نصرالله يحذر من "استقالة" سلام: دعم ايران كاف والوقائع بعد "النووي" أكدت مصداقية علاقتنا

لم يبد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اكتراثه بالعقوبات الاميركية على "كوادر وشركات" تابعة للحزب، نافيا امتلاك الأموال لتشغيلها، مشددا على ثقته بإيران لا سيما بعد الاتفاق النووي، متوقفا من جهة أخرى عند مسألة الحكومة محذرا من خطر "إسقاطها".

وذكَر نصر الله في خطاب له ألقاه في حفل تخريج "أبناء الشهداء" مساء السبت بـ"نعمة المقاومة"، التي اعتبر ان بفضلها ينعم اللبنانيون بالامن والامان.

وسأل "الا يجب على كل مقيم في لبنان ان يسأل نفسه بعيدا عن الحقد والحسد لماذا شعرنا بالامان حين ذهنا الى ضيعنا في العيد وبفضل من هذا"؟ جازما "هذا بفضل تضحيات شهداء المقاومة والجيش وقوى الامن والشعب اللبناني الذين استشهدوا حتى انتصرنا".

وتناول نصر الله في خطابه "السعي الاسرائيلي الاميركي المتحالف مع بعض الانظمة العربية وبعض الاداوت اللبنانية، من اجل ضرب المقاومة وسحقها، أو عزلها".

وقال "بعد الاتفاق النووي الهاجس الكبير في المنطقة هو حزب الله والمقاومة في لبنان"، لافتا الى أن الرئيس الأميركي باراك اوباما "تحدث عن حزب الله باعادة وصفه بمنظمة ارهابية، وتأكيد السياسة الاميركية لمواجهة الحزب من أجل طمأنة اسرائيل". وأضاف "هذا يعنيي أننا حاضرون في معادلات المنطقة".

وهنا أكد نصرالله أن تشديد أميركا على اننا "منظمة ارهابية لا يقدم ولا يؤخر"، معتبرا أن "ما صدر مؤخرا من قرار اميركي يستهدف عددا من القادة الجهاديين في حزب الله (عقوبات مالية ومصادرة اموال) لا يعني شيئا".

ورأى أن "العقوبات لها بعد معنوي وسياسي"، قائلا بنبرة عالية "نفخر بأن يعاقبنا الشيطان الاكبر قبل الاتفاق النووي وبعده".

لكن الأمين العام توقف عند "استهداف الاقتصاد اللبناني (رجال اعمال لبنانيين وشركات لبنانية). وأوضح أن حزب الله "لا يوجد لدينا مشاريع سياسية ومالية، لذلك حين نأخذ مالا من ايران نقول ذلك علن ونفتخر سويا بالأمر".

وأردف "دعم ايران كاف لنا وليس لدينا اموال نشغلها مع احد".

وفي هذا الاطار، اعاد الاشارة الى أن هناك "اصرار اميركي وراءه اسرائيلة وبعض الانظمة العربية واستخبارات المنطقة، على المس برجال الاعمال والتجار والشركات الللبنانية للنيل من هذه البيئة وهذا البلد".

عليه، قال أن "على الدولة مسوؤليات لحماية المواطنين خصوصا مصداقيتهم الاخلاقية".

وتطرق نصرالله أيضا الى الاستهداف المعنوي والسياسي لحزب الله والى الحملات الداخلية ضده. فذكر أن أميركا "تنسب للحزب اتهامات على المستوى السلوكي لا صحة لها من اجل اغتيالنا معنويا".

ونبه "عندما يعجز العدو عن النيل منهم جسديا تسعى للنيل منهم معنويا ويجب مواجهته وعدم القبول به".

وتابع "نشعر احيانا ان الموضوع ليس تقييم امني او سياسي بل مجرد حقد وكراهية اكثر من خلاف سياسي"، مضيفا "هؤلاء يتنكرون للحقائق التي يعترف بها حتى العدو الذي يقر بهزيمته في حرب تموز عكسهم تماما".

وحول علاقته بسوريا وايران تحديدا. سخر نصر الله من "التشكيك بعلاقته مع حلفائه"، ومن الاحاديث التي تكلمت عن ان "ايران ستبيع الحزب بعد الاتفاق النووي وعلى اننا اداة للمشروع الايراني".

وسأل "اليوم من هو الذي على حق؟ ومن الصادق ومن "الكذاب"؟ وهل ايران باعت الحلفاء؟

وجزم أن " المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية وقف في يوم العيد (الفطر) ليصف اميركا بما وصفها به وليؤكد موقف ايران من حلفائها، وكان لحزب الله مكان خاص من هذا التأكيد".

وشدد "نحن نتعاطى بكل ثقة مع ايران من 82 حتى اليوم "، لافتا الى أن "الوقائع اكدت مصداقية الثقة مع حلفائنا، اما انتم فكم مرة باعوكم وخذلوكم"؟.

وكلام نصر الله هذا هو الأول بعد الاتفاق النووي التي وقعته ايران مع الدول الكبرى.

ولم ينه نصرالله كلامه من دون التوقف عند الداخل اللبناني، معتبرا أن "معاناة اللبنانيين الان بمسألة "النفايات" دليل الفشل الذريع للدولة".

وسأل "هل هناك ادارة جدية في الدولة همها بيئة سليمة ورفع النايات بأقل كلفة؟ انا اقول هذا غير موجود".

أما عن الحكومة ، فدعا نصر الله الى "بت المسائل العالقة"، مستغربا عدم حسم المناقشة في آلي عمل الحكومة وتأجيل المواضيع.

ولفت الى أن تيار"المستقبل" يتبع سياسة إدارة الظهر للحوار مع التيار "الوطني الحر"، داعيا اياه الى "النزول من برجه العاجي" والتحاور مع عون.

وهنا استنكر نصرالله التهديد باستقالة سلام من الحكومة والتلويح بها"، معتبرا أن "الامر لن يقدم ولن يؤخر بل مؤذ ومضر للبلد".

وشدد على ان "الحل الوحيد امام القوى السياسة هو الحوار والحديث مع بعضها البعض".

واستطرد "نحن لسنا وسطاء بل طرف وحليف وجزء من الموضوع ولا اعتقد يمككنا لعب دور الوساطة، ونحن نتواصل مع الجميع ونقدم الاقتراحات".

وفي نهاية خطابه، حذر نصر الله "من اخذ البلد الى الفراغ فهذه لعبة خطرة ودخول في المجهول".

م.ن.