مسيرات عاشورائية بالضاحية ونصرالله: تهديد اسرائيل بحرب جديدة دليل "ضعف وقلق"

تدفق عشرات آلاف الاشخاص صباح الثلاثاء الى الضاحية الجنوبية لبيروت لاحياء ذكرى عاشوراء وسط تدابير امنية استثنائية نتيجة التوترات الامنية التي يشهدها لبنان على خلفية النزاع في سوريا المجاورة.

وقام هؤلاء بمسيرة تنطلق من مجمع سيّد الشهداء الى ملعب الراية، حيث اختتمت بكلمة للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، أشاد فيها بالحشود التي أحيت ذكرى عاشوراء على الرغم من التهديدات الامنية والمطر.

وشدد على ان لا التهديدات ولا التهويل ستثني هؤلاء عن احياء الذكرى.

اما عن التهديدات الاسرائيلية بحرب لبنانية ثالثة، أكد نصرالله ان هذه "لا تنبع عن قوة بل عن ضعف وقلق وخوف"، ولفت الى ان اسرائيل تصورت ان "تطور الحوادث بالمنطقة سيضعف المقاومة ويستنزفها".

وأضاف: "كل ما سمعناه من بعد غزة الى اليوم لا يخيفنا وهو في دائرة التهويل على لبنان والمقاومة". وأكد على ان "المقاومة اليوم وعلى الرغم من الاحداث هي اقوى واعلى خبرة وتصميما في مواجهة كل التهديدات".

وعن الوضع في سوريا، قال نصرالله ان "ما يجري من حولنا يزيدنا قناعة بصوابية خياراتنا وصحة معركتنا واننا قادرون على تحقيقات الانجازات الكبيرة".

وأكد ان "سوريا لا تزال صامدة، وهذا انجاز وانتصار كبير وعظيم"، مردفاً "نحن جزء من المواجهة من أجل دفع أكبر خطر تواجهه منطقتنا ولنا شرف اننا في موضع الدفاع"، وأضاف "ستلحق الهزيمة بالتكفيريين في كل المناطق والبلدان وشرفنا اننا كنا جزءا من الحاق الهزيمة بهم".

وكان قد دعا نصرالله مساء الاثنين انصاره الى المشاركة بكثافة في المسيرة الحسينية الرئيسية في الضاحية، على الرغم من "الاخطار والتهديدات".

ولمناسبة عاشوراء، دعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عبد الأمير قبلان الى دعم الجيش ومحاربة التكفير و"ان نكون يدا واحدة متعاونين ومخلصين".

وشهد لبنان منذ الصيف الماضي مواجهات بين مجموعات سنية مسلحة متطرفة سورية ولبنانية والجيش اللبناني في اكثر من منطقة. وتتهم هذه المجموعات الجيش بغض الطرف عن حزب الله الذي يتنقل عبر الحدود اللبنانية السورية بسلاحه ليقاتل داخل سوريا الى جانب قوات نظام الرئيس السوري بشار الاسد، مقابل استهداف مجموعات سنية متعاطفة مع المعارضة السورية والحركات المتطرفة في سوريا، لا تحظى بغطاء سياسي في لبنان.

ونتيجة هذه التوترات، اتخذت القوى الامنية وحزب الله تدابير امنية مشددة عند مداخل الضاحية الجنوبية، وفي داخلها.

واقام الجيش اللبناني حواجز عديدة على كل مداخل الضاحية، بينما اقفلت كل شوارع المنطقة باسلاك حديدية لمنع مرور السيارات، بحسب ما افاد صحافي في وكالة فرانس برس.

واقفل الشارع الرئيسي المؤدي الى الضاحية بملالة للجيش، بينما اقفلت شوارع اخرى بشاحنات كبيرة.

على مقربة من حواجز الجيش، يصل الناس بواسطة حافلات او سيارات، ويكملون سيرهم في اتجاه داخل الضاحية سيرا على الاقدام.

وارتدى معظم المتجمعين ملابس سوداء واوشحة خضراء، وبعض الاطفال عصبوا رؤوسهم بعصبة حمراء كتب عليها "ابا عبدالله"، بينما كتب على عصب وضعتها النساء فوق حجابهن "يا زينب".

في الشوارع الداخلية، انتشر عناصر حزب الله بلباس اسود كتب عليه "انضباط، حزب الله" من دون سلاح ظاهر. لكنهم يستوقفون الصحافيين ويسألونهم عن بطاقاتهم الصحافية واذوناتهم التي استحصلوا عليها من مكتب العلاقات الاعلامية للحزب.

في وسط الشوارع التي ترددت فيها السيرة الحسينية تنقلها من مجمع سيد الشهداء مكبرات للصوت منتشرة في كل مكان، وضعت طاولات عليها عبوات مياه توزع مجانا. بينما ارتفعت لافتات بكل الاحجام كتب عليها "لبيك"، في استعادة لشعار الشيعة الابرز: "لبيك يا حسين".

من وصل باكرا دخل الى مجمع سيد الشهداء، وجلس الالاف من هؤلاء يستمعون بتاثر الى السيرة الحسينية يتلوها رجل دين.

اما الالاف غيرهم، فقد جلسوا ارضا تحت المطر بصمت، بعضهم يخبئ وجهه بيديه، والبعض الآخر متأمل ومنصت بانتباه.

بعد انتهاء السيرة الحسينية، انطلقت مسيرة سار فيها الرجال في شارع والنساء في شارع مواز في اتجاه ملعب الراية، مكان التجمع الاساسي الذي سيلقي فيه نصرالله خطابا.

وقال عبد الكريم منصور (50 عاما) لوكالة فرانس برس "حبنا للحسين وتاييدنا لخطه ياتي بنا الى المسيرة"، مضيفا "في هذه السنة هناك مخاطر كبيرة وتحديات كبيرة وعلينا ان نصمد حتى نواجهها".

وتابع "في البداية، كنا نقول اميركا واسرائيل... اليوم هناك عدو جديد يوازي هذا الخطر ان لم يكن اكبر، وهم التكفيريون، ألد الاعداء. لقد اصبحوا اخطر من اسرائيل".

ويقول نصرالله ان حزبه ذهب ليقاتل في سوريا ليمنع خطر التكفيريين من الوصول الى لبنان.

وقالت مريم كيلاني (31 عاما) التي جاءت لتشارك في المراسم برفقة اطفالها الثلاثة "كل سنة نشارك في المسيرة. مهما فعلوا ومهما فجروا سنظل نسير بها"، مضيفة "اولادنا الصغار والكبار هم فداء للحسين وللسيد" حسن نصرالله، مضيفة "مثلما يقول لنا السيد سنفعل. لبيك يا نصرالله". ووصلت مريم الساعة الخامسة فجراً الى المكان.

حولها، تعالت الهتافات "هيهات منا الذلة!"، وسط غابة من اعلام صفراء، نسبة الى لون حزب الله، وخضراء، نسبة الى راية الحسين، وحمراء، الذي يرمز الى الدم.

كما شوهدت في المسيرة اعلام لبنانية وفلسطينية. ويلطم معظم المشاركين صدورهم، فتتعالى نسبة الحماس.

وقالت فاطمة رسلان (59 عاما) "سنمشي في هذه المسيرة طالما لدينا عرق ينبض. لو قطعونا لن نتراجع عن مسيرتنا. لبيك نصرالله. لدي خمسة شبان، وكلهم فداء للسيد نصرالله".

واضافت "حزبنا حزب الله، وان شاء الله الدواعش تحت اقدامنا. لن يقدروا علينا".

ج.ش.