العلماء: الغالي "أعطي الضوء الاخضر الرسمي" للتوجه لعرسال و"محاولة التفاوض"
Read this story in Englishكشفت مصادر "هيئة العلماء المسلمين"، انها حازت "على ضوء اخضر رسمي" لإيفاد، حسام الغالي، أحد أعضائها لمحاولة اجراء وساطة في ملف عسكريي عرسال، مؤكدة ان الغالي لم يكن يعرف ان أحد الذين واكبوه "مزنّر".
ونقلت صحيفة "السفير"، الاثنين، عن مصادر العلماء ان الغالي كان بصدد زيارة جرود عرسال الاحد، لـ"استشراف إمكان إجراء وساطة موضعية بين الدولة والخاطفين".
وأوضحت ان المسلحين "كلفوا دليلاً بمواكبة الغالي الذي لم يكن يعرف ان من يواكبه مزنر بحزام ناسف".
وأوقف الجيش الأحد، الغالي لفترة قصيرة في عرسال، كان يرافقه أربعة سوريين بحوزتهم حزاما ناسفا وأسلحة. واوضح الغالي ان الزيارة كانت ستحصل "بتفويض من قبل "هيئة العلماء المسلمين" ومن أجهزة أمنية وسياسية معروفة في البلاد بهدف الحصول على ورقة مكتوبة من قبل الجهات الخاطفة بالتعهد بعدم قتل أي من الجنود مقابل اطلاق النساء المعتقلات".
الى ذلك، أكدت مصادر الهيئة لـ"السفير"، ان الهيئة "حازت على ضوء أخضر رسمي من جهاز أمني لبناني، لتنفيذ هذه المهمة التي كانت تهدف الى محاولة الحصول على تعهد خطي من الخاطفين بوقف إعدام العسكريين المخطوفين، في مقابل الإفراج عن النساء الموقوفات لدى الاجهزة اللبنانية".
ورأت المصادر ان "الهيئة باتت على ما يبدو عنصراً مزعجاً للجميع"، اذ ان الدولة لم تعطها التفويض الرسمي و"جبهة النصرة كذلك لا تريدنا، بعدما اقترحت وسيطاً آخر"، هو الشيخ وسام المصري.
من جانبها، نقلت صحيفة "المستقبل"، الاثنين، عن عضو مجلس الشورى في "هيئة العلماء المسلمين" الشيخ وسام المصري، وهو الذي أفيد عن ان "جبهة النصرة"، كلفته كوسيط في ملف العسكريين، ان "الشيخ الغالي كان مكلفاً من الهيئة بالتوجه الى جرود عرسال والاجتماع بالخاطفين والحصول على تعهّد منهم بعدم قتل أي عسكري آخر، واصطحب معه شخصاً سورياً ليدلّه على الطريق، ولدى وصوله الى آخر حاجز للجيش فوجئ بضبط هذا الشخص ومعه حزام ناسف".
واذ اكد استمرار الهيئة بمبادرتها، قال المصري: "لكننا غير متفائلين في الحصول على هذه الموافقة، بسبب خلافات داخل أعضاء الحكومة، ولأن فريق 8 آذار معترض على مهمتنا".
يُشار الى ان تكتل "التغيير والاصلاح" يرفض مبدأ المقايضة، وكان رئيسه النائب ميشال عون قد اوضح قائلاً: "مجلس الوزراء متضامن ومتكاتف ونحن أيدنا ما اتخذ في مجلس الوزراء وقلت أن أي تفاوض بين الجيش والإرهابيين سيخسر الجيش والمؤسسات التفاوض لأن المؤسسات تلتزم بشروط التسوية إنما الإرهابيون لا يلتزمون إلا بما يريدونه".
اما عضو "هيئة العلماء" الشيخ عدنان أمامة فقال عبر صحيفة "الشرق الأوسط" ان "المطلوب تهيئة أجواء إيجابية لإنجاح المفاوضات".
ولفت الى ان هذه الاجواء هي "من خلال ضبط إيقاع كل الأجهزة الأمنية والقضائية والسياسية والعسكرية، وتفادي تبيان أن هذه الدولة لا رأس واحد لها بل أجنحة متعددة، مما يؤدي إلى انعدام الثقة بين الطرفين اللذين يفترض أن يتفاوضا؛ أي الخاطفين والدولة".
يُشار الى ان الهيئة كانت تقدمت بمبادرة تقضي بالإفراج الفوري عن النساء والأطفال، مقابل الدخول في وساطة مع الخاطفين لوقف عمليات القتل، وهي لا تزال تنتظر تكليفا رسميا من الحكومة بالملف.
واثر اشتباكات عنيفة بين الجيش اللبناني ومسلحين ارهابيين في بلدة عرسال البقاعية الحدودية مع سوريا، مطلع شهر آب الفائت، تمكن "داعش" و"جبهة النصرة" من أسر عدد من العسكريين، تجهد الدولة اللبنانية من أجل الافراج عنهم. وقام "داعش" بقطع رأس اثنين منهم وأقدمت "النصرة" على اعدام اثنين آخريين رمياً بالرصاص.
ج.ش.
ك.ك.