كافة الاطراف تدرس دعوة بري الى الحوار.. وترحيب بـ"إخراج البلد من الجمود"

لاقت المبادرة التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس الأحد حول الدعوة الى حوار ،لمناقشة الموضوع الرئاسي اضافة الى أمر ملحة أخرى، تجاوبا من قبل كافة الاطراف السياسية، رغم تخوف البعض لا سيما القوات اللبنانية في أن تكون "حوار لمجرد الحوار".

فمصادر رئيس الحكومة تمام سلام اكدت لصحيفة "الجمهورية" ترحيبها "بأيّ مبادرة تُخرج البلد من حال الجمود".

وقالت "من المهم ان تلقى المبادرة إجماعاً لبنانياً لتتوّج الدعوة بخطوة ما نحو الحلحلة تفتح الطريق الى مخارج وحلول لا بد من ان تحظى بالإجماع الوطني للإنطلاق بها ولتصِل الى مبتغاها الشريف".

اما رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري فأعلن في تغيريدة له عبر "تويتر" انه يلتقي مع بري في الدعوة الى حوار يناقش البنود التي اوردها في خطابه. وقال نحن بالتأكيد سننظر بإيجابية لموضوع الحوار عندما نتلقّى الدعوة"، معتبرا أن "الاتفاق على بتّ موضوع رئاسة الجمهورية يشكّل المدخل السليم للبحث في القضايا الاخرى".

واضاف أن " اعلان التمسّك بالحكومة وتفعيل عمل المجلس النيابي يشكلان قاعدتين للاستقرار المطلوب في هذه المرحلة".

وأمس الاحد اعلن بري في كلمته من النبطية في الذكرى 37 لتغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه، انه سيدعو في الأيام العشرة الأولى من أيلول، الى حوار يقتصر هذه المرة، بالإضافة الى رئيس الحكومة، على قادة الكتل النيابية، ولا يختلف كثيراً في الشكل عن حوار الـ 2006، ولكنه يختلف عنه في المضمون.

وحدّد جدول الحوار بـ7 نقاط، هي: البحث في رئاسة الجمهورية، عمل مجلس النواب، عمل مجلس الوزراء، ماهية قانون الإنتخابات، ماهية قانون استعادة الجنسية، مشروع اللامركزية الإدارية، وموضوع دعم الجيش.

وحول هذه الدعوة ، وصفت مصادر مطلعة على موقف حزب الله منها لـ"الجمهورية" بأنها "مبادرة لكسر الحواجز بين الافرقاء من خلال الحوار وإزالة المعوقات لإعادة تفعيل المؤسسات عبر طرح المواضيع التي تدور حولها إشكاليات".

وأضافت "هذه نقاط جوهرية وطنية مطروحة في البلاد وحولها تباين وسجال أدّيا الى أزمة عميقة لها تداعياتها على مصالح البلد واللبنانيين ولها تأثيرها في انتظام عمل المؤسسات،"، موضحة ان "هدف هذه المبادرة هو تَلمّس حلول من خلال الحوار لكلّ هذه النقاط التي طرحها الرئيس بري".

ورأت ان "لا أحد يجب ان يرفض المبادرة، خصوصا ان اي موضوع يريد كل طرف ان يبحَث فيه موجود في جدول الاعمال"، مشيرة الى أن للمبادرة "حظوظاً في النجاح".

اما القوات اللبنانية، فتَنكب على درس مبادرة بري بحسب مصدر للصحيفة عينها الذي تساءل عن "مؤدّيات هذا الحوار في ظل التجربة السابقة التي كانت، ويا للأسف، فاشلة".

وذكر المصدر ان "ّما اتّفق عليه تمّ التراجع عنه، فيما بقيت القضايا الأخرى عالقة وفي طليعتها الاستراتيجية الدفاعية التي تشكّل العنوان الأبرز لعودة فعالية الدولة اللبنانية وإمساكها بالقرار الاستراتيجي".

ورأى المصدر أنّ البنود التي طرحها بري تُطرَح في الحوارات الثنائية بين تيار "المستقبل" و"حزب الله"، وبين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، ولم يحصل بعد اتفاق عليها.

عليه سأل "لماذا سينجح الحوار الشامل، حيث فشلت الحوارات الثنائية حتى الآن في تحقيقه، خصوصاً لجهة انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟.

وتخوّف المصدر من "أن يتمّ وَضع البند الرئاسي على الرفّ نتيجة غياب القدرة على تحقيق خَرق على هذا المستوى"، مضيفا "وبالتالي تتحوّل الأولوية الى البنود الأخرى والتي تَشي بحد ذاتها بأنّ الفراغ سيطول كثيراً بعد".

وشدّد المصدر على "المطلوب اليوم هو انتخاب رئيس وليس الذهاب إلى حوار جديد أو بحلّة جديدة"، مطالبا "بالوصول إلى نتائج سياسية عملية، وليس الحوار للحوار أو للصورة".

في هذا الاطار، قال المصدر "القواتي" عينه ان "الموقف الرسمي للقوات سيصدر قريبا".

بدوره، دعم وزير الصحة وائل أبو فاعور بري للحوار، معلنا عن تأييدها من حيث المبدأ. وقال "نرى فيها بصيص أمل، وقد أتَت في الوقت المناسب".

م.ن.