الراحل حافظ الأسد".
واوضح ان علاقة المملكة مع سوريا لا تنحصر بلبنان فحسب، بل "إن لها أبعاداً استراتيجية وعمقاً استراتيجياً أكبر، ولدينا قضيتا فلسطين والجولان وقضايا إقليمية ودولية أخرى، وبالتالي ليس الوضع اللبناني وحده هو الذي يحكم علاقتنا مع سوريا".
ونوّه بأن "كلتا القيادتين تهتمان بالشأن اللبناني بشكل خاص في ظل الظروف الراهنة وتوليه الاهتمام البالغ لمحاولة دفع إخواننا في لبنان للوصول الى نتائج إيجابية ملموسة على أرض الواقع".
ووصف العسيري العلاقة مع إيران "جيّدة، وتتحسن وأنا كنت سعيداً جداً أن أرى الرئيس سعد الحريري يزور إيران لما في ذلك من خير للبنان".
ورأى ان "الحوار المباشر والتفاهم المباشر له فائدة عوض أن يكون من خلال وسطاء، التطور في العلاقة الإيرانية اللبنانية ايضاً هو أمر جيد ويخدم لبنان"، مضيفاً ان للمملكة أيضاً لها علاقة تاريخية مع إيران ولها معها مصالح مشتركة.
وعن تخوّف لدى المملكة في ظل تصاعد الحركات السلفية، اوضح "ان المملكة تعاني من أي تطرّف في كل مكان، مررنا بمرحلة نتج عنها غلو وانحراف فكري وتطرف أثّر على الوضع الأمني وخلق ظاهرة الإرهاب، يجب أن نوحد صفوفنا لمحاربة الفكر الضال والغلو".
وذكر ان "هنالك إستراتيجية تبنّتها المملكة وهي من الدول التي اكتوت بنار الإرهاب، وبالتالي نحن نحارب الإرهاب وفق آلية حضارية".