سلام يدعو المصارف العربية لمبادرات "جدية" بملف النازحين: لتغليب المصلحة الوطنية
Read this story in Englishدعا رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الاطراف المتخاصمة الى الحوار وتغليب المصلحة الوطنية، مطالباً المصارف العربية واللبنانية بالقيام بخطوات ومبادرات "جدية" من اجل مساعدة لبنان على تحمل أعباء النازحين السوريين.
ففي كلمة ألقاها من السراي الحكومي الاربعاء، عشية ذكرى الاستقلال، لفت سلام الى ان الخلافات السياسية تسببت بالجمود في العمل التشريعي، وأبطأت العمل الحكومي، مشيراً الى ان اعادة تفعيل العجلة السياسية يكون من خلال عودة القوى المتخاصمة الى الحوار.
وأضاف ان "معالجة الملفات الكبرى تتطلب قدراً عالياً من الحكمة من أجل تغليب المصلحة الوطنية.
وقال ان الاستقرار الامني المقبول الذي يعيشه لبنان هو بفضل جهود الجيش والقوى الامنية، مضيفاً ان "الكل يعرف ان الحدود الامنية والسياسية غير متينة تحتاج الى ان تصبح اسواراً".
وتابع انه "علينا ان نعمل بعد التمديد النيابي الى انتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت ممكن"، مشدداً على ان المعركة مع الارهاب "صعبة والفوز فيها هو من خلال التزام النأي بالنفس والالتفاف حول المؤسسات الامنية".
وفي كلمة أخرى، القاها خلال المؤتمر المصرفي العربي الذي انعقد في فندق فينيسيا، الخميس، أشاد سلام بالقطاع المصرفي اللبناني الذي نجح في الحفاظ على نموه في أصعب الظروف السياسية.
ولفت الى ان هذا القطاع سجّل "قدرة ملحوظة على تخطي الضغوط"، مضيفاً ان القطاع نجح في "التأقلم مع التحولات العالية الكبرى فالتزم النظم والمعايير الدولية خصوصا تلك المتعلقة بمكافحة تبييض الأموال".
الا انه أشار الى ان هذا الصمود "لا يمكن ان يستمر إلى ما لا نهاية إذا بقي مسلسل النزف مستمرا في ظل التشنج الداخلي وعدم الاستقرار الاقليمي".
في هذا السياق شدد سلام على ان "المدخل الاساس للمناخ المرغوب من قبل كل اللبنانيين هو انهاء الشغور في سدة الرئاسة والشروع فورا في انتخاب الرئيس".
وتطرق الى الصعوبات التي يواجهها لبنان فجراء تداعيات ازمات دول الجوار بالأخص في مسألة النزوح السوري "الذي أضاف أعباءا كبيرة على لبنان ونحن أعلينا الصوت كثيرا وتمكنا أخيرا من خلق وعي لدى الأسرى الدولية إلى ضرورة الالتفاف إلى المجتمعات المضيفة للنازحين وتخصيص مساعدات لها".
من هنا، دعا سلام اتحاد المصارف العربية واللبنانية الى الوقوف الى جانب لبنان، ودعمه من اجل مواجهة الاعداد الهائلة للنازحين السوريين.
وأشار الى ان "لبنان يدفع من اللحم الحي ثمن استضافة النازحين السوريين".
الى ذلك، أكد سلام في كلمته على ان رجال الاقتصاد والمال "أنجح منا نحن السياسيين، عملتم وتفوقتم وتألقتم دون ان تتنظروا أن ينتهي السياسيون من خلافاتهم لأن هذه الخلافات لن تنتهي".
وأمل في ان "تنتقل عدوى النجاح من عالم المال الى عالم السياسة في لبنان".
ومنذ بدء الازمة السورية في آذار 2011، تخطى عدد النازحين من سوريا الى لبنان، من سوريين وفلسطينيين، المليون والنصف لاجئ، وفق المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة.
يُذكر ان الجيش اللبناني يعمل على منع دخول السوريين الى الاراضي اللبناني، وحتى الجرحى منهم، تنفيذاً لقرار الحكومة القاضي بوقف النزوح السوري عبر الحدود اللبنانية باستثناء "الحالات الانسانية"، معلنة عن "وقف صفة نازح عن كل من يذهب الى سوريا".
ج.ش.