10 شهداء للجيش في معارك عرسال و بدء سريان "هدنة انسانية" بعد استعادة مركزين عسكريين من المسلحين

مازالت المعارك الدائرة في بلدة عرسال بين الجيش ومسلحين مستمرة في يومها الثاني، اذ اسفرت عن سقوط عشرة عسكريين ومقتل عدد من المدنيين على يد مجموعات ارهابية منتشرة في البلدة منذ أمس السبت. الا أن "الهدنية الانسانية" التي تم التوصل اليها كانت كفيلة بتهدئة الوضع بضع ساعات.

والأحد قامت المجموعات المسلحة في عرسال باستهداف نقطة عسكرية للجيش الذي يعمل على استقدام المزيد من التعزيزات العسكرية الى داخل البلدة ويشتبك مع المسلحين بالرصاص والاسلحة المتوسطة.

وكان بحسب الوكالة الوطنية للاعلام استعاد سيطرته بالكامل على وادي حميد في جرود البلدة.

وقرب مبنى البلدية في عرسال درات معارك بحسب الوكالة الوطنية التي أفادت أيضا عن أن المجموعات المسلحة اقتحمت موقع للجيش قرب مهنية البلدة.

ولاستعادة نقطة المهنية ، شن الجيش بحسب ما ذكر مصدر امني للـ LBCI عملية عسكرية معاكسة لاستعادتها بعد ان اقتحمها المسلحون الذين سيطروا ايضا على ثكنة كتيبة 83 عند مدخل عرسال والمتاخمة لبعض المنازل التي كان قد اتخذها مسلحو النصرة كمراكز عسكرية، الا ان المسلحين فروا منها بعد دقائق من الدخول اليها وسرقوا بعض الاعتدة العسكرية التابعة للجيش.

لاحقا، شن فوج المجوقل بالجيش عملية عسكرية مضادة ونجح باستعادة ثكنة كتية 83 بحسب "الجديد".

وقالت القناة عينها أن "الجيش يستعيد الكاملة على المهنية والثكنة في عرسال ووقوع اصابات طفيفة بصفوف بعض من عناصره".

وأفادت LBCI عن ان "فوج المغاوير يتوجه الى نقطة عين الشعب حيث يتمركز اللواء الثاني الذي لم يسقط بيد المسلحين والى نقطة المهنية التي تم استعادتها ايضا من اجل التعزيز العسكري هناك.

ومساء الاحد تم الاعلان عن التوصل الى "هدنة انسانية" بمساعي من هيئة العلماء المسلحين لنقل الجرحى والمصابين.

وفيما ذكرت الـ "mtv" أن الطرفين في عرسال يوافقان على وقف اطلاق النار بمساعي هيئة العلماء المسلمين، اشترطت قيادة الجيش للموافقة على الهدنة بنودا عدة بينها تسليم جميع العسكريين المفقودين بحسب ما قالت الـ LBCI.

وأفادت "الجديد" أن "الوزيرين أشرف ريفي ونهاد المشنوق يتوليان التفاوض بين الجيش والمسلحين"، مشيرة الى ان "الجيش يشدد على السماح لأهالي عرسال بمغادرة البلدة وعدم ابقائهم دروعا".

وقال النائب من كتلة المستقبل جمال الجراح "توصلنا الآن عند التاسعة والدقيقة الخامسة لوقف اطلاق نار وهو محترم من الطرفين"، مصرحا أن "المساعي تستمر لحلحلة بعض العقد والاشكالات على أمل ان ننتهي خلال 24 ساعة المقبلة من هذا الموضوع وننهي هذه المشكلة والمأزق".

واوضح أن "وقف اطلاق النار طلب من الجيش اللبناني والعماد جان قهوجي مشكورا اخذ هذا القرار".

واضاف أن "الاهالي ضغطوا على المسلحين لوقف اطلاق النار وهم تجاوبوا مع الأهالي واوقفوا النيران".

وكانت دارت معارك شديدة في موقع "الحصن" و"وادي الرعيان" و"المهنية" في جرود عرسال ووسطها، واستهدف القصف المدفعي بحسب ما ذكرت "الجديد" في وقت سابق منصة صواريخ تابعة للمسلحين".

وتتواجد مجموعة من المسلحين بحسب وسائل الاعلام على تلة السرج الموجودة بين عرسال واللبوة.

وأوقف الجيش الاحد بحسب الـ LBCI مجموعة سورية من جبهة النصرة كانت تتسلل الى الأراضي اللبنانية من نقطة وادي عنجر وانفجرت فيهم الغاما ارضية".

وبعد ان كانت حصيلة شهداء الجيش في هذه المعارك ثمانية، اعلن قائد الجيش العماد جان قهوجي خلال مؤتمر صحافي السبت عن استشهاد عشرة عسكريين بينهم اربعة ضباط، و جرح 25 عسكريا بينهم 4 ضباط.

وقال أيضا ان "13 جنديا هم في اعداد المفقودين ربما يكونوا أسرى لدى المجموعات الارهابية".

وليل الاحد أفادت اذاعة صوت لبنان (100.5) عن "ارتفاع حصيلة قتلى الجيش الى 15 شهيدا. ومن بين الشهداء قائد كتيبة ومساعده برتبتي مقدم".

والاحد أيضا قتل مدنيين اثنين على الاقل على ايدي المسلحين. وقالت الـmtv ان اربعة مدنيين قتلوا في عرسال.

وافادت LBCI عن مقتل المواطن محمد قاسم الفليطي على يد المسلحين، الا أن "الجديد" اوضحت ان "المواطن م. الفليطي (19 سنة) قتل برصاص قنص أثناء تواجده على شرفة منزله".

واوضحت "الجديد" ان المواطنين في عرسال يتعرضون لاطلاق نار من قبل المسلحين خلال خروجهم من البلدة التي تشهد عملية نزوح كثيفة من داخلها، وسط حالة ذعر سائدة في صفوف الاهالي.

وافاد مصور لوكالة "فرانس برس" في بلدة اللبوة، ان مدفعية الجيش كانت تقوم بقصف تلة مرتفعة على راسها ثمانية منازل يعتقد ان المسلحين يتحصنون فيها. ولم يتمكن المراسل من دخول عرسال نظرا لقطع الطريق المؤدية اليها من قبل الجيش.

ورأى المصور تعزيزات عسكرية وآليات تنقل جنودا تتوجه نحو عرسال، بينما نقلت مدرعات عسكرية جرحى للجيش من امكنة الاشتباك، قبل ان تنقلهم سيارات اسعاف الى مستشفيات المنطقة.

وتعرضت عرسال السبت لهجوم غير مسبوق من قبل مسلحين سوريين عقب توقيف قائد في تنظيم "الدولة الإسلامية" عماد أحمد جمعة، فدخلوا هذه البلدة الحدودية وطوقوا المراكز العسكرية فيها و قتلوا عسكريين وخطفوا آخرين،أثناء اقتحام فصيلة لقوى الأمن.

الا أن قائد الجيش لفت الى ان "الهجوم على الجيش ليس وليد الصدفة بل مخطط له"، قائلا ان الموقوف جمعة اعترف بذلك".

وعصر الاحد قالت جبهة النصرة في حسابها على "تويتر"، ان "جمعة ليس له اي صلة بجبهة النصرة ومستعدون للخروج من عرسال اذا عولج الوضع".

وتداولت حسابات جهادية على مواقع التواصل الاجتماعي شريطا مصورا قالت انه الجمعة، يعلن فيه مبايعته زعيم "الدولة الاسلامية" ابو بكر البغدادي. وبدا في الشريط خلف جمعة عشرات المسلحين بالزي الاسود يرفعون اعلام كتب عليها "دولة الخلافة الاسلامية".

ومساء الاحد أكد الجيش في بيان صادر عنه تواصل وحداته "عملياتها العسكرية في منطقة عرسال ومحيطها، حيث تمكنت من طرد المسلحين من مبنى مهنية عرسال، الذين حاولوا السيطرة عليها".

يشار الى ان الجيش كان اكد السبت أنه "سيكون حاسما وحازما في رده ولن يسكت عن محاولات الغرباء عن ارضنا تحويل بلدنا ساحة للاجرام وعمليات الارهاب والخطف والقتل".

سياسيا، عقد اجتماع أمني بالسراي الحكومي أعلن بعده وزير الدفاع سمير مقبل في بيان ، أن المجتمعين اطلعوا على اخر ما توصلت اليه التحقيقات مع الموقوف جمعة واستمعوا الى عرض ملابسات عملية احتجاز العسكريين في عرسال.

وإذ أكد ان "المسلحين لم يتمكنوا من تامين قاعدة تأييد لهم داخل عرسال"، شدد مقبل أن "الجيش هو الوحيد المتواجد في عرسال والوحيد الذي يحارب الارهابيين".

واكد ان "التنسيق عالي جدا بين الاجهزة الامنية والعسكرية"، لافتا الى ان رئيس الحكومة تمام سلام أكد حرص الحكومة على ضرورة الحفاظ على اليقظة والتنسيق بين الاجهزة العسكرية.

وينتشر المسلحون في عرسال التي تتشارك حدودا طويلة مع منطقة القلمون شمال دمشق، والتي سيطرت القوات النظامية وحزب الله على غالبيتها منتصف نيسان.

م.ن.