وفد العلماء باق في عرسال التي أصابها الدمار و"النصرة" تقول أن "وضعا خاصا" أبقى أسرى الجيش معها

أعلن وفد هيئة العلماء المسلمين فقدان الإتصال مع المسلحين الذي اصطحبوا معهم الأسرى لدى انسحابهم من بلدة عرسال الخميس، مؤكدا في الوقت عينه البقاء في عرسال "حتى يأتينا خبر شاف" عن العسكريين. إلى ذلك يستكشف أهل البلدة الدمار الكبير فيها الذي خلفه الجهاديون.

ومساء الخميس، أعلنت جبهة "النصرة" أسباب خروجها من عرسال قائلة أن الفصيل الذي اقتحم البلدة "يخضع الآن لمحكمة شرعيّة مشتركة" مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، شارحة أن "باقي الأسرى لهم وضع خاص سوف نبينه لاحقاً".

وصرح الشيخ محي الدين نسبيه عضو هيئة العلماء المسلمين من عرسال مساء الخميس "لا يزال موضوع أسرى الجيش لدى المسلحين عالقا".

وأضاف "أصبح المسلح هو من يتحكم بالتواصل معنا لأننا فقدنا الإتصال به ويجب أن نبقى متكتمين على بعض المعلومات".

وردا على سؤال أجاب نسبيه "لم يفرض المسلحون شروطهم علينا أبدا وهم انتقلوا إلى الجرود حيث لا يوجد إرسال ومع ذلك ستفتح قنوات الإتصال معهم ونحن نتنظر".

وإذ أكد أن "جميع الأسرى بحالة جيدة وطيبة"، شدد على أن "وفد العلماء باق في الداخل حتى يأتي خبر شاف عن الأسرى".

إلى ذلك شرح أن "لا داعي لإطلاق النار على عرسال لأنه لا يوجد أي مسلح فيها وإطلاق النار تكون مجزرة لأن شعبها الآن يتجول في الشوارع ويستكشف البيوت".

وردا على سؤال أجاب "كل شيء قابل للتفاوض وإذا قبلت الدولة والجيش الإفراج عن مسجونين في رومية فلم لا"، لكنه استدرك قائلا "الجيش على إضطلاع بكل الخطوات التي نقوم بها وهناك معلومات لا نريد الإفصاح عنها".

وكان قد أعلن إمام مسجد عرسال الشيخ سميح عزالدين وهو أحد أعضاء هيئة العلماء المسلمين لقناة "الجديد" أن "كل العسكريين وعناصر الدرك أصبحوا خارج عرسال"، قائلا " لا زلنا في عرسال ننتظر التواصل مع المسلحين لكن هواتفهم حتى الساعة مقفلة".

هذا وقالت مصادر لقناة الـ"LBCI" أن "مهلة وقف إطلاق النار تنتهي السابعة مساء وإذا عاد وفد العلماء ولم يصطحب معه العسكرييين فإن العمليات العسكرية قد تستأنف خصوصا في المناطق الجردية" التي فرّ إليها المسلحون.

إلى ذلك بث القنوات المحلية مشاهد من داخل البلدة حيث لحق الدمار في البيوت وتبين آثار حرائق في العديد منها.

وأفادت "الجديد" أن "معظم الجرحى في عرسال نقلوا إلى المستشفيات وأكثر من نصف الشاحنات التي تحمل المساعدات الانسانية دخلت الى البلدة".

لكن الشاحنات عادت من البلدة "من دون أن تفرغ حمولتها بعدما رفض أهل البلدة للمساعدات" بحسب ما صرح صاحب إحداها قائلا "لا يريد أهل عرسال المساعدات".

في بيانها قالت جبهة "النصرة" أن "منطقة عرسال تعتبر بمثابة الرئة التي يتنفس من خلالها مجاهدو القلمون واللاجئون السوريّون، ومن المنطلق الشرعي فإنه لا يجوز اتخاذ هذه المنطقة ساحة نزال يُحَقِّق من خلالها أعداء الإسلام".

وأضافت شارحة "بعد أن قامت إحدى الفصائل بضرب حاجز من حواجز عرسال بسبب اعتقال المدعوّ: أحمد جمعة الذي بايع الدولة الإسلامية في القلمون مؤخراً وهي تخضع الآن لمحكمة شرعيّة مشتركة وقد تبرأت الدولة الإسلامية في القلمون من فعلها".

أما بعد الإقتحام تدعي الجبهة أن "العالم الإسلامي يتفاجأ بأكمله من ردة فعل الجيش اللبناني وأزلامه أو العكس بإبادة جماعية بدأت بقصف وحرق المخيّمات، وانتهت بقصف بيوت أهلنا في عرسال والمسجد الكبير الذي لايزال يحتضن بقايا أشلاء من لجأ إليه من أطفال ونساء".

وعليه أيقنت الجبهة بحسب بيانها "بأنه لا يمكن أن يكون الحل عسكرياً، فسعينا جاهدين لسحب فتيل هذه الأزمة حقناً لدماء المسلمين رغم الجراح، وكان ذلك بتواصلنا مع نبيل كحالي وغيرهم وعندما تعهدوا بعدم المساس بأي أحد من أهلنا المدنيين في عرسال".

وتم الإتفاق "مقابل حماية المدنيين وتأمين كافة مستلزماتهم" كما تضيف الجبهة "خرجنا من عرسال و(..) أعطيناهم ستة أسرى كمبادرة (حسن نيّة) وباقي الأسرى لهم وضع خاص سوف نبينه لاحقاً إن شاء الله".

في هذه الأثناء ارتفع عدد الجرحى الذين نقلتهم 17 سيارة إسعاف تابعة للصليب الأحمر اللبناني من مستشفى "الرحمة" الميداني في عرسال إلى مستشفيات البقاع للمعاجة، إلى 44 جريحا، من أصلهم أربعة جرحى لبنانيين و40 جريحا سوريا.

وقد توزع الجرحى على مستشفيات: دار الأمل الجامعي، المنارة، شتورة ومستشفى فرحات في جب جنين.

صباحا أشارت الوكالة "الوطنية للإعلام" إلى أن فوج المجوقل قد نفذ فجرا، عملية عسكرية داخل مستوصف الرئيس الشهيد رفيق الحريري حيث تمكن من تحرير 7 عناصر من قوى الأمن المحتجزين لدى المسلحين في عرسال.

وأضافت أن قوات عسكرية تابعة للجيش اللبناني ما زالت منتشرة حول المستوصف..

وأطلق المسلحون في اليومين الماضيين ستة عناصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي، كتنوا قد اختطفوا خلال المعارك بعرسال.

وفي السياق نفسه، أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي خلال مغادرته جلسة مجلس الوزراء، الخميس، أن العسكريين المختطفين لم يدخلوا عرسال بل اقتيدوا مباشرة الى الجرود.

وصرح الغالي صباحا أثناء وصول العلماء المسلمين الى البلدة، أن قوافل المساعدة بدأت بالدخول إلى عرسال و"نأمل أن تتحسن الظروف ويعود الوضع في عرسال أحسن مما سبق"، مردفاً أننا "لم نلمس تناقضا بأقوال المجموعات المسلحة والجرحى المدنيين سيخرجون وهذه قضية إنسانية لا يسمح بالتفريق بين لبناني وسوري وليس هناك من جريح مسلح داخل المستشفيات".

وأشار الغالي الى أن "كل ما نطلبه هو خروج هذه المجموعة من لبنان وهي كانت قد اعترفت أن دخولها لبنان كان خطأ نحن نريد إنهاء هذه الكارثة ودخول البلدة لسحب الجثث ومساعدة الجرحى".

وشن مسلحون السبت هجوما على مواقع للجيش في محيط عرسال، اثر قيام الاخير بتوقيف جهاديا سوريا اسمه عماد احمد جمعة. وقال الجيش ان جمعة اعترف بانتمائه الى "جبهة النصرة"، ذراع القاعدة في سوريا. بيد ان حسابات جهادية على مواقع التواصل، تداولت شريطا مصورا لجمعة، يعلن فيه حديثا مبايعته زعيم تنظيم "الدولة الاسلامية" ابو بكر البغدادي.

م.س.