نساء سوريات تروين فظائع الإستغلال والتحرش الجنسي في لبنان
Read this story in Englishجلست النساء اللاجئات بداية في غرفة ذات جدران مقشرة، أمام منزل متهدم ومهمل في إحدى قرى الشمال.
أم لستة أولاد لا تعرف كيف تدفع الإيجار. خلال السنة الماضية كان تؤمن المبلغ عبر مواعدتها العديد من "العشاق" الذين كانوا يؤمنون لها المبالغ اللازمة.
ولكن بعد أشهر عدة تم القبض عليها بتهمة الدعارة. وهذا ما زرع الذعر فيها إلى جانب تلقيها رسائل تهديد من عشيق سابق.
"لا أصدق أنني وصلت إلى هذه المرحلة" تقول سمر التي تبلغ من العمر 38 عاما والتي كانت تعيش حياة متوسطة في سوريا مع زوجها الذي اختفى منذ أن اعتقلته القوات النظامية.
تقول إحدى العاملات في هيئة الإغاثة الدولية أن النساء والفتيات السوريات هن الأكثر عرضة للإستغلال الجنسي في لبنان مع استمرار عيشهن بعيدا عن بلادهن وارتفاع مستوى الفقر.
بعضهن يلجأن إلى الدعارة الصريحة وأخريات مثل سمر يلجأن إلى ما ما يسمى "الجنس من أجل البقاء" ويمارسن علاقات جنسية مع رجال يؤمنون لهن المأكل والإيجار كما يقول عمال هيئة الإغائة.
تقول أكثر من 12 لاجئة سورية قابلتهم وكالة "أسوشييتد برس" أنه ينظر للنساء السوريات على أنهن ضعيفات. يواجهن التحرش الجنسي في الشوارع والإستغلال من قبل أرباب العمل وحتى من قبل عمال الإغاثة.
بعض الأمهات تدفع ببناتها إلى الزواج في سن مبكرة إما لأنه لا يمكن تأمين الحماية لهن وإما لأمل الأمهات في زوج يحمي بناتهن. ولكن ما يحصل أنه يتم إساءة معاملتهن من قبل أزواجهن الذين يكبرونهن في العمر.
وتشكل الأمهات والأطفال 80% من اللاجئين السوريين في لبنان. يتكدسون في شقق رخيصة داخل مبان غير مكتملة في جميع أنحاء البلاد. ويعيش أقفرهم في مخيمات غير رسمية تنتشر في البلدات الريفية الشمالية والبقاعية.
ويقول مصدر أمني للوكالة عينها أن الدعارة في لبنان زادت بشكل ملحوظ. ففي الأشهر السبعة الأولى من هذه السنة أي حتى نهاية تموز الفائت اعتقلت 255 امرأة أغلبيتهن من النساء السوريات بتهم الدعارة. وتجاوز هذا العدد مجمل عدد المعتقلات عام 2013 الذي بلغ 205.
ويضيف المصدر "تمارس هذه النسوة الجنس مقابل 7 أو 10 دولارات جراء اليأس من أوضاعهن". وينقل عنهن قولهن "نريد أن نبقى على قيد الحياة ونطعم أطفالنا".
من جهتها توضح سابا ظريف من هيئة الإغاثة الدولية والتي تدير مراكز لتوجيه المرأة وتوعيتها على حقوقها "المنظمة تسمع أكثر فأكثر عن عمليات عنف جنسي". وتشرح أن انعدام الأمن الإقتصادي وانعدام المأوى وشبكات الرعاية الإجتماعية كلها عوامل تساهم في إضعاف المرأة وزيادة خطر العنف الجنسي.
أحد العوامل التي زادت المأساة كان أن المساعدة المادية التي تعطى كبدل إيجار وهي 200 دولار أميركي فقط قد توقفت بحسب عامل في الهيئة المذكورة. وهذا ما جعل النساء أكثر عرضة للإستغلال.
في مركز تشرف عليه الهيئة تشرح 12 لاجئة سورية كيف ان التحرش الجنسي هو أمر ثابت في حياتهن من عنف كلامي في الشوارع وصولا إلى حد الإستغلال المباشر. تحدثن شريطة عدم الكشف على أسمائهن أو كشف الأسماء الأولى فقط بسبب "وصمة العار التي خلفتها مأساتهن".
يبدأ الأمر في المخيمات حين يدخل الرجال خلسة للتأكد من أن النساء وحيدات. إثنتان في سن المراهقة كانتا تعيشان في مخيم بالبقاع أكدتا "التعرض للإغتصاب في حقل قريب من الخيمة".
أخريات قلن "العديد من الرجال عندما اكتشفوا ذات مرة أننا من السوريات عرضوا علينا الأموال كأننا عاهرات عندما كنا ننتظر وصول حافلة للركاب". وتضيف أخرى "صديقتي هربت من عيادة طب الأسنان عندما تحرش بها الطبيب وأنزل يديه إلى أسفل قميصها".
في حادثة أخرى طلب مالك أحد الأراضي - التي تعمل فيها نساء سوريات براتب 2.60 دولار في النهار الكامل - طلب منهن ارتداء ملابس ملتصقة بالجسم وعندما رفضن طردهن من العمل. تعلق إحداهن بعد تنهيدة "جميعهن لديهن أطفالا". وتقول أخريات أن العديد منهن تعرضن للتحرش الجنسي من قبل الرجال الذين يوزعون المساعدات من الجمعيات الخيرية.
إحدى النسوة التي خافت على ابنتها البالغة من العمر 14 عاما دفعتها إلى الزواج على أمل ان يحميها زوجها. تبكي المرأة قائلة "ماذا يمكنني أن أفعل؟ هذا أمر صعب علي ولكن لا أستطيع حمايتها".
ولكن مثل هذه الزيجات غالبا ما تتحول إلى مصيبة. منال، طفلة لاجئة في شمال لبنان قالت لـ"أسوشييتد برس" أنها تزوجت في عمر الـ15 عاما من رجل يبلغ من العمر 23 عاما. أسرتها الفقيرة المؤلفة من سبعة أفراد تعيش في غرفة واحدة في مبنى مكتظ باللاجئين. قالت أن والديها لا يمكنهما الإعتناء بها وعليها أن تتزوج.
بعد فترة وجيزة ضربها زوجها "لأنها كانت تستعمل الهاتف المحمول".
كانت منال مترددة في الحديث عن الأسباب الأخرى لتعنيفها من قبل زوجها. تقول فقط "كنت خائفة. لم أكن أعرفه. لم أختلِ برجل لوحدي قبل ذلك".
ولكن العامل في هيئة الإغاثة الذي كان حاضرا أثناء المقابلة قال أن منال تعرضت للضرب بعدما رفضت القيام بتنفيذ رغبات الزوج الجنسية حين طلب القيام بأعمال اعتبرتها مهينة. وهذا العامل الذي طلب عدم الكشف عن هويته كي لا يؤثر الأمر في عمله مع ضحايا العنف الجنسي.
بعد شهر تعرضت منال للضرب مرة أخرى فهربت من زوجها. فما كان من الأخير إلا أن سلبها الذهب الذي أهداها إياه عندما تزوجا وحرق جميع ملابسها. "لم يترك لي شيئا" تقول منال.
تشتكي العديد من النساء حول هذه السمعة الثقيلة التي يحملنها جراء هذه الممارسات. أم جميل، أرملة تبلغ من العمر 44 عاما وتعيش في حلبا العكارية قالت أنها اتهمت زورا بالدعارة حين اختلط الأمر عند الشرطة أثناء بحثها عن امرأة أخرى غيرها. ألقي القبض على أم جميل ثم أطلق سراحها بدون توجيه أي تهمة لها لكنها تصرح "الإذلال يجعلني أعيش في كوابيس مستمرة".
"كانوا يجرونني مثل المجرمة.. مثل امرأة … (تقصد عاهرة)" قالت أم جميل وهي تجهش بالبكاء.
سمر، إمراة تبلغ من العمر 38 عاما تعيش في بلدة شمالية أخرى تروي محنتها مع العديد من الرجال الذين كانوا يدفعون لها بدلات الإيجار.
على الرغم من إطلاق سراحها ما زالت تحت طائلة الملاحقة القضائية بتهمة الدعارة. هي تعيش الآن في شقة أحد صديقاتها بعد أن قطعت علاقاتها مع عشيقها السابق. وما زالت تخشى الأذية من عشيق آخر يبعث لها رسائل تهديد.
"فعلت كل ذلك من أجل الحفاظ على مستوى المعيشة" الذي كانت تعيشه في سوريا تشرح سمر التي تتتابع قائلة "الآن أريد فقط أن أعتني بأطفالي".
بعد أيام من إجراء المقابلة، قال عامل في هيئة الإغاثة أنها طردت من شقة صديقتها بعدما طلب المالك زيادة بدل الإيجار.
ومنذ حينها انتقلت سمر للعيش مع عشيق جديد.
*ترجمة: "نهارنت"
م.س.
What a shame, when everyone pretends to be weeping for palestinians, iraqi and syrian refugees yet fail to protect women on the streest
sorry not mowaten here, but i am flattered you would mistaken me for him. Of course the majority voted for Assad. It is their way of showing remorse for the stupidity they have caused to themselves and syria. There only salvation is Assad.