"جدار العار" أزيل من أمام السراي بقرار من سلام والمتظاهرون كتبوا آخر شعاراتهم قبل رفعه

لم تمر 24 ساعة على بناء جدار "العار" الذي فصل السراي الحكومي عن المتظاهرين في رياض الصلح شكلا ومضمونا، حتى أمر رئيس الحكومة تمام سلام بإزلاته، فاستغل المواطنون لحظات بقائه الأخيرة ورسموا عليه ما بقي في بالهم من أفكار وأراء.

ظهر الثلاثاء وصلت الرافعات الى رياض الصلح وباشرت بإزالة العوائق الاسمنتية من محيط السراي بعد يومين من صدامات عنيفة بين قوى الامن و متظاهرين دخلت بينهم عناصر مندسة فشوهوا طبيعة الحراك السلمي وعمدوا على افتعال أعمال الشغب والتخريب في وسط بيروت مساء الأحد.

نال هذا الجدار عدة تسميات من الشباب المتظاهر، منهم من وصفه بـ"جدار برلين"، آخرون قالوا أنه "جدار الفصل العنصري" الذي بنته اسرائيل، الى ان التسمية التي اتفقت عليها الاغلبية هي "جدار العار" كونه يفصل "حكومة الفساد عن مطالب الشعب وحقوقه".

لم يبق جدار الاسمنت على حاله، بل تحول أمس الاثنين حتى صباح الثلاثاء الى لوحة فنية أطلق عبرها المتظاهرون العنان لمخيلتهم وكتبوا عليها ما ارادوا من شعارات منددة بالسياسيين والطبقة "الفاسدة".

ومن الشعارات التي كتبت بلغات عدة "شكرا على هذه الفسحة من التعبير"، "السلطة ملك الشعب"، "خلف الجدار أرض محتلة"، سيقط النظام" و"الشعب يريد ثورة" وغيرها من العبارات.

وبرسومات "الغرافيتي" الملونة عبر المتظاهرون عن قهرهم من حال البلاد ورسموا وجوه السياسيين واسماء احزابهم، الى أن اصبح للجدار لسان ينطق بإسمهم.

اثر المباشرة بإزالته سارع الشبان الى أخذ الصور التذكارية امامه و كتابة آخر شعاراتهم ضد السلطة عليه. رفعوا العلم اللبناني ، مرحبين بقرار رئيس الحكومة التي اعتبروها انها خائفة من مطالب شعبها.

اما على وسائل التواصل الاجتماعي الذي يفيض حتى اللحظة بآراء منها مؤيدة ومنها منتقدة للتحرك، انتشرت أغنية الشيخ إمام "بيني وبينك سور ورا سور وانا لا مارد ولا عصفور" في اشارة الى سور الاسمنت الذي تم بناءه.

كذلك سخر فايس بوكيون آخرون من القرار وقالوا ان السلطة تخشى الشعب وهذا الاخير "لا يُهزم".

ويستمر الشبان في رياض الصلح في تحركهم، ويصرون على مطالبهم الى حين اسقاط "النظام" واستقالة كل من وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي يحملونه مسؤولية ما حصل من صدامات واعتقالات، و وزير البيئة محمد المشنوق "لفشلة في حل أزمة النفايات"، رافضين المناقصات التي أعلن عنها امس الاثنين.

والسبت ستكون رياض الصلح على موعد جديد مع تظاهرة "طلعت ريحتكم" التي انسحبت من الساحة الاحد بعد اعمال الشغب التي حصلت.

وأمس الاثنين رفضت هذه المجموعة المناقصات في ملف النفايات مطالبة بتسليم البلديات مسؤولية الامور، مؤكدة عزمها على إكمال تحركها حتى النهاية.

م.ن.