الراعي: حرمان لبنان من رئيس "طعنة قاتلة في صميم الوطن"

جدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مطالبته النواب بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، معتبراً ان "حرمان لبنان من رئيس هو طعنة قاتلة في صميم الوطن".

وفي عظة قداس الاحد الذي ترأسه في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، كرر الراعي مطالبته "الكتل السياسية ونواب الامة في لبنان بالكف عن مخالفة الدستور في عدم انتخاب رئيس للجمهورية، وعدم انعقاد المجلس النيابي في حالة دائمة كهيئة انتخابية، وعن المخاطرة في مصير لبنان وتفكيك أوصاله".

وشدد على ان انتخاب الرئيس "يعيد للمجلس النيابي حقه في التشريع، ويسهل عمل الحكومة، التي لا يمكن أن تحل محل شخص الرئيس وأن تمارس جميع صلاحياته".

ولفت الى ان رئيس الجمهورية وحده "يحفظ كرامة الدولة ووحدتها وانتظام الحياة في مؤسساتها"، معتبراً ان "حرمان لبنان من رئيس منذ ثلاثة أشهر طعنة قاتلة في صميم الوطن".

ودخل لبنان في الفراغ الرئاسي بعد فشل النواب في انتخاب رئيس جديد ورفض الرئيس السابق ميشال سليمان تمديد ولايته، ملقياً خطاب الوداع في 24 ايار الفائت، ووفق الدستور فإن الحكومة "مجتمعة" تتولى صلاحيات رئاسة الجمهورية.

من جهة أخرى، توجه الراعي في عظته الى "الدول المعنية، شرقا وغربا، للكف عن تمويل التنظيمات الإرهابية بالمال والسلاح، وعن إرسال المرتزقة للهدم والقتل والتهجير وسائر أنواع الاعتداء على المواطنين الأبرياء، في سوريا والعراق".

كما طالب البطريرك "جامعة الدول العربية، ومنظمة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والمحكمة الدولية الجنائية، بمكافحة التنظيمات الإرهابية، وحماية الأقليات الدينية، وإعادة مسيحيي الموصل وبلدات سهل نينوى الى بيوتهم وممتلكاتهم، وحماية جميع حقوقهم".

يُشار الى ان الراعي سيترأس وفداً من مطارنة وبطاركة متجهاً الى كردستان في العراق، للاحتفال مع المسيحيين بمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء.

وفر المسيحيون في الموصل، ثاني اكبر مدن العراق، من هذه المدينة التي يتواجدون فيها منذ قرون، في بداية حزيران عندما وقعت في ايدي جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية.

ومسيحيو العراق الذين كان عددهم 1.5 مليون نسمة قبل حرب الخليج، لم يعودوا يعدون اليوم سوى 400 الف، بحسب مقربين منهم في فرنسا.