اجتماع امني بحضور الحريري يبحث في احتياجات الجيش و"آلية تنفيذ" الهبة السعودية له

إثر المعارك الدامية التي شهدتها بلدة عرسال البقاعية، عقد الجمعة اجتماع امني- سياسي في السراي الحكومي بحضور رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري الذي وصل بيروت صباحا في زيارة مفاجاة. حيث عرض المجتمعون احتياجات الجيش والقوى الامنية "الملحة" وآلية تنفيذ الهبة السعودية المقدمة.

استهل الاجتماع الذي ترأسه رئيس الوزراء تمام سلام بكلمة ترحيبية الى الحريري واصفا عودته الى البلاد "بالخطوة الكبيرة التي تنم عن حس وطني عال في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد".

عليه، امل سلام أن تؤدي هذه البادرة الى "خلق أجواء ايجابية مؤاتية للتقارب بين اللبنانيين بما يؤدي الى تحصين البلاد سياسيا وأمنيا إزاء الأوضاع التي تعيشها المنطقة".

وفي الاجتماع توجه سلام بالشكر للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز على الهبة الجديدة التي قدمها للبنان".

وراى رئيس الحكومة انها "تعبر خير تعبير عن حرص الملك عبد الله والمملكة العربية السعودية على لبنان وتعزيز أمنه واستقراره وكل ما من شأنه تقوية مؤسساته الشرعية".

وكان سلام اتصل بالعاهل السعودي الذي أكد دعم المملكة لأمن لبنان واستقراره.

بدوره، عرض الحريري طبيعة الهبة السعودية التي تسلمها من الملك عبد الله بن عبد العزيز، موضحا أنه "مؤتمن على إنفاقها في الوجهة المخصصة لها، وتقديمها كهبة عينية الى الجيش والقوى الأمنية، بمتابعة الرئيس سلام ومجلس الوزراء ووفق الأصول القانونية".

والاربعاء، أعلن الحريري تقديم السعودية هبة جديدة بقيمة مليار دولار إلى الجيش والقوى الأمنية لغرض "مواجهة الإرهاب". وكان قد سبق للمملكة ان اعلنت في كانون الاول 2013 عن هبة بقيمة ثلاثة مليارات دولار مخصصة لشراء اسلحة من فرنسا لصالح الجيش.

وناقش المجتمعون في الاجتماع الذي حضره كل من وزيري الدفاع سمير مقبل والداخلية نهاد المشنوق وقائد الجيش جان قهوجي، وعدد من القادة الامنيين (المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم والمدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة) ، ناقش "المستلزمات التي تحتاجها القوى المسلحة اللبنانية من جيش وقوى أمنية، بشكل ملح وكيفية تلبيتها بشكل سريع".

وطلب سلام من القادة الأمنيين المشاركين في الاجتماع، المسارعة إلى إعداد كشوف بحاجاتهم بإشراف الوزراء المختصين.

وكان المشنوق قال فور انتهاء الاجتماع الذي خصص "لاستماع القادة الامنية لحاجات المؤسسة العسكرية وتامين كل الامور التي يحتاجها كل جهاز في الجيش وقوى الامن"، عنوان الاجتماع هو كيفية تامين افضل الامكانيات لمكافحة الارهاب، لافتا الى أن "الهبة أكثر من كافية لتامين امن بلد صغير كلبنان ولا بد أن تمر عبر مجلس الوزراء".

وأضاف المشنوق: "كل الدول باعتنا كلام والسعودية هي البلد الوحيد الذي دعم لبنان بالافعال لا بالاقوال".

وتوقف قائد الجيش بعد انتهاء الاجتماع أيضا عند معارك عرسال، قائلا "نحن بحاجة الى طائرات لمواجهة الارهاب والجيش دخل عرسال وممنوع على احد يمنعنا من دخولها".

وأردف: قناعتي ان الجنود الاسرى لدى المسلحين باتوا خارج عرسال"، مؤكدا أن "الهبة السعودية كفيلة بتسليح الجيش لمكافحة الارهاب".

وشهدت عرسال معارك دامية بدأت السبت الفائت بين الجيش والمسلحين الذين دخلوا البلدة بعد توقيف الجيش لقيادي في جبهة النصرة عماد أحمد جمعة، فعملوا على تطويق البلدة والمراكز العسكرية فيها.

وأسفرت هذه الاشتباكات عن استشهاد 17 عسكريا في حين لا يزال مصير 19 من الجيش و17 من قوى الأمن الداخلي مجهولا بعد احتجازهم من قبل المسلحين الذين انسحبوا فجر الخميس الى جرود البلدة الحدودية بعد تدخل هيئة العلماء المسلمين.

وقد استكمل الاجتماع في السراي بلقاء جمع يلام والمشنوق بالحريري الذي غاب ثلاث سنوات عن البلاد.

م.ن.