"ويندي" تشتد قبل أن تنحسر السبت… والثلوج تساقطت على الـ300 متر

إشتدت العاصفة "ويندي" الجمعة وتساقطت الثلوج على مناطق لا ترتفع عن البحر أكثر من 300 متر. وفي حين رحب مواطنون بالزائر الأبيض كانت الكارثة عنوانا لدى آخرين، علما أنه من المتوقع انحسار هذا المنخفض الجوي ظهر السبت.

وسُجّلت منذ الصباح درجات حرارة متدنية جداً، وسط تكوّن طبقات من الجليد على الطرقات الجبلية.

وأقفلت المدارس والجامعات الخاصة والرسمية ابوابها عملاً بقرار وزير التربية الياس بو صعب، نظراً لتردّي الاحوال الجوية. واحتجز المواطنون في منازلهم ولم يتمكن الموظفون القاطنون في بلدات مرتفعة من الحضور الى مراكز عملهم.

وفي هذا السياق جدد بو صعب الجمعة تحذير المدارس من مغبة فتح أبوابها السبت "تحت طائلة المسؤولية". أما وزير الصحة وائل أبو فاعور فأصدر قرارا بإقفال دور الحضانة في هذا اليوم.

ميدانياً، عملت فرق الدفاع المدني على انقاذ عشرة مواطنين قادمين سيراً على الاقدام على طريق ضهر البيدر. في حين اعلن مدير العمليات في الصليب الاحمر اللبناني عن جهوزية وحداتها لنقل الحالات الصحية الاستثنائية ومرضى غسيل الكلى.

صعودا نحو زحلة قامت جرافة تابعة للبلدية بناء على اتصال ورد الى غرفة عملياتها بانقاذ 6 مواطنين كانت الثلوج حاصرتهم على طريق دير يسوع الفادي وتم تأمينهم الى منازلهم.

وبناء على اتصال ثان ورد الى غرفة عمليات البلدية قامت جرافة بسحب 7 جيبات علقت في الثلوج في طلعة "السوبر جوس" في اعالي كسارة.

في راشيا كشفت الوكالة "الوطنية للإعلام" أن "ويندي" ساوت بين المناطق المنخفضة والمرتفعات، "مسجلة سماكة لم تشهدها هذه المناطق منذ عشرات السنين، حيث زاد إرتفاع الثلج عن المتر".

وأدى ذلك الى عزل قرى عين عطا، ينطا، دير العشاير، بكا، حلوى، عيحا، كفرقوق، راشيا، عين عرب، السلطان يعقوب، لبايا، ميذون وعين التينة.

كذلك حاصرت الثلوج آلاف الرؤوس من الماعز والأغنام في مزارع آل مالك ومريميس والفاقعة والسفينة، حيث إرتفع عدد الرؤوس النافقة الى حدود المئة، إضافة الى نفوق العديد من رؤوس الأبقار في مزارع كامد اللوز وغزة والمنصورة والخيارة وحوش الحريمة.

في كسروان، قطعت الثلوج الطرق الجبلية عند مستديرة عشقوت صعودا باتجاه فاريا - عيون السيمان.

هذا وأدت ردميات غير شرعية من جهة الجبل المحاذي لنهر فوار أنطلياس وبسبب غزارة الأمطار التي اجتاحت المنطقة إلى انجرافات ترابية لمجرى النهر واجتاحت المياه الطريق.

جنوبا أدى تدني درجات الحرارة الى تشكيل طبقة من الجليد على بعض الطرق ما ادى الى انزلاق عدد من السيارات في بلدة جديدة مرجعيون، كما سيطر ضباب كثيف على المنطقة.

واقبل المواطنون على التزود بالخبز والمواد الغذائية والمازوت تخوفا من قطع الطرق.

أما في الشمال فقد حصل انهيار صخري من جبل طاول منزل مروان ابراهيم العبد الله في بلدة ببنين العكارية، مما أدى إلى أضرار مادية جسيمة، ولا إصابات بشرية، علما أن العائلة كانت في داخل المنزل.

وكشفت الوكالة المذكورة عن "ارتفاع منسوبي النهر الكبير ونهر الاسطوان بسبب غزارة المياه، ما ادى الى تدفق مياههما في الاراضي الزراعية في خراج العديد من قرى وبلدات سهل عكار".

كذلك أدت العاصفة الى استمرار إنقطاع التيار الكهربائي عن الضنية لليوم الثاني على التوالي نتيجة الأضرار التي طرأت على الشبكة.

في بشري غطت معظم قرى وبلدات القضاء وصولا الى القرى والبلدات الملاصقة للساحل والقريبة منه وعلى علو 300 متر تقريبا، ووصل ارتفاع الثلوج المصحوبة بالبرد والجليد والصقيع الى المتر تقريبا في بعض البلدات.

وقد اقفلت المدارس والمعاهد ابوابها في القضاء وتعذر وصول العديد من الاهالي الى منازلهم وخصوصا الذين يعملون في مدينة طرابلس ومنطقة الكورة، حيث بات العدد الاكبر منهم ليلته عند الاهل والاقارب في قرى الساحل.

يوم السبت فمن المتوقع بحسب مصلحة الارصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني ان تبدأ العاصفة بالانحسار، على ان يكون الطقس غائم جزئيا مع أمطار وثلوج متفرقة ومتقطعة 600 متر خاصة في الجنوب.

ويتحول تدريجيا في فترة الظهر إلى قليل الغيوم مع بقاء درجات حرارة متدنية نسبيا، محذرة من خطر تكون الجليد على الطرقات الجبلية خلال الليل.

في حين ان الطقس يوم الأحد سيكون صافياً اجمالا مع بداية ارتفاع بدرجات الحرارة، ما يتناسب مع رحلات للتزلج على جبال لبنان.

م.س/ج.ش.