الملفات الأمنية تتراكم والحكومة بين ارجاء والغاء
Read this story in Englishسفر رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي الى السعودية للمشاركة في تشييع ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز، أرجأ جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة غداً الثلاثاء في السرايا لدرس جدول أعمال مخصص لوزارة السياحة، ورجح أن تعقد الجلسة العادية للمجلس في السرايا والتي كانت مقررة الأربعاء في قصر بعبدا.
ويغادر ميقاتي بيروت غداً مع وفد وزاري الى الرياض للمشاركة في تشييع الأمير سلطان وتقديم التعزية الى المسؤولين السعوديين الكبار. كما يتوجه سليمان بعد غد الى الرياض للغاية ذاتها مع وفد آخر. وسيشارك رئيس الحكومة السابق سعد الحريري غداً في مراسم التشييع، وسيترأس وفداً كبيراً الأربعاء لتقديم واجب التعازي بالأمير.
وفي معلومات لصحيفة "النهار" فإن جدول أعمال جلسة الأربعاء يتضمن 86 بنداً بينها بنود مرشحة لإثارة جدل ونقاش حولها، من أبرزها ابرام اتفاق للتعاون في مجال الدفاع بين لبنان وفرنسا وكذلك ابرام اتفاق للتعاون القضائي في المسائل الجزائية بين لبنان وفرنسا، وهو موضوع عرض سابقاً على مجلس الوزراء بعدما لفت حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الى وجود بنود في الاتفاق تتعارض والسرية المصرفية.
وألّف مجلس الوزراء لجنة وزارية برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل لإعادة درسه وقررت اللجنة تكليف وزير العدل شكيب قرطباوي التفاوض مع نظيره الفرنسي للتوصل الى تفاهم على تعديل الاتفاق في ضوء رفض الجانب الفرنسي إلغاء البنود التي اعترض عليها سلامة.
وأشارت المعلومات أن مجلس الانماء والاعمار سيعرض وقف العمل في مشروع تنفيذ ممرين علويين عند تقاطع جل الديب ضمن مشروع تطوير النقل الحضري بسبب اعتراض بلديتي جل الديب وانطلياس على المخطط، وعرض المجلس خيارات بديلة أخرى تتطلب موافقة مجلس الوزراء.
ولفتت مصادر حكومية لصحيفة "اللواء" الى أن جلسة الأربعاء تتوقف على مسألة نصابها، فـ"إذا تبين أن هناك وزراء يشكلون نصاباً، فإنها ستعقد في هذه الحال في السراي الكبير، وهذا الأمر يفترض أن يتقرر في المداولات التي سيجريها الرئيسان سليمان وميقاتي اليوم لاتخاذ القرار المناسب في شأن تقديم التعزية شخصياً الأربعاء للعاهل السعودي والوفد الذي سيرافقه".
وأعلنت المصادر نفسها أن جلسة الأربعاء "لم تكن ذات أهمية كبيرة باعتبار أن جدول أعمالها كان عادياً وليس من أمر معين عليه أن يطرح في الجلسة، من خارج الأعمال، خصوصاً وأن موضوع الموازنة ترك أمر البت به للمقترحات التي سيتقدم بها الوزراء، ومن ثم الاجتماعات الثنائية أو الموسعة التي يمكن أن تعقد بين رئيس الحكومة والوزراء، ريثما يتم إيجاد مخرج لمسألة تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان".
وأفاد مصدر وزاري لصحيفة "اللواء" أن "الاتصالات التي بذلت في الساعات الـ72 الماضية لم تفلح في تبريد أجواء الاحتقان بين وزراء تكتل "التغيير والاصلاح" و"جبهة النضال الوطني"، اللذين كانا دخلا في سجالات حادة خلال جلسة مجلس الوزراء الأربعاء الماضي ما قد يؤدي الى ارجاء بت موازنة 2012 وتمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان".
وخشي المصدر من "تجدد السجال في أي جلسة لمجلس الوزراء في ضوء القرار الذي اتخذه تكتل "التغيير والإصلاح" في خلوة سيّدة الكنيسة بعدم السكوت على ما وصف بأنه "تجاوزات" لوزراء حزب "التقدمي الاشتراكي"، معتبراً أن أحد أسباب عدم انعقاد جلسة الأربعاء يرتبط برغبة ميقاتي إبعاد أجواء التشنج عنها، وأن تعقد في القصر الجمهوري، بعدما تكون الاتصالات قد تمكنت من تبريد الأجواء بين الطرفين".
وتواجه الحكومة ملفات أمنية عديدة أبرزها مشكلة مدّ شبكة الاتصالات الهاتفية الأرضية العائدة الى "حزب الله" مع الشبكة العائدة الى وزارة الاتصالات في ترشيش ورفض الأهالي مدها، والتي لا تزال عالقة مما يقتضي وضع الحكومة يدها فوراً عليها ومنع تفاقمها، في حين لم تظهر أي دلائل بعد على امكان وضعه على طاولة مجلس الوزراء لئلا يتسبب بانقسام حكومي جديد.
وظاهرة قطع الطرق في الضاحية الجنوبية أمس الأحد وشلّ الحركة العامة ساعات بعد قمع قوى الأمن والجيش مخالفة بناء عائدة الى شخص من آل المقداد في لاسا، مما يعني أن أي ملف من هذا النوع يبقى خارج اطار المعالجات المطلوبة.