لبنان امتنع عن التصويت تجنّباً لـ"مطرقة الضغوط الدولية وسندان الضغط السوري"

جاء قرار إمتناع لبنان عن التصويت في جلسة مجلس الأمن على مشروع القرار الأوروبي المندد بالقمع السوري للاحتجاجات ليجنّبه الوقوع بين مطرقة الضغوط الدولية وسندان الضغط السوري. وما ساهم في اتّخاذ هذا القرار، توافق رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي على الامتناع عن التصويت الذي أبلغ الى مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير نواف سلام كقرار نهائي.

وكشفت مصادر مطلعة لصحيفة "النهار" أن امتناع لبنانن عن التصويت، واكبته معركة شد حبال وتجاذبات بين مواقع رسمية وسياسية داخل فريق الأكثرية. وأوضحت أن التعليمات الأولى التي أرسلت الى سلام من وزارة الخارجية كانت تقضي بالتصويت ضد مشروع القرار. غير أن مشاورات عاجلة على جانب من الصعوبة أجريت بين المعنيين ورجحت كفة قرار الامتناع عن التصويت لحماية لبنان من ردود الفعل الدولية والسورية من جهة اخرى.

وانتقد تلفزيون "المنار" التابع لـ"حزب الله" أمس الأربعاء هذا القرار معتبراً أنه "أظهر لبنان هزيلاً".

وقد وزع نص الكلمة المقتضبة التي القاها سلام في الجلسة وجاء فيها "أن لبنان، وإزاء ما تعيشه سوريا من حوادث، يهمه أن يؤكد أنه يتمسك بالدفاع عن سيادة هذا البلد العربي الشقيق ووحدته أرضاً وشعباً وعن أمن جميع أبنائها وسلامتهم. وإذ نعبر عن حزننا الكبير لسقوط الضحايا، كل الضحايا، في هذا البلد الشقيق فإن لبنان وانسجاماً مع الموقف الذي سبق له أن اتخذه في الثالث من شهر آب بالنسبة الى البيان الرئاسي، وحماية لوحدته واستقراره، يمتنع اليوم عن التصويت على القرار الذي كان معروضاً امامنا".

وأفادت معلومات لصحيفة "اللواء" أن "الإتصالات بقيت مستمرة بين الرؤساء الثلاثة، أي سليمان وميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير الخارجية عدنان منصور لتحديد الموقف من مشروع القرار أثناء عرضه في المجلس ليل أمس الأول الثلاثاء، وتقرر، في ضوء هذه الاتصالات اتخاذ خيار الامتناع لا الرفض"، في ضوء الموقف الذي اتخذته بقية الدول غير الدائمة العضوية، حيث جرى تنسيق بين مندوبي هذه الدول ومندوب لبنان سلام لإتخاذ موقف موحّد، على اعتبار أن "الفيتو الروسي والصيني كان كفيلاً بتعطيل القرار".

وكانت روسيا والصين قد لجأا الى حق النقض "الفيتو" في جلسة مجلس الأمن، ما حال دون تبني مشروع قرار للدول الغربية يهدّد النظام السوري بـ"اجراءات محددة الأهداف" على خلفية القمع الدامي للتظاهرات المناهضة له.

وصوتت الثلاثاء الفائت تسع دول مع القرار في حين صوتت روسيا والصين، العضوان الدائمان في مجلس الامن الدولي ضده، الأمر الذي حال دون تبنيه. وامتنعت جنوب افريقيا والهند والبرازيل ولبنان عن التصويت.