سوريا "تمنع" اللاجئين من العودة لأراضيها "بسبب مشاركتهم بمعارك القلمون"

عاد 350 لاجئا سوريا على الاقل في بلدة عرسال الحدودية التي شهدت معارك دامية بين الجيش ومسلحين متطرفين، الى البلدة، بعد رفض السلطات السورية استقبالهم لمشاركتهم "بحرب القلمون".

وأعلنت الراهبة انياس المقربة من النظام السوري لوكالة "فرانس برس"، أن "مجموعة اولية تعدادها 350 شخصا استطاعت عبور الحدود الى سوريا".

واملت ان "يتمكن كل الـ 1700 لاجئ المنتظرين منذ الخميس من العبور الى سوريا بحلول مساء الجمعة".

واشارت الى "مشاكل اجرائية لان عددا من الاطفال ولدوا في لبنان ولم يتم تسجيلهم في سفارة سوريا في بيروت".

 وكان مسؤول في قوى الامن اعلن أمس الخميس ان اكثر من 1500 لاجىء سوري في عرسال، يتوجهون نحو مركز المصنع الحدودي للعودة الى بلادهم.

وهذا اكبر تحرك للاجئين السوريين على طريق العودة الى بلادهم منذ بداية الازمة في اذار 2011.

وذكرت المفوضية العليا للاجئين لوكالة "فرانس برس" انها موجودة على الحدود لمساعدة هؤلاء اللاجئين "الذين اختاروا العودة بملء ارادتهم".

ولجأ حوالى 47 الف سوري منذ اشهر الى عرسال ، بعدما فروا من المعارك بين النظام السوري ومتمردين في منطقة القلمون السورية على الجانب الاخر من الحدود.

وقد علقوا في المواجهات الدامية التي دارت من السبت الى الاربعاء بين الجيش ومجموعات مسلحة اتت من سوريا، بعد توقيف عماد أحمد جمعة الذي اعترف بانتمائه الى جبهة "النصرة".

وقد أكدت الراهبة الاخت انياس ان "1700 على الاقل من الرجال والنساء والاطفال غادروا ضواحي عرسال عائدين الى سوريا".

واضافت الاخت انياس رئيسة دير في هذه المنطقة السورية "انهم جميعهم تقريبا من القلمون وخصوصا من بلدة قارة".

واوضحت الراهبة التي قامت في السابق بوساطات بين النظام والمتمردين، ان "السلطات اللبنانية ساعدت في تسهيل اجراءات الخروج للاجئين" الذين دخلوا البلاد بطريقة غير قانونية.

واضافت ان النظام السوري "لم يضع اي عقبة امام عودة "هؤلاء السوريين.

وقالت ان ثلاثة الاف لاجىء آخرين على الاقل في عرسال طلبوا العودة الى سوريا.

والجمعة، برر النظام السوري رفضه ادخال اللاجئين الى الاراضي السورية، بسبب مشاركة أفراد من هؤلاء العائلات بالقتال في منطقة القلمون، وفق ما أفادت المعلومات الصحافية.

وقالت اذاعة "صوت لبنان" (100.5) أن "النظام السوري برر رفضه ادخال اللاجئين لانهم عائلات مقاتلين يخوضون المعارك في القلمون".

واقترح النظام وفق الاذاعة عودت هؤلاء اللاجئين الى سوريا عبر الممرات غير الشرعية.

وأعلن المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم في تصريح للـLBCI أن "كل نازح سوري وضعه قانوني يمكنه المغادرة عبر المصنع باتجاه سوريا، وكل من دخل خلسة عليه تسوية وضعه، ثم بإمكانه المغادرة".

من جهته قال سفير سوريا لدى لبنان علي عبد الكريم علي "ندرس بالتنسيق مع الأمن العام اللوائح الإسمية للنازحين لإيجاد مخرج لعودتهم إلى سوريا".

وكانت قد انتقلت القافلة بمبادرة من راهبات دير مار يعقوب من مدينة قارة السورية وهي مؤلفة من السيارات والشاحنات ووسائل النقل المتنوعة حاملة حوالى 1700 نازح سوري من عرسال الى رأس بعلبك ليل الأربعاء عبر طريق فرعية.

وذكرت المفوضية العليا للاجئين لوكالة فرانس برس انها موجودة على الحدود لمساعدة هؤلاء اللاجئين "الذين اختاروا العودة بملء ارادتهم".

وفي تقرير صدر بتموز الماضي، قدرت الامم المتحدة بأن يتجاوز عدد اللاجئين السوريين في لبنان مع نهاية العام الحالي المليون ونصف المليون، اي اكثر من ثلث السكان، محذرة من العبء الثقيل المتزايد الذي يعاني منه اقتصاد البلاد نتيجة ذلك.

ج.ش.

ر.أ.ز.