بوغدانوف يتكتم على "سرّ" في قضية الرئاسة: لتعميم إعلان بعبدا على دول الشرق
Read this story in Englishدعا نائب وزير الخارجية الروسية لشؤون الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف إلى تعميم "إعلان بعبدا" على دول الشرق، رافضا أن ينفي بحثه قضية الرئاسة العالقة مع الأطراف السياسية.
وقال بوغدانوف بعد لقائه الرئيس المنتهية ولايته ميشال سليمان الجمعة في بداية زيارته إلى بيروت "نشجِّع لانجاز الاستحقاق الرئاسي، وتثمِّن دور الجيش اللبناني والقوى الأمنية في مكافحة الإرهاب".
كما جدد تأييد بلاده لإعلان بعبدا "الذي يصلح تعميمه على باقي الدول في الشرق الأوسط".
وإعلان بعبدا هو اتفاق حصل في 11 حزيران 2012 وذلك في ختام جلسة للحوار الوطني تم التوافق فيه على تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليميّة والدوليّة ما عدا ما يتعلق بواجب إلتزام قرارات الشرعيّة الدوليّة والإجماع العربي والقضيّة الفلسطينيّة.
وفي اللقاء مع بوغدانوف جدد سليمان التأكد على "أهمية إعلان بعبدا الذي كان ليضمن هذا التحييد ويخفف الانعكاسات لو لم تتراجع بعض القوى اللبنانية عن تأييدها له على طاولة الحوار"، في إشارة إلى حزب الله.
وإذ رأى أن "بقاء الدولة بلا رأس، يخدم المجموعات الإرهابية قبل أي طرف آخر"، طالب سليمان ضيفة بالمزيد "من الدعم الروسي للجيش اللبناني الذي يخوض معركة الجميع في وجه الارهاب ويحبط الكثير من المخططات التي تهدف إلى تغيير وجه لبنان وصورته".
وبعد لقاء رئيس الحكومة تمام سلام، التقى نائب وزير الخارجية الروسي رئيس مجلس النواب نبيه بري وصرّح من عين التينة ان بلاده تسعى الى جمع الحكومة والمعارضة السوريتين في مفاوضات "جدية ومن دون شروط مسبقة".
وقال بوغدانوف "مهمتنا هي ان نرتب الاتصالات التشاورية التمهيدية لمفاوضات جدية من دون شروط مسبقة، لكي يجتمع السوريون ويبدأوا الحديث وتقارب الافكار حول كافة الامور المطروحة".
كذلك شدد على أن موسكو مستمرة بدعم لبنان "على الصعيد السياسي والاقتصادي وطبعا في المجال العسكري بغية تعزيز قدرات الجيش اللبناني والشرطة والامن لمكافحة الارهاب بشكل اكبر".
ومن قصر بسترس، وبعد لقائه وزير الخارجية جبران باسيل اكتفى بوغدانوف ردا على تساؤل حول مهمة معينة له في شأن رئاسة الجمهورية، بالقول "هذا سر".
وبعد لقاء مع وفد من حزب الله، صرح الموفد الروسي أن "الوضع خطير جدا في المنطقة ومن الممكن أن نجد حلولا"، قائلا "نحن مع الحوار الشامل بين كل السوريين".
من جهته قال رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن "هناك صعوبات كبرى تواجه مسار الحلول بل نكاد نقول لا حلول سياسية لدى الطرف الوازن في المنطقة".
وشدد رعد على أن "المسار الذي تسلكه روسيا يصب في مصلحة الشعوب ونحن نتواصل معها بشكل دائم من أجل تحقيق سيادة واستقلال الشعوب الكاملين بعيدا عن أي وصاية دولية".
هذا والتقى بوغدانوف أيضا قائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" طلال أرسلان.
وفي احتفال أقامته جمعية الصداقة اللبنانية الروسية في اليونيسكو برعاية باسيل لمناسبة مرور 70 عاماً على اقامة العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وروسيا، قال الزائر الروسي أن بلاده "تلتزم موقفا مبدئيا بدعم لبنان وتعارض أي تدخل في شؤونه الداخلية من شأنها تنمية التوتر المذهبي".
وإذ كرر أن "الهدف الروسي يتمثل بمكافحة الإرهاب الذي يحارب الشعوب في المنطقة والعالم بأسره"، جدد إعلان دعم "خطوات الجيش وقوى الأمن في التصدي للمجموعات الإرهابية"، قائلا "مستعدون للمساعدة في هذا الخصوص".
من جهته ذكّر باسيل في الإحتفال أن لبنان "دفع بأقلياته ثمن الإرهاب الذي مارسته "دولة العصابة إسرائيل" أو "عصابة الدولة داعش".
وأضاف "لبنان يواجه أفاعي الارهاب التي تحاول التسلل اليه وجيشنا يقود معركة وجود".
عن كواليس الزيارة كشفت قناة الـ"OTV" مساء الجمعة أن بوغدانوف "دعا إلى خفض التوتر داخليا ورفع مستوى التنسيق بين اللبنانيين إلى الحد الأقصى"، مشيرة إلى أنه "كان مستمعا في الشق اللبناني أكثر منه متحدثا ولم يفصل لبنان عن أحداث المنطقة".
أما إقليميا تطرق في لقاءاته إلى محاور ثلاث هي "إنسداد الأفق الفلسطيني، الملف النووي الإيراني، الملف السوري".
وكانت قد افادت مصادر روسية صحيفة "الشرق الاوسط" ان بوغدانوف سيلتقي "21 شخصية لبنانية مما يدل على أهمية الزيارة والمواضيع التي ستطرح فيها".
وكشفت الصحيفة أن الزيارة "تحمل في طياتها ملفات سياسية أهمها ملف مكافحة الإرهاب والموضوع السوري وتداعياته على لبنان".
وفيما ذكرت أن هذه الزيارة سوف تقوده إلى تركيا للقاء عدد من المعارضين السوريين والتحاور بالملف السوري، قالت مصادر روسية ان "بوغدانوف سيغادر فورا إلى روسيا".
وكان السفير الروسي الكسندر زاسبكين قد اوضح الخميس ان "زيارة بوغدانوف مكرسة للاحتفال بالذكرى السبعين للعلاقات الديبلوماسية اللبنانية - الروسية وستشمل لقاءات مع مسؤولين سياسيين بمن فيهم "حزب الله".
م.س/ ك.ك