عملية أمنية في المبنى "ب" برومية تنهي "غرفة عمليات الإرهاب" داخل السجن

تمكنت القوى الامنية الإثنين من إخلاء المبنى "ب" حيث الموقوفين الاسلاميين في سجن رومية غداة عملية امنية تخللها احتجاجات في صفوف السجناء وفي مناطق عدة، أعلن بعدها وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق "انتهاء غرفة عمليات الإرهاب" داخل السجن.

وقال المشنوق في مؤتمر صحفي عقب انتهاء العملية بعد ظهر الإثنين "بعد تسع ساعات من عملية محترفة حققنا انتصارا جديدا للدولة وللإعتدال وهذا الإنتصار أنهى أسطورة إسمها سجن رومية".

وشرح أن "غرفة العمليات التي نسقت أمورا إرهابية في السجن انتهت بفضل هذا الجهد ونحن اخترنا أن تكون عملية قادرة وتتم بدون إراقة دماء ما يؤكد مرة أخرى أن قواتنا الأمنية والجيش قادرون على حماية الدولة والقرار السياسي".

وإذ كشف وزير الداخلية أنه سيطلب "إنشاء سجن جديد"، كرر ما قله صباح الإثنين أن "جزءا كبيرا من العملية التي حصلت في جبل محسن تمت إدارتها من المبنى "ب".

ويشير وزير الداخلية بذلك إلى تفجيرين انتحاريين استهدفا مقهى في جبل محسن مسا ء السبت وأديا إلى سقوط تسع ضحايا وأكبر من 37 جريحا.

وجدد الإعلان أن "من قاموا بالإعتداء في جبل محسن هم من "داعش" ولست مقتنعا بتبني جبهة النصرة".

وردا على سؤال شدد المشنوق على عدم التعرض "لأحد في العملية الأمنية ونحن نقلناهم من مبنى إلى آخر وأوقفنا حركة الإتصالات التي تساهم في الإرهاب"، مضيفا "لم نأت لنسبب أذى لأحد وسيتم ترميم المبنى "ب" خلال 3 أشهر بشكل لائق وإنساني".

وكشف المشنوق أنه "لم يعد هناك أي أجهزة إتصال ولا أي شيء من الماضي"، شارحا أن "صفة الإسلاميين ليست متلازمة مع مخالفة القانون". وقال "تلقيت اتصالات من مشايخ وعلماء أجلاء يؤيدون العملية باعتبارها إنهاء للخروج عن القانون".

في تفاصيل العملية أصدرت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي بيانا اعلنت فيه ان قوى الامن تنفذ "عملية امنية استكمالا لخطة امنية عامة تُنفّذ على مختلف الأراضي اللبنانية" و"بعد أن تبيّن أن هناك ارتباطا لعدد من السجناء بالتفجير الإرهابي الذي وقع في منطقة جبل محسن" في مدينة طرابلس.

وأفاد البيان انه تم نقل عدد من السجناء من المبنى "ب" الى المبنى "د"، وقد قام بعض السجناء بأعمال شغب فعمدوا إلى افتعال الحرائق إحتجاجاً على الإجراءات الأمنية التي تُنفذها العناصر المولجة حراسة السجن.

ولفتت الى ان الوضع "تحت السيطرة" وانه لا يوجد أي اصابات في العملية.

وإنتشرت وحدات قوى الامن الداخلي في السجن وفي محيطه، وقد عمدت على قطع الطريق من نهر الموت باتجاه سجن رومية. وحلقت مروحيات الجيش اللبناني في أجواء السجن، مؤازرة للقوى الامنية في عمليتها.

واحتجاجاً على العملية الامنية، عمد عدد من الشبان على قطع الطريق عند مستديرة نهر ابو علي في طرابلس، كما تم قطع الطريق في بحنين العكارية. في حين عمدت القوى الامنية على تعزيز تواجدها في محيط سجون الشمال، وجرى قطع طريق تعمير عين الحلوة.

من جهتها أعلنت "جبهة النصرة" على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، تعليقاً على العملية في رومية "نتيجة التدهور الأمني في لبنان ستسمعون عن مفاجئات في مصير أسرى الحرب لدينا... فانتظرونا".

ونقلت قناة الـ"MTV" عن مصدر اعلامي في "النصرة" متوجهاً الى اهالي عسكريي عرسال بالقول: "هل المطلوب منا تصفية ابنائكم؟ لا تلومونا ان بدأنا بتغيير اسلوبنا مع العسكريين".

وتابع المصدر: "هل نعتبر أن تصرف حكومتكم اللامبالي هو بمثابة استفزاز لنا لنبدح العسكريين؟".

وفي الثاني من آب، وقعت معركة استمرت اياما بين الجيش ومسلحين قدموا من سوريا ومن مخيمات للاجئين السوريين داخل بلدة عرسال. وتسببت المعركة بمقتل عشرين جنديا و16 مدنيا وعشرات المسلحين. وانتهت بانسحاب المسلحين من عرسال واختطاف أكثر من 25 عسكريا في الجيش وقوى الأمن.

وقام داعش بقطع رأس اثنين من العسكريين المختطفين من قبله، في حين أعدمت النصرة اثنين آخرين رمياً بالرصاص.

يشار الى ان سجن رومية معد أساسا لاستقبال 1500 شخص، لكنه يأوي اجمالا اكثر من اربعة الاف سجين، ما يشكل حوالى 65% من نسبة المساجين في لبنان.

ووقعت بين شهري ايار وايلول 2007 معارك دامية بين حركة فتح الاسلام التي كانت تتحصن في مخيم نهر البارد والجيش ، تسببت بمقتل 400 شخص بينهم 168 عسكريا.

وتم الإفراج في حزيران 2012 عن تسعة إسلاميين بينهم فلسطينيين إثنين، كانوا موقوفين على خلفية قضية فتح الإسلام . ودفع حينها رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي كفالة خمسمائة ألف ليرة لبنانية عن كل موقوف.

م.س/ج.ش

ك.ك