الحريري الى مكة لأداء العمرة: موقفه من شهود الزور تأسس في دمشق
Read this story in Englishغادر رئيس الحكومة سعد الحريري مساء أمس الثلاثاء الى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة، ومن ثم في اجازة عائلية خاصة.
الى ذلك استمرت مواقفه الاخيرة بالتفاعل في الاوساط السياسية التي تفاوتت ردود فعلها بين الترحيب الحار والترحيب المتحفظ في انتظار خطوات عملية تترجم ما قاله الحريري.
وقال مصدر سياسي واسع الاطلاع لصحيفة "السفير" انه جرى التأسيس للتحول المستجد في خطاب الحريري خلال السحور الدمشقي الاخير، حيث تكلم الرئيس بشار الاسد بصراحة مع رئيس الحكومة مركزاً على ان مسألة دعم المقاومة في لبنان وحمايتها هي قرار سوري استراتيجي لا رجعة عنه مهما كانت الاثمان، وان عنوان انتظام اي علاقة مع لبنان ينبع من هذه الثابتة، وتم توصيف هذا الامر على انه جزء لا يتجزأ من منظومة الامن القومي الاستراتيجي السوري، مع الاشارة الى ان كلام الاسد جاء بعد ساعات من حادثة برج ابي حيدر.
وكذلك كان للحريري كلام في منتهى الصراحة ايضاً، ليفضي "حوار السحور" الى الانتقال من مرحلة بناء الثقة الى مرحلة تكريس هذه الثقة عبر الافعال لا الاقوال، وفي مقدمها اقفال الملف الاكثر توتراً في العلاقة بين الحريري وسوريا وهو ملف الاتهام السياسي لها في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري".
وأشار المصدر الى "ان التلازم الذي حصل بين صراحة الاسد وصراحة السيد حسن نصر الله في خطاب يوم القدس العالمي، أظهر ان هناك جدية غير مسبوقة في مسألة وجوب تحديد التوجهات والخيارات، فكان موقف الحريري من الاعتراف بالخطأ بحق سوريا. لكن المفاجأة كانت في حديثه عن شهود الزور ودورهم في توتير هذه العلاقة".
وكشف المصدر عن "ان الكلام الذي قاله الحريري في ما خص شهود الزور كان متوقعاً ان يعلنه خلال مهلة شهرين او اكثر، لكنه قرر على ما يبدو اختصار المراحل، وهذا يعني انه لم يعد بمقدور أي طرف تجاهل وجود شهود الزور وان وزير العدل يجب ان يعود الى مجلس الوزراء بملف شامل لتحديد كيفية متابعة هذه القضية".
كما اشار المصدر الى ان كلام رئيس الحكومة سيؤدي حتماً الى الانتقال الى مرحلة معرفة من صنع شهود الزور، وهذا سيفتح الباب امام تغييرات محتملة في فريق عمل الرئيس الحريري.
وفي سياق متصل، قال مرجع سياسي بارز لصحيفة "السفير" ان كلام الرئيس سعد الحريري يشكل انعطافة مفصلية في مسار الوضع السياسي، متوقعا ان يؤدي تحول الحريري الى حصول شرخ بينه وبين بعض محيطه الذي لا يشعر بالرضا مما قاله لجريدة "الشرق الاوسط".
واكد المرجع ان موقف الحريري هو بداية لها ما بعدها، سواء لجهة عقد لقاء قريب مع السيد حسن نصر الله او لجهة المضي قدما في ملاحقة شهود الزور ومحاسبتهم
وهنأ الحريري اللبنانيين عموماً والمسلمين خصوصاً لمناسبة حلول عيد الفطر السعيد، متمنياً "من الله عز وجل أن يعيده على وطننا الحبيب لبنان وعلى الأمة العربية بالخير والاستقرار والسلام".
وأعلن الرئيس الحريري اعتذاره عن عدم تقبل التهاني بالعيد لوجوده في مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة.