اميركيا: لا وجود لصفقة سورية - سعودية والمحكمة لا تخضع لمساومة سياسية
Read this story in Englishوأكد مسؤول أميركي رفيع المستوى أن واشنطن "لم يتم ابلاغها بأي صفقة بين السعودية وسورية حول المحكمة" وأن "بعض المسؤولين نفوا وجودها".
واوضح المسؤول لصحيفة "الحياة" أن "المحكمة الخاصة بلبنان تم تأسسيها باتفاقية بين لبنان والأمم المتحدة، انما نصوصها خرجت من مجلس الأمن وتحت الفصل السابع وسلطاته، وبغض النظر عما يحصل وعما يقوم به لبنان أو لا يقوم، وبغض النظر عن تهديدات حزب الله، المحكمة ستستكمل عملها".
وذكر المسؤول انه "نتوقع من لبنان كعضو في مجلس الأمن وكدولة تدعم القانون الدولي، أن يستمر في التعاون وألا يحاول تدمير المحكمة، انما بغض النظر عما يقوم به لبنان، المحكمة ستستمر".
واشار المسؤول الى ان "الولايات المتحدة والمجتمع الدولي قالا منذ البداية أن المحكمة الخاصة آلية دولية يتعذر الغاؤها ولا تخضع لمساومة سياسية على طريقة سباق الخيل".
واعتبر انه "من السخافة أن يصدق أحد التكهنات والاشاعات حول صفقة مزعومة يتم التفاوض عليها حول المحكمة".
وشدّد المسؤول على ان "كل ما نعرفه هو من الصحف والتقارير الاعلامية ولا أساس للحكم على صحة التقارير، انما ما أود أن أقوله هو أن المحكمة تشكل أمل لبنان الأفضل في حصد دعم دولي لوضع التاريخ المأساوي والدموي للعنف السياسي وراءه".
ووشدّد المسؤول الاميركي على أن "المسؤولين السعوديون قالوا لنا أنهم ملتزمون بشكل مطلق ببناء علاقة ايجابية بين لبنان وسورية، مبنية على الاحترام المتبادل وعدم تدخل أي طرف في الشؤون الداخلية للآخر، ونحن ندعم هذا الهدف ونريد رؤية هذه العلاقة"، وهكذا علاقة في رأيه "لا يمكن أن تؤسس على تدمير العدالة أو الابتزاز".
ورأى المسؤول أنه "كما نفهم الكلام حول الصفقة، واذا كانت هذه التقارير الاعلامية صحيحة، فما يحصل هو ابتزاز"،موضحاً ان "حزب الله يقول من ناحية أن لبنان سيكون بخطر كبير اذا أحرزت المحكمة تقدما... ومن ثم يضخم الحديث عن صفقة سعودية - سورية تحلّ المشكلة التي اوجدها الحزب بنفسه".
وأشار الى ان "الحزب يخلق هذا الخوف، ويقول أن لبنان سيقع في ورطة ومن ثم يعلن تأييده لصفقة سورية - سعودية لحلّ المشكلة التي اختلقها. هذا هو تماما تعريف الابتزاز، وهو مثل شخص يضع بندقية في رأس الآخر".
واضاف المسؤول الأميركي "يريدون تخيير لبنان بين العدالة والاستقرار»، واشار المسؤول باللغة العربية للصحيفة الى ان لدى لبنان معادلة "لا غالب ولا مغلوب، وهذا ليس ما يتحدثون عنه".
وذكر انه "ليس هناك أحد فينا يريد أن يرى زعزعة للاستقرار في لبنان، كلنا يعرف أنه كانت هناك مخاطر في السابق وسفك الكثير من الدماء. نحن مع الاستقرار والمسار البناء وما من أحد سيكون متهوراً، الكلّ يريد أن حريصاً، الشعب اللبناني يستحق الاستقرار والأمن والعدالة أيضاً".
وعبّر المسؤول عن تفهم واشنطن للموقف الصعب أمام رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري، كما شدّد على أن "من وضعه في هذا الموقف الصعب ليس العدالة بل حزب الله ومن خلال اطلاق التهديدات" وقال "أن الحريري يحظى بدعم اللبنانيين وبدعم اقليمي ودولي".
وردّاً على تصريح مرشد الجمهورية الايرانية علي خامنئي، قال المسؤول الاميركي أن هذا الموقف "يأتي من ايران، الدولة التي تنتهك القوانين الدولية، ولا تتصرف كعضو مسؤول في المجتمع الدولي وهو غير مفاجئ"، "لكن لبنان عضو في مجلس الأمن، ونتوقع منه أن يتطلع الى التزاماته الدولية بشكل مغاير لايران".