فليتشر: "التلكؤ" قي تمويل المحكمة الدولية "اشارة سيئة"
Read this story in English
تتوجه الدول الغربية الى فرض حزمة عقوبات جديدة على سوريا في المرحلة المقبلة، في حين أن ثمة علامات استفهام حيال الآليات الممكن اتباعها لحماية القطاع المصرفي اللبناني من تداعياتها، ولاسيما نتيجة التداخل القائم بين لبنان وسوريا على أكثر من مستوى.
أعلن السفير البريطاني توم فليتشر هذا التوجه في حديثه الى صحيفة "النهار" قائلاً "نسعى الى حماية لبنان من هذه الاجراءات وتفادي أي انعكاسات سلبية لها. ندرك أن الاقتصاد اللبناني يعتمد في شكل واسع على القطاع المصرفي وأن لبنان وسوريا شريكان وثيقان ونتمنى أن ينجح الاقتصاد اللبناني في فصل نفسه عن عقوبات الاقتصاد السوري، وأفضل طريقة لحماية الاقتصاد اللبناني هي حض الشركات اللبنانية على ذلك".
وشكل القطاع المصرفي محور المحادثات بين فليتشر وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة في، وسط تركيز على التدابير الممكن اتباعها لطمأنة المجتمع الدولي الى هذه المعطيات: "لنكن واضحين، ثمة تقدم تحقق وهناك تفاهم على انه من الكارثة فرض تدابير تعوق الاقتصاد اللبناني".
ونقل فليتشر عن سلامة رغبته في زيارة لندن لشرح التدابير المصرفية المتخذة وضرورة ادراك المصارف والمستثمرين البريطانيين أن تداعيات العقوبات السورية لا تمر عبر المؤسسات اللبنانية. ويقول: "ثمة خطر من أن يظهر أفرقاء كإسرائيل لبنان جزءاً من سوريا وحزب الله، فيتم استخدام ذلك لضرب الاقتصاد اللبناني ككل، وربما مستقبلا كذريعة لخطوات أخرى. من هنا، أهمية إظهار أن الأمور أكثر تعقيداً مما تبدو من الخارج وأن حزب الله جزء من الحكومة غير أنه لا يدير البلد".
وذكرت "النهار" أن فليتشر تلقى تطمينات من أعضاء الحكومة الى أن لبنان سيفي بالتزامه تمويل المحكمة، في حين أن التلكؤ بذلك يسمح بالقول "أن لبنان هو لـ"حزب الله" ويعوق ثقافة الحد من الافلات من العقاب كما انه يجعل من عملنا كأصدقاء للبنان اكثر صعوبة" مشيراً أنه "ستكون اشارة سيئة. في أي حال، علينا أن نعمل مع كل الاحتمالات ونتحضر أيضاً للأسوأ. كانت لدينا محادثات على المستوى الأوروبي الأسبوع الماضي في هذا الشأن ويجب أن نكون جاهزين لأي مخرج".
وأكد فليتشر أن وفد الجامعة العربية توجه الى سوريا مع "خطة واضحة ومتماسكة"، وفضّل عدم الخوض في تفاصيلها.تمنى "أن يؤخذ الحوار جدياً من جانب السوريين"، وأبدى تخوفه من أن يسعى النظام كعادته الى "شراء الوقت".
ورغم اللقاء الذي جمع وفداً من "المجلس الوطني" السوري بوزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط اليستر برت، لفت فليتشر الى أنه "من المبكر الاعتراف بالمجلس أو غيره من أطراف المعارضة في انتظار جلاء بعض المعطيات. ورأى "في كلام الرئيس السوري بشار الأسد الى "الصنداي تيليغراف" بإحداث زلزال في المنطقة "لغة قوية جداً، ما يزيد قلقنا حيال المخاطر التي ينوي اتخاذها ضد شعبه وشعوب المنطقة لحماية مصالح نظامه".
وقال فليتشر أن التحرك البريطاني الذي يسعى الى تعزيز وحدة المجموعات اللبنانية يراوح بين حدين، حد رفض البقاء "كمجرد متفرجين أو معلقين على ما يجري".
ونجحت الأشهر الأخيرة في وضع خطة عمل قدمها البريطانيون الى السلطات اللبنانية وتناولت 3 محاور: الاصلاحات، دعم القوى المسلحة من جيش وقوى امن داخلي، والقطاع المصرفي بنوع خاص والاقتصاد في شكل عام.
وقام فليتشر بزيارة رئيس الوزراء نجييب ميقاتي تمهيداً لزيارة الأخير الى بريطانيا.
ويستعد السفير البريطاني فليتشر لاطلاق مجموعة حوارات بعنوان "ليبانون 2020"، وهي حوارات بدأ يرسل عناوينها الى متابعيه عبر "تويتر" وتسعى الى جعل الشباب اللبناني والجيل الجديد يفكر في أي دولة يريد بنائها بعد بضعة أعوام. ويذكر أن فليتشر كان أسس مجموعة عمل في بريطانيا للغاية نفسها.