"ويندي" تحكم قبضتها على لبنان ساحلا وجبلا وثلوجها لامست الشاطئ
Read this story in Englishأحكمت العاصفة "ويندي" قبضتها بشدة على لبنان الخميس فتدنت درجات الحرارة بشكل ملحوظ وهطلت الأمطار بكثافة على السواحل، في حين غطّت الثلوج مناطق ترتفع عن البحر 300 متر فقط ولامست حتى الشواطئ.
ودفع الطقس البارد وزير التربية الياس بو صعب إلى أن يصدر قرارا يعلن فيه إقفال المدارس الخاصة والرسمية يومي الجمعة والسبت. بدوره أعلن وزير الصحة وائل أبو فاعور أيضا إقفال دور الحضانة الجمعة.
وغطت حبات البرد شوارع منطقة أبي سمراء والأحياء المجاورة في طرابلس مساء كما لامس الثلج شاطىء المدينة، وترافق ذلك مع عاصفة رعدية وهرع الأطفال إلى الشوارع للعب بكرات الثلج والتراشق بها.
وفي بيروت أيضا لامست الثلوج المناطق الساحلية، وتساقطت حبات البرد الكبيرة بغزارة وغطت شوارع العاصمة والضواحي، وسط انخفاض ملحوظ لدرجات الحرارة.
في عكار أفادت الوكالة "الوطنية للإعلام" أن درجات الحرارة تدنت ووصلت في بلدة حلبا على ارتفاع 150 مترا عن سطح البحر الى ما دون الـ8 درجات فوق الصفر .
وبعد الظهر بدأت الثلوج بالتساقط على ارتفاع ما يقارب 500 متر وخصوصا في منطقة الدريب.
وفي هذا السياق تمكن عناصر الدفاع المدني مساءً من إنقاذ بعض المواطنين الذين كانوا محاصرين في معظم طرق جبل أكروم بسبب الثلوج.
كذلك تمكن عناصر من الجيش والصليب الاحمر وجرافة تابعة لاتحاد بلديات جرد القيطع من اجلاء 4 عسكريين عزلت الثلوج سيارتهم بينما كانوا في طريقهم الى عكار عبر طريق الهرمل - مشمش .
شمالا أيضا بلغت سماكة الثلوج في تنورين الفوقا 25 سنتيمترا، وعملت الجرافات على فتح الطرق الرئيسية التي تقفل من جديد بسبب كثافة الثلوج.
ومنذ ساعات الصباح الاولى بدات "ويندي" ترخي بظلالها على مدينة زغرتا، وقرى وبلدات القضاء، خاصة البلدات والقرى الجبلية. ولف ضباب كثيف المرتفعات الجبلية، وحجبت الرؤية عن الساحل.
أما بعد الظهر بدأت حبات البرد تتساقط بكثافة على علو 300 متر وصولا الى بلدة كفرفو في القضاء، والتي تعلو 500 متر عن سطح البحر، حيث بدأ الثلج يتساقط ويكسو الاخضرار ويحوله الى بياض، فيما تحول لون الاسفلت على الطرق الى اللون الابيض.
وصعودا نحو إهدن وصلت سماكة الثلوج فيها الى حدود الخمسين سنتيمترا.
في المتن الأعلى تساقطت الثلوج بكثافة مع رياح وصقيع، وتعتبر معظم الطرق الرئيسية والفرعية في قرى وبلدات المتن الأعلى وجرد عاليه وبعض طرق عاليه مقفلة.
وقد لامس الثلج معظم قرى وبلدات الغرب الساحلي والشحار وأقفلت المدارس أبوابها في كافة القرى والبلدات التي لا يزيد ارتفاعها عن 800 متر.
هذا وانهار حائط في عين علق ما ادى الى سقوط شجرة في وسط الطريق وتسبب بزحمة سير خانقة.
كما أفادت غرفة التحكم المروري عن "انهيار كبير لحائط الدعم على طريق عام المطيلب - المتن".
وبالطبع أقفلت طريق ضهر البيدر لكثافة الضباب والثلوج.
نحو البقاع، اشتد زخم العاصفة بعد الظهر، وهبت عواصف هوائية، ترافقت مع هطول الثلوج بشكل متواصل.
وفي المناطق الواقعة على إرتفاع 800 متر وما دون، فقد وصلت سماكة الثلوج الى 15 سنتمترا، وظلت مفتوحة أمام السيارات ذات الدفع الرباعي والمجهزة بسلاسل معدنية، لا سيما في البيرة، مذوخا، الرفيد، خربة روحا، المحيدثة، المنارة، الصويري، صغبين، عيتنيت، مشغرة، لالا، بعلول والقرعون.
وقد ادى تراكم الثلوج الى إنقطاع طريق كفريا - الباروك - معاصر الشوف، بعدما زادت سماكتها على المتر، في حين إرتفعت التراكمات الثلجية فوق مرتفعات جبل الشيخ وقمم قصر شبيب وعقبة الفرس ومناطق تواجد قوات الفصل الدولية "الأندوف " بين سوريا والكيان المحتل الى ما يزيد على المترين.
كما تسببت العاصفة الثلجية بمحاصرة مئات الخيم، التي يأوي إليها النازحون السوريون لا سيما في الرفيد والصويري والمنصورة وغزة وكامد اللوز.
بدورها لبست منطقة شبعا ثوبها الابيض للمرة الثالثة هذه السنة. وبلغت سماكة الثلوج بعد ظهر اليوم 15 سم على الطرق، فيما لا تزال الثلوج متراكمة داخل البلدة منذ العاصفة الثلجية الماضية.
وعزلت الثلوج مراكز الجيش و"اليونيفيل" المنتشرة على التلال في شبعا وكفرشوبا. وتدنت درجات الحرارة بشكل لافت.
أما في صيدا كالعادة توقفت الملاحة البحرية بسبب ارتفاع الأمواج بشكل لافت.
وفي صور ضربت العاصفة بقوة لا سيما في مخيم جل البحر للاجئين الفلسطينيين، حيث تضررت عشرات المنازل بفعل الرياح القوية والامواج العاتية التي دخلت منازلهم، فيما سحبت الامواج بعضا منها الى الشاطئ مخلفة وراءها اضرارا جسيمة في اثاثها.
وغمرت مياه الامطار الغزيرة التي تساقطت مواقف السيارات عند الشاطئ الجنوبي اضافة الى وصول مياه الامواج إليه، بسبب ارتفاعها الذي بلغ 6 امتار.
وشلت حركة الملاحة في مرفأ صور التجاري وتوقف الصيادون عن مزاولة اعمالهم في الصيد لليوم الثالث على التوالي. كما تضرر عدد من المراكب في حرم الميناء، بفعل ارتفاع الامواج وتلاطمها برصيف الميناء.
و"ويندي" هو إسم مؤنث يعني "عاصف" وذلك نظراً لكون العاصفة آتية من القطب الشمالي محملّة بنسبة برودة ملحوظة. وتتوقع مصلحة الأرصاد الجوية امطارا غزيرة وانخفاضا اضافيا بالحرارة يوم الجمعة.
م.س.
م.ن.