عودة يطالب برئيس يعمل على تطبيق الدستور: نحتاج الى ثورة بيضاء تقضي على الاهمال

وجّه متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده صرخة الى ضمائر نواب الامة داعياً اياهم الى انتخاب رئيس من اجل حماية الوطن ومتوجهاً من جهة اخرى الى "الاخوة المسلمين" من أجل الوقوف بحزم بوجه حملات التطرف والارهاب.

وفي عظة قداس الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي والذي ترأسه في كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت، قبل ظهر الاحد، دعا عودة الى انتخاب رئيس للجمهورية يسهر على تطبيق الدستور وحماية الوطن.

وتوجه الى النواب وخاطب ضمائرهم، قائلاً "ان كانوا حقا يمثلون الشعب" عليهم الا يأتمروا للخارج وان ينتخبوا رئيساً للجمهورية، متسائلاً "هل انتخاب رئيس امر عصيّ الى هذا الحد؟"، مضيفاً "ألم يعد في لبنان شخصيات قادرة على تولي المسؤولية"؟.

وأضاف عودة ان "الشعب يصرخ ويتألم والبلد ينهار شيئا فشيئاً"، داعياً المسؤولين الى الا يدعوا "شهوة السلطة تفقدكم الوطن فهو اغلى من المناصب والمكاسب".

وقال للنواب: "احبسوا انفسكم في مجلس النواب ولا تخرجوا حتى اتمام المهمة وكونوا على قدر المسؤولية وعلى قدر آمال من انتخبكم".

ويعيش لبنان فراغاً رئاسياً منذ أيار الفائت، بسبب رفض الرئيس السابق ميشال سليمان تمديد ولايته وفشل النواب في التوافق على اسم رئيس. ووفق الدستور فإن الحكومة تتولى صلاحيات رئاسة الجمهورية. ويتّبع رئيس الحكومة تمام سلام مبدأ توقيع "كل الوزراء" على الملفات.

من هنا، دعا المطران الى "التمرد على هذا الوضع ورفضه والتمرد على الاقطاع السياسي والفكري وعلى سوس الفساد وبلادة العقول وجهل النفوس".

واعتبر اننا "بحاجة الى ثورة بيضاء تقضي على الاهمال وعدم احترام المهل الدستورية والاستحقاقات الوطنية".

وأعرب عن أسفه "لدى سماع من يدافع عن رئيس دولة او تلك ويتشاتمون مع بعضهم البعض".

من جهة أخرى، توجه المطران عودة في عظته الى المسلمين داعياً اياهم الى "الوقوف بحزم في وجه حملات التكفير والتطرف"، لأن "التطرف والتعصّب افكار تشوّه سمعة الدين".

ولفت الى ان "حضارات تُمحى وشعوب تواجه خطر الانقراض بسبب العنف والارهاب وانكار الآخر المختلف"، متسائلاً "هل تمد هذه البربرية الى الاديان بصلة؟".

وشدد على ان "الدين ليس ايديولوجية سياسية وليس حزبا سياسياً بل ايمان بالله وسلوك بحسب القيم والمبادئ والاخلاق وتسامح".

الى ذلك، لفت عودة في عظته الى انه "اذا انقرض المسيحيون من المنطقة بسبب حملات التطرف، كيف سيكون هذا الشرق من دونهم؟ المسيحية متجذّرة في هذه المنطقة".

ودعا المسيحيين الى الا يدعوا "الصعوبات والصراعات السياسية تحبطكم وتدفعكم الى الهجرة".

ج.ش.